الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرافاشي في الزرداشتية

رستم محمد حسن

2019 / 6 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


فرافاشي في الزرداشتية :

ماهي فرافاشي :
فرافاشي هي ارواح الاجداد لدى الاريين، التي تواصل الحياة في العالم الاخر وتحمي جماعتها وشعبها في العالم الدنيوي، وتنسب الفرافاشي كذلك الى الاشياء المحيطة بالطبيعة كالجبال والبحيرات والغابات... الخ وبلا شك كانت هناك تصورات ايضا عن الفرافاشي كآلهة خلاقة.
ويتكون المصطلح fravashi من جزئين farوفسر على انه يتقدم و vashi وهو من اصل vaksh بمعنى ينمو،. فيكون فرافاشي تلك الطاقة الموجودة في المادة التي تمكنها من التحرك للامام.

مهمات فرافاشي :
خلق فرافاشي قبل ان يخلق الكون، ويوحي هذا ان اهورامزدا قد تصور كونا كاملا وتاما ومنذ البداية الاولى، وذلك بصياغة الجوهر الروحي لجميع الاشياء قبل خلقها، ويساعد فرافاشي الكون على ان يرتقي وينمو وهو الجوهر الروحي والالهي والحارس ويمثل المعرفة اللامحدودة والحضور الدائم لاهورامزدا، كما انه النموذج الاصلي للبشر والحضور الفعال لاهورامزدا في كل شخص.
وان كان اهورامازدا قد وضع من الوقت اللامحدود في مخيلته نظاما كونيا اكثر كمالا وتنظيما، فإن فرافاشي يساعده في المواد الطبيعية كالكون في الارتقاء وبالتالي يقوده الى الكمال، ويذكر فرافاردين _ ياشت ان الفرافاشي يساعد المياه على التدفق والاشجار على النمو، والرياح على الهبوب والشمس والقمر والنجوم على التحرك في مداراتها

عناصر كينونة الانسان :
بحسب افيستا فأن لكل كائن حي : fravash_ urvan_ tanu
1_ tanu:هو الجسد او الذات الجسدي المصنوع من لحم ودم وعظام
2_ urvan :هو الروح وطبيعة كل انسان، انه صانع القرار،. والمسؤول عن كل قراراته وافعاله
3_ فرافاشي : هو الروح الحارسة والحضور الفعال ل اهورامزدا لدى كل كائن بشري، انها تقود الروح وتساعده لكنها لا تتدخل في صنع القرار، وتكون الروح حرة في اختياى ماتريده من الحياة، وفرافاشي هو الصوت الذي ينبه الروح من الاثم، وتحرسها بابعادها عن الاخطار الروحية، وخلال الحقبة الافيستية تم الاحتفاظ بالفرق دوما بين urvan الذي صور على انه مذكر وال فرافاشي على انها مؤنثة، ولكن هذا الفرق انتهى خلال الفترة الساسانية.

فرافاشي في افيستا الصغرى:
نبذ زرداشت عبادة فرافاشي، ولكن في بداية تغيرات الزرداشتية الغربية (في غرب ايران) أعيدت هذه العبادة رسميا، ووفقا لتصورات افيستا الصغرى "التي استوعبتها البهلوية بدون تعديلات بشكل عام" يوجد فرافاشي الانسان منذ البداية، قبل ولادته، والذي يتحد مع الانسان لحظة ولادته، ويحلق مبتعدا عن الجثة بعد الموت، ويعود الى العالم الروحاني، حيث يحكم عليه بالبقاء هناك حتى نهاية تاريخ العالم وقيامة الآخرة، ومع هذا يبدي فرافاشي تأثيرا غير مباشر على العالم المادي.
وكما في تقاليد افيستا الصغرى كذلك في التقاليد البهلوية تنسب الى فرافاشي وظيفة الارواح المناصرة ايضا.

فرافاشي في التقويم الزرداشتي :
كرس للفرافاشي الشهر الاول من التقويم الزرداشتي _ فرافاردين (21_20 نيسان) والعاشور الاخير من السنة (10_20 اذار) بما فيها الايام الخمس ماقبل رأس السنة المضافة الى ايام السنة السنة الكبيسة التي لا تنضم الى هذا الشهر.
ويحل العيد المكرس لارواح الأجداد مع حلول الربيع وعيد النوروز، اي فترة انبعاث الطبيعة، وهذا مايؤكد على عبادة لطبيعة الميتة والمنبعثة، المرتبطة ارتباطا وثيقا بعبادة روح الاجداد.

ملحق اضافي :
فرافاشي في كتاب التلمـود البعث والحساب والثواب والعقاب ل علاء تيسير أحمد مهدى :
تنقسم النفس "الاصح باعتقادي الكينونة البشرية" في الديانة الزرداشتية بحسب افيستا الى قسمين :
_ النفس الالهية "الفرافاشي" : وهي عبارة عن الارواح المجردة التي تتولى حراسة ورعاية الاتقياء من رجال ونساء واطفال، فهي ارواح الاتقياء وفي نفس الوقت هي تمثل نماذجهم العلوية بعد الموت، اي انها مصاحبة لهم في حياتهم، وعند وفاتهم تعود هذه الروح المرتبطة بالنور الالهي الى مقرها العلوي،. وهي تختلف عن روح الانسان، بأنها لا تقدم حسابا عن اعمالها لأنها طاهرة، فهي التي ترشد الانسان الى طريق الحق والخير
_ النفس البشرية "الداينا" :وهي عبارة عن الروح المرتبطة بالجسد، والتي تعبر عن وجوده الشخصي في هذا العالم، كما انها لا تفنى بعد الموت، فهي التي تحاسب على اعمالها الدنيوية.
في حين تصور نصوص "الگاتا" التي تعتبر من اقدم نصوص افيستا تلك العناصر الروحية المكونة للطبيعة البشرية بشكل اكثر تعقيدا، فورد مصطلح "الفيانا" للاشارة الى النفس البشرية، كما ورد مصطلح "المانا" للاشارة الى العقب او الوعي او الفكر او الذاكرة، كما ورد مصطلح "الداينا" للاشارة الى النفس التي تحاسب على الاعمال الدنيوية.
ويرى العديد من الباحثين ان الفرافاشي اي النفس الالهية لم يكن لها وجود في نصوص الگاتا انما هي زرداشتية الاصل، كما يرون ان اصل تلك الكلمة هي "فرافاتي" وتعني الحارس وتنتمي للمعتقدات الشعبية التي تسبق تدوين نصوص الافيستا، فكانوا يعتقدون ان الفرافاشي الخاص بالميت تحضر الى الارض لتأتي بأطعمة وملابس للميت.
المصادر :
كتاب افيستا من اعداد د. خليل عبدالرحمن
كتاب التلمـود البعث والحساب والثواب والعقاب ل علاء تيسير أحمد مهدى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي