الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب المشروع السياسي لدى الحركة الكردية في روجآڤاي كردستان.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 6 / 26
القضية الكردية


بصدد قضية أن الحركة الوطنية الكردية في روجآڤا أو الإقليم الكردستاني الملحق بسوريا، لم يقدم مشروعاً سياسياً أو رؤية سياسية واضحة لحل المسألة الكردية في هذا الإقليم على إعتبار إنها قضية "أرض وشعب" وذلك كل المرحلة التاريخية الماضية إلا بعض الشذرات والتلميحات ومؤخراً مع بعض التيارات الحزبية كما طرحه البارتي -الديمقراطي الكردستاني حالياً- وذلك في مؤتمره العاشر عام 2007 فبقناعتي تعود لعدد من الأسباب وأهمها هي:

أولاً- ضعف القيادات السياسية التاريخية التي خرجت من بين أبناء هذا الإقليم حيث وعلى الرغم وجود عدد من الشخصيات الثقافية المنتمية لكل من أبناء عفرين والجزيرة لمؤسسي أول حزب سياسي كردي في سوريا، إلا أن القيادات الفعلية وبالأخص الراحلين؛ د.نور الدين زازا وأوصمان صبري كانوا قد جاؤوا من شمال كردستان وأستقروا في دمشق وبالتالي كان جل نشاطهم منصباً بالأساس على ذاك الجزء الكردستاني.

ثانياً- جغرافية إقليم كردستان (سوريا) المنفصل عن بعضه على طول الشريط الحدودي الشمالي مع تركيا -أو بالأحرى مع شمال كردستان- وكذلك عدم توفر البيئة الطبيعية الجبلية إلا بمساحات ضيقة كما في عفرين، مما أفقد عامل اللجوء للكفاح المسلح وأي حركة تحرر تفتقد لهذه الميزة النضالية تفقد الكثير من قدرتها وقوتها على فرض وجودها كواقع وكقضية شعب.

ثالثاً- السياسات القمعية مع بروز أول جسم سياسي كردي عام 1957 مع ولادة البارتي حيث لجأت حكومة الوحدة مع ولادة كل منهما إلى أقسى الأساليب القمعية الوحشية بحق كل التيارات السياسية في سوريا ومصر وبالأخص مع الحركتين الشيوعية والكردية في سوريا وهكذا اعتقلت الأغلبية المطلقة لقيادة البارتي وزجهم بالمعتقلات مع ممارسة أبشع أنواع التعذيب والقهر والقمع ومذكرات د.زازا تقدم الكثير من تلك الأساليب المروعة بحقه وحق رفاقه من الحزب ولَم تكتفي سلطات الوحدة القمعية بذلك، بل لجأت لقمع الشارع الكردي بوحشية وكان شخص مثل أبو سالم؛ مساعد بالأمن السياسي بعفرين في سبعينيات القرن الماضي حاكماً عسكرياً يمكن أن يغيب أي شخص بإشارة منه لا أكثر .. وهكذا وللأسف وبدل أن تجعل تلك الضربة أن "تعيد العقل لرأس الحركة"، كما يقول المثل، فإنها أفقدت الحركة وبالأخص القيادة السياسية للبارتي وعيها السياسي وأدخلهم في مشاحنات ومهاترات كانوا بغنى عنها حيث أفقد الحركة والقضية الكثير من نقاط القوة والمبادرة لطرح رؤى سياسية عميقة وذلك لدخولهم باب المهاترات والصراعات الداخلية، بدل التكاتف والتصدي للعدو الخارجي.

