الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتحار في العراق

هديل وضاح

2019 / 6 / 28
المجتمع المدني


الانتحار في العراق
شهدت الفترة الاخيرة الكثير من حوادث الانتحار في العراق نتيجة تردي الاوضاع الاقتصادية وغياب الامن والبطالة والتفكك الاسري الخ... ان ازدياد نسبة الظواهر السلبية التي تهدد امن المجتمع بأسره باتت تشكل خطرا كبيرا، وفي الوقت الراهن ادى نمط الحياة التعيس والعوز المادي الذي اخذ ينيخ بكاهل ثقله على المرء، ادى بهذا الانسان الى ان يلجأ بصورة مباشرة الى ان يضع حدا لتعاسته اي الانتحار، وهو الحدث الذي يفعله عمدا لقتل نفسه نتيجة اليأس او الاضطرابات النفسية، ولعله الامر الذي يستهدفُ العقلَ والقلبَ قبلَ الجسد حيث يقتل الارادة ويلغي مفهوم الحياة.
ان الانتحار او هذه الفكرة المقيتة هي من اكثر الامور تعقيدا، فهناك اختلاف في اساب الانتحار وطرق تفكير الانسان ومصائب أخرى كثيرة جاءت بعد تفكير ثم عجز عن التغيير ثم إعلان للهزيمة أمام تفشي ظواهر اجتماعية اصبحت حاجزا أمامه, احيانا علينا ان نبقي على مساحة من الامان هي التي تحمينا من القلق والخوف والترصد والتكهن، على الانسان ان يتماكر على نفسه وان يألف طريقة مصطنعة تخدر وعيه لوهلة من الزمن وخاصة في الازمات لتجنب المبالغة في التفكير وتضخيم الامور واعطاءها اكبر من حجمها لأنها حتما سوف تنعكس اثارها بصورة سلبية على حياة الانسان وتشتت اتزانه وتنتزع امانه الداخلي وتوصله الى الضياع التام حيث تجعله يضحي بنفسه ويقدم حياته ضريبة في سبيل التخلص من جميع المعوقات الداخلية والظروف السيئة التي يعيشها المرء بعالم مليء بالضغوطات، هذا هو الاستسلام التام للموت، ان ولع الانسان الطفولي يدفعه لمعرفة كل شيء بشكل مثالي ولكن الحقيقة المأساوية اعقد مما كان يظن، فيبدأ بتكوين صور يقارن بها الحياة المثالية التي دونها في جوفه وبين الحياة الواقعية البخيلة في تحقيق هواياته، ومحاولة ايجاد ارضية مشتركة بينهما، فسرعان ما يبدأ بالحاق الاذى الفكري لنفسه اولا ثم الاذى الجسدي، حيث يتحول بركانا ثائرا على كل شيء لا يستطيع ولن يستطيع أحد من إخماده.
ولأن ظاهرة الانتحار لا تقوم في مجتمع واحد، لأنها ظاهرة عالمية، "يلقى ما يقارب 800000 شخص حتفه كل عام بسبب الانتحار". فقد خصصت الامم المتحدة يوما عالميا لهذه الظاهرة هو العاشر من ايلول من كل عام لحشد الدعم الدولي لمنع ومكافحة الانتحار.
اما في العراق فقد اشارت احصائيات مجلس القضاء العراقي للفترة من 2003_2013 الى وجود 1532 حالة انتحار، وهو ما يبرز مشكلة حقيقية اجتماعية، فالانتحار في جزء منه يعبر عن احتجاج قاسي ضد الاوضاع السيئة التي تعيشها اوساط الشباب، بسبب غياب الافق الحقيقي والخلاص من مشاكل البطالة.

لاشك بأن الانخراط في النضال الاشتراكي عبر الانضمام لصفوف نضال الطبقة العاملة من أجل تغيير هذا الواقع المأساوي وإيجاد عالم تسود فيه الحرية والمساواة وينعم فيه الانسان بالعيش الكريم، سيخلق لدى الانسان حافزا قويا يدفع به الى التمسك بالامل والنظر الى الحياة من زاوية مشرقة ومن ثم الابتعاد عن الافكارالطوباوبة المثالية التي تدفع به الى اللجوء الى الانتحار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو حمزة: الطريق الوحيد لاستعادة الأسرى هو الانسحاب من غزة


.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع