الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب ومحدودية المصادر المعرفية

ازهر مهدي

2019 / 6 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأمة التي يكون محمد وصحابته وتابعيه فيها  قدوة
لا تنتظر منها خيرا أبدا.
في القرن الحادي والعشرين الدول العربية واغلب الدول الإسلامية في ذيل قائمة الأمم معرفيا ولم تعد مصر تكتب ولم يعد لبنان يطبع ولم يعد العراق يقرأ كما كانوا يقولون.
الأمية الثقافية مستفحلة و مستشرية بين العربان وباستثناء المناهج الدراسية لا يكاد يقرأ العرب شيئا وحتى هذه المناهج الدراسية متخلفة جدا والجامعات العربية  شكلت طامة كبرى ايضا تخرج عدد كبير من الطلبة بدون مؤهلات تذكر ولا تنتج شيئا بذي بال ولا خريجين مؤهلين لقيادة المجتمع ورغم اتساع العالم العربي والثروات التي يمتلكها إلا أن المنتج الثقافي والعلمي غير ملموس حتى أن دولة صغيرة مثل إسرائيل لا تمتلك نفط أو غاز لديها إنتاجات معرفية يفوق الدول العربية مجتمعة!!!
الكتاب الديني الإسلامي يتفرد في وجوده على الساحة الفكرية والثقافية وهذا بحد ذاته مشكلة فهذه النوعية من الكتب تكرس الجهل وبالتحديد الجهل المركب وإغراق العقل بكم كبير من المعلومات البالية السطحية والخطيرة احيانا.
اذكر أن صدام خلال فترة الحصار انقلب على الفكر القومي والتجأ إلى الإسلام كي يحميه من التحولات الاجتماعية بعد دحره في حرب الكويت وأخذ يدعم المساجد والخطباء والفكر السلفي الوهابي تحديدا فكانت النتيجة أن ظهرت داعش واخواتها في فترة لاحقة.
الانحدار الثقافي العربي يواكبه تطور عالمي سريع بل سريع جدا على جميع الأصعدة لتغرق الدول العربية في بحور الظلام والعدوانية بشكل مخيف وقد أشارت إحدى الإحصائيات إلى أن مجموع ما تطبعه الدول العربية من الكتب يكاد لا يوازي نصف ما تطبعه دولة أوروبية شبه فقيرة (وفقا لمقياس الفقر الأوربي وليس العربي طبعا ) وهي إيطاليا.
في الدول العربية ومعها الكثير من الدول المسلمة تواجه الكاتب او القارئ نوعان من الرقابة وهما الرقابة المجتمعية والرقابة الذاتية.
الرقابة المجتمعية تبدأ من دور الطباعة والنشر التي قد تمتنع عن طباعة الكتاب لأسباب وأمنية ولأسباب أخرى مثل تخوفها من ردة فعل المجتمع الذي هو متخلف في معظمه.
والرقابة الذاتية المسبقة التي غرست في ذهن الكاتب كمحصلة الرقابة الأولى.
العرب يشاهدون أكثر مما يقرأون العرب هذا ان قرأوا شيئا يحبون المناظر الملونة والفن الشعبوي السريع الهضم فالمعدة الثقافية العربية مثقلة بالدهون الفكرية المتراكمة صعبة الهضم.
هناك كتب سهلة الهضم شاعت في المجتمع العربي لكنها أيضا كتب خالية المحتوى مثل كتب الطبخ والأزياء والجنس التي تربعت على رأس تلكم الكتب ولا أعارض قراءة تلكم الكتب ولا اي كتاب انا اتكلم عن النوعية التي يتم كتابتها وقراءتها.
العرب لا يقرأون الكتب الجمالية كالشعر والرواية وبالطبع لا يحبون الكتب العلمية إلا ما رحم ربي.
العرب قد يعتمدون على الترجمات لتعويض النقص الثقافي الى حد ما وبرأيي أن الإسلام لعب دورا قويا في التردي الفكري والثقافي والإنساني في العالم العربي فقد كان ولا يزال الإسلام يحشو عقول أتباعه بالتفاهات والسخافات إضافة إلى الأفكار العنيفة والعدوانية .
الإسلام يشجع على قراءة الكتب الدينية فحتى مفهوم العلم في الإسلام هو مفهوم محدود اتحادي فالعلم في المفهوم الشرعي الإسلامي هو العلم الديني وإضافة كلمة علم لهذا المجال هي كلمة زائفة بالنقد المستقل هو اهم سمة من سمات البحث والإنتاج العلمي والفكري ونقد مفاهيم الإسلام كانت ولا تزال كفرا بهذا الدين !!!
العرب وبسبب الطابع البصري للمجتمعات العربية يعتمدون المعرفة المرئية مثل الفضائيات واغلب الفضائيات مملوكة لدول أو أحزاب وقلة من الأفراد المستثمرين وهذه الفضائيات تؤثر سلبا أيضا في تطويع المجتمع بدلا من تنويره.
عادة يتذرع العرب بمقولة أننا كنا أسياد الحضارة في العهد العباسي والفاطمي إلى حد ما متناسين أنهم كانوا لصوص الحضارة عندما احتلوا نصف العالم القديم و سطوا على منجزات تلك الأمم ونسبوها لهم ولدينهم الصحراوي.
الفسحة الفكرية القصيرة في التاريخ الإسلامي كانت تمردا على هذا الدين فكانت الغلبة لرجال الدين المتشددين لاحقا بمجرد وصول خليفة أرعن إلى الحكم.
لا بد أن تستيقظ هذه الشعوب يوما وترمي التراث المحمدي في المزابل طال الأمد أم قصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24