رابعاً- للجانب السايكولوجي دور مهم في تكوين الشخصية، إن كانوا أفراد أو هيئات ومنظمات.. ونقصد هنا؛ النظرة الدونية المشكلة لشخصية الكردي الروجآڤاوي -إن صح التعبير- حيث النظر له وكأنه الأخ الصغير بين إخوته الأربعة المشكلة لجغرافية كردستان من أقاليم واقعة تحت الاستعباد وليس فقط الاحتلال والاستعمار .. وهذه النظرة ليست من جهة واحدة؛ أي فقط من جهة الأشقاء في الأقاليم الأخرى، بل وللأسف هي نظرة أبناء روجآڤا لأنفسهم أمام أشقائهم وهكذا يمكننا القول؛ بأن الكردي الروجآڤاوي هو يعيش اضطهاداً مركباً؛ أولاً من مغتصبي كردستان وتالياً من الأشقاء .. وهنا أود فقط الاستذكار بحكاية مع الأخوة بحزب الوحدة بجنديرس حيث وصل أحد الأشخاص من كردنا بباشور -إقليم كردستان (العراق)- فتم الاحتفاء به وتقول بأن الرئيس طالباني أو السيد مسعود بارزاني حل ضيفاً علينا، رغم إنه لم يكن أكثر من بيشمركة -مع تقديرنا لكل أبناء البيشمركة وأي قوة كردية أخرى- لكن المقصد هنا هو تبيان حجم الهزال والضعف في الشخصية الروجآڤاوية أمام إخوته وأشقائه من الأقاليم الأخرى، مما جعل أن يربط قضيته وقضية حرية شعبنا في هذا الإقليم -وما زال- بقضايا تحرير شعبنا في الأجزاء الأخرى وتحديداً في كل من شمال وباشور كردستان وذلك بحسب الولاء السياسي للأوجلانية أو البارزانية.

خامساً وأخيراً- الطابع العشائري القبلي في تشكيل واصطفافات الحركة الكردية حيث باتت أحزابنا تلعب دور القبيلة في المراحل الماضية بحيث كل حزب / قبيلة تهتم ب"رعاياها أو مريديها" فقط وتحاول، بل تعمل جاهدةً على شن الغارات والغزوات على مضارب الأحزاب "القبائل" الأخرى وهكذا وعوضاً عن أن تقدم هذه الأحزاب خطاباً تنويرياً ثقافياً ومشروعاً سياسياً متبلوراً فهي انشغلت ببعضها بدل الاشتغال على القضية وللأسف فإن الحركة الثقافية وبعد المرحلة البدرخانية وتحديداً بعد جلادت بدرخان أصبحت حركة تابعة للحركة السياسية وذلك بدل أن تكون هي الموجهة لبوصلة الحركة الوطنية حيث دخل المثقف الكردي عباءة السياسي والحزبي الكردي وما زال عالقاً به غير قادر على الخروج منه لتقديم خطاب ورؤية ثقافية تنويرية ولذلك فإن أغلب مثقفينا، بل الغالبية المطلقة -إن لم نقل بالإطلاق- يقدم خطاباً لا يختلف عن الخطاب الأيديولوجي لطرف سياسي هو تابع له وذلك لتسويق ذاك الطرف أو يهرب إلى الغوغائية والضبابية، ناهيكم عمن يهرب إلى الخطاب الرومانسي والعاطفي من خلال كتابة الشعر والأدب مع تقديري طبعاً لكل فنون الثقافية الأدبية، لكن نحن هنا بصدد قضية شعب يجب أن يكون هماً ثقافياً قبل أن يكون هماً وطنياً، كون دون تبلور رؤية واضحة لا يمكن أن تحقق أي إنتصار لقضيتك الوطنية ولذلك قدّمنا الثقافي حتى على الوطني.

بالأخير؛ نأمل مع الظروف الإقليمية والدولية المستجدة أن تخرج القضية الكردية في روجآڤا للنور ويحقق شعبنا حقوقه الوطنية كاملةً أسوةً بشعوب المنطقة والعالم وأعتقد هناك بوادر أمل كثيرة يمكن لأحدنا أن يبني عليه بعض التفاؤل في مستقبل أفضل لشعبنا ولشعوب المنطقة وذلك رغم كل هذه المآسي والكوارث التي تمر بها المنطقة عموماً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |


.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال




.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ


.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا




.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