الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمال افريقيا وسبتة ومليلية ليست عربية و الديموقراطية هي الحل

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2019 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة


كان هناك سؤال في احد البرامج لشبكة الجزيرة حول لغة موريتانيا تساءل المذيع خلالها : هل الموريتانيون يتكلمون اللغة العربية بمناسبة ملاحظة كلام الموريتانيين المرشحين للرئاسة او زعماء الاحزاب يتحدثون باللغة الفرنسية في تصريحاتهم ..مما اثار ربما حفيظة القناة ..

و تذكيرا للقناة و لغيرها من المتحدثين عن شمال افريقيا يسعدني ان اذكر بان الأمريكان حين يقولون "شمال إفريقيا و الشرق الأوسط" فهم يصفون الواقع الجغرافي والتاريخي للمنطقة .لذلك و لأنهم عقلانيون لا يكررون تلك العبارات المملة مثل "المغرب العربي" أو "الدول العربية" بالنسبة لدول شمال افريقيا .لان العرب يوجدون في غرب آسيا بشبه الجزيرة العربية التي تسمى باسمهم و ليس في افريقيا .

و بالتالي فمدينتا سبتة و مليلية المغربيتين تماما مثل الصحراء الغربية و غيرهما من الاراضي هي اراض افريقية تنتمي لقارة اخرى هي إفريقيا ..و للمغرب السيادة عليهما.و هو الذي يقرر متى يطالب اسبانيا باسترجاعهما كوقت مناسب و ليس العرب او المسلمين في شبه الجزيرة العربية الذين خاطبهم نجل نتنياهو في تغريدته على تويتر ..

أما المبدأ الفقهي العربي "الحيازة سند للمِلكية" الذي و ضدا على المنطق الذي تم تطبيقه على شمال افريقيا بشكل غريب و حتى لو كان الامر بصفة رمزية فهو ليس مبدأ عقلانيا و لا عادلا و لا اخلاقيا و يخالف طبيعة الاشياء.لأنه يشرعن للسطو على ممتلكات الغير تحت مبرر "الحيازة"و يسميها غنائم .

فهل شمال افريقيا غنيمة لشبه الجزيرة العربية ؟

لا احد في شمال افريقيا يطمع في ثروات شبه الجزيرة العربية الهائلة .و لا يمكن للمرء السوي إلا أن يتمنى التقدم والازدهار لشبه الجزيرة العربية و لشعوبها ...بل السعودية مثلا أو اي دولة اخرى هناك يمكنها ان تطرد اي من مواطن من شمال افريقيا على اراضيها اذا كانت اوراقه ليست كافية او مقيم بطريقة غير شرعية حسب قوانينها ..و هذا من حقها كدولة ذات سيادة ..و هي تنتمي مثل قناة الجزيرة للشرق الاوسط و ليس لشمال افريقيا ...


بالمثل فإن شعوب شمال افريقيا مختلفة عن شعوب شبه الجزيرة العربية .هذا شيء مفروغ منه ..و دولها هي دول مستقلة عن شبه الجزيرة العربية و ذات سيادة يجب النظر اليها كما الواقع على انها دول شمال افريقية في طريق الدمقرطة و العلمنة و العصرنة و التقدم والازدهار و لِمَ لا التوحد في المستقبل مثل دول اروربا الغربية و يكون اتحادها يسمى مثلا اتحاد دول شمال افريقيا .و مواطنوها هم مواطنون شمال افريقيون لهم جميعا الحق في ارضهم و ثرواتها على قدم المساواة ...و حين نتحدث عن المساواة فهذا يعني لا يجب ان يكون هناك اي تمييز بسبب الدين او الثقافة او اللغة او الانتماء الجغرافي او غير ذلك بين مواطنيها..لأن الواقع الذي افرزته قرون من الظلم الاجتماعي القديم في الحقيقة مات المسؤولون عنه و لا يمكن لمن يتبناه مثلا اليوم الا ان يكون من الكاذبين او المستلبين الذين يلصقون بانفسهم من اللاعتداءات ما لهم فيه حظ ولا نصيب ..

إذ كيف يمكن لاحد ما ان يزعم انه من احفاد ذلك البعض من العرب القدامى الذين غزوا شمال افريقيا ضدا على تعاليم دينهم التي تقول لا تعتدوا و سموا هذه المناطق عربية ؟ بل كيف له ان يثبت ذلك بالدليل العلمي الدامغ و ليس عن طريق الادعاء الفارغ ..؟

فهل معنى هذا انه لا يجب ان يكون اي عربي على ارض شمال افريقيا ؟ حاشا ..

لا توجد هناك في كل الكرة الارضية اي دولة فيها شكل واحد من الناس المتشابهين في كل شيء كالعسكر بنفس اللباس ابدا ..

التنوع البشري الموجود في شمال افريقيا ربما يفوق الخيال بالنسبة للذين لا يعرفونه ...

و لذلك فإن الديموقراطية و العلمانية في شمال افريقيا تبقيان هما الحل الوحيد للقوة السياسية والاقتصادية و الثقافية المتنوعة و للعدل وللسلم الاجتماعي و للحرية و طي ذلك الملف من المشاحنات حول هوية شمال افريقيا .اذ في الديموقراطية و العلمانية يصير التركيز حول المواطنة الكاملة و ليس حول اي انتماء لغوي او وراثي أو ديني او ثقافي .لان الديموقراطية تكفل للجميع الحق في لغته و ثقافته و حرية عقائده طالما هذه العقائد لا تحض على العنصرية او الحرب او العنف او الكراهية للاخر.و تقف على نفس المسافة من الجميع في سيادة تامة للقانون ...

و بما ان هناك في شمال افريقيا دولتان في الخمس دول من بين الدول العشر في كل افريقيا التي هي دول صاعدة في التنمية و المغرب احدها ..فإن اي اذكاء للصراع الثقافي او الاثني او الديني سيعطل الديموقراطية و العلمانية .....

فالاعتراف مثلا بحق الامازيغ في ممارسة السياسة و تاسيس الاحزاب (هناك الكثير من الحزاب الامازيغية في المغرب .الحركة الشعبية مثلا) و ممارسة الثقافة و اللغة الخاصة بهم في كل شمال افريقيا لا يعني الغاء الآخر أو يعني انهم وحدهم فيها ...فقانون الجنسية المغربي مثلا يمكنه منح الجنسية لمن تتوفر فيه الشروط لذلك ...و في المغرب يوجد ما لا يحصى من مواطني دول اخرى من امريكا الشمالية واروبا و امريكا اللاتينية واسيا القصوى لاسباب عديدة و متنوعة زيادة على ذوي الاصول الافريقية الخالصة و ذوي الاصول السومرية و اليونانية و ذوي الاصول المصرية والفينيقية و اللبنانية و السورية وللعراقية و غيرذلك .....

و لا يعني ذلك ايضا الغاء مطالب المساواة أو الديموقراطية او العلمانية . و إلا فنحن لسنا في قرن الحضارة والحوار العقلاني و انما في القرن 8 الميلادي حيث سادت القوة و العنصرية.....


مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran