الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين للحياة و ليس شأنا فرديا و شخصيا ..

حمزة بلحاج صالح

2019 / 7 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين للحياة ..القران للحياة بكل مفاصلها الحيوية..."قل ان صلاتي ونسكي و محياي و مماتي لله رب المعالمين..." - قران مجيد - و ليس دينا للأموات ..

و لا قرانا أيضا للرقية و قراءة سورة يسن على الأموات أو للشفاء و انتزاع الجن و المعالجة من المس و اداء الشعائر المعلومة...

الدين ملهم لكل مفاصل الحياة..

الدين شرعة و منهاج...

فيه أخلاق التعايش و أخلاق إدارة الحكم و سياسة الناس و نواظم القراءة و التعليم ..

و عنصر بنيوي تكويني في الهوية و محدد أساسي للإطار القيمي ..

و لون من ألوان الطيف الذي نرى به الحياة و الوجود و الانسان..

و القران ليس للزينة في مكتبات و مساجد الناس و للتلاوة و التويد و التغني فحسب بل للتدبر و للتعبد و للحياة...

فلا حياة يعبث فيها رأس المال عبثا يستلب الحرية و يزيف الأخلاق و يرهن الإنسان و يستبيح الأخلاق بحرية لا ترى بأفق الأخلاق ...

حرية زواج المثليين و الإباحيات الغارقة في وحل الشهوات..

اقترح علي كل من يواجه إشكال النموذج و موضوع العلمنة توسيع القراءات إلى أفق أكثر رحابة و سعة أن يقرأ بالتوازي كتب طه عبد الرحن و المسيري على تباينهما و غيرهم كثير و سوف أقوم بنشر بعضها لاحقا..

الدين ليس مسألة شخصية بل كونية و حضارية و عالمية و إنسانية فهو خطاب للناس و خطاب يلهم و يحدد العلاقة بين الله و الإنسان و الكون..

الدين فلسفة و رؤية و مصدر تشريع و ملهم قيم و نمط و أسلوب حياة و نموذج تعبد رحب و دستور عيش...

و لذلك فهو يقول لا للثيوقراطية لكن لا للدين للعبادة المعروفة فقط و للروحانيات الشخصية و الفردية و لا للعلمانية المخاتلة و المعادية للدين و القيم..

الدين إنفصال و تمفصل مع الحياة و الشأن الحياتي..

الإستخلاف وحده كمقولة بنيوية في المعرفة و الفكرانية و الأدلوجة و التصور الديني تبطل مقولة الفصل ...

إعمار الأرض يتحقق من خلال مهمة الإستخلاف يجعلنا نتزحزح بالتبعية من مقولة العلمنة و الفصل إلى مقولة الدين للحياة...

العقل بأفق الأخلاق و الدين...الدين بنواظم العقل و الأخلاق...

كل فصل و قطع مروق للحياة من الدين و مروق للعقل من الأخلاق و هو كما سماها طه عبد الرحمن بؤس الدهرانية و شرودها..

يكون مفيدا أن نتحرر من استقطابات النظر و نمذجة الحلول بشفرة الاخر و كبواته و قوماته و إشكالاته ..

نزحزحها كخلاصات نهائية لبؤسنا و تورطنا و ضعفنا و بشفرة النموذج اللاتيني العلماني المادي المارق من الدين نحو حرية حيوانية شرودا من الأخلاق و الروح...

ما نعيشه ليس بسبب الدين أبدا..الدين ليس أفيون الشعوب..بل الإنسان هو أفيون الانسان و المال الفاسد أفيون الشعوب..

إصلاح الإنسان بالدين إن لم يكن موفقا فليس العيب في الدين...

تماما كما يقول الماركسيون بأن فشل النموذج الشيوعي و الماركسي و اليساري ليس بسبب خلل في الفكرانية و المذهب و الفلسفة بل بسبب التطبيقات و البيروقراطية التي جعلت النموذج و اليوطوبيا تخفق...

كذلك ليس العيب في الدين بل في فهومه و تمثلاته و محاولة تطبيقاته...

لم هكذا نرمي بتلابينا و مشكلاتنا على الدين و نعطل انتصار الحق لحريته و استقلاله من كل تنميط لاتيني مارق من الدين نستعير حلوله منه ...

لم يخرج ادم من الجنة فقط بسبب التفاحة بل من أجل سننية العيش و الإبتلاء بتداعيات الحياة و مختلف حادثاتها ليتعلم ان استبطان العنف مبدأ ديني" لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين " - قران -

و ليجعل من القصاص شرعة في الحياة و ليبلونا أينا أحسن عملا و ليجعل النموذج في الحكم شورى بيننا ..
و ليجعل الربا القائم على الغبن محرما و ليجعل لا ضرر و لا ضرار ..

و حفظ النفس و العقل (تحريم المخدرات و الخمر و كل ما يذهب و يفسد العقلمن ارتباط ادماني بمختاف المؤثرات ) ...

و حفظ المال حتى لا يكون مكنوزا و من صيانته من أن يخدم الطغيان و حتى لا يكون دولة بين الأغنياء وحتى يكون البيعان بالخيار ما لم يفترقا ..

و حفظ النسل من الزنا و اختلاط الأنساب و وضع حد لجشع الغرائز و انهمامها الفظيع و احتباسها في حضرة الليبيدو الحيواني و شطط النوع الانساني على بعضه بعضا اباحية و تحريما ظلوما و رهبنة و تملكا ..

تنظيم المعاملات و ضبطها و فرض العبادات كمنبهات و التزامات تتدخل كلما حصل انفلاتا و انفراط عقد الإنسان بطغيان الشهوة..

هذه المقاصد المستخلصة من الوحي او الدين هي نواظم عيش و محددات نموذج و ملهمات في إدارة الحكم ..

و هدي كوني يتجاوز القطري و الحزبي لكن جميعها يستلهم من الوحي استلهاما سليما محينا موسعا معمقا فيه النظر و يتابع ويرافق الانسان من خلال رقابة الإنسان على الإنسان ..

لسنا ملزمين بخلاصاتهم العلمانية و نقل إشكالياتها و فهومهم و تجاربهم فقد تقاتلوا قبلنا من غير أن يكون الدين سببا في تقاتلهم و سفكت دماء بعضهم بعضا " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) - قران -

فلنشفق على الدين و لنجلد الإنسان و ليراقب الإنسان الإنسان...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah