الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة ملوك الكرد (الكرت)

رستم محمد حسن

2019 / 7 / 2
القضية الكردية


حكومة ملوك الكرد = الكرت
(643 ه _ 785 ه ):

_ التسمية :
تسمي المصادر الحديثة هذه الحكومة بحكومة جماعة الكرد خراسان و سيستان ، وهي المشهورة في كتب التاريخ القديمة بملوك كرت او ( بني كرت ) نسبة إلى لقب مؤسسها ( شمس الدين محمد كرت ) الذي لقب بكرت لقطعه صفوف الخوارزميين عند قتاله لهم لان الكرت بالخوارزمية معنى القطع او الشق وقال بعضهم انه بمعنى العظيم والمكرم، . والمؤرخون مختلفون ايضا في ضبط اسم "كرت" هل هو بفتح الأول أم بضمه والمشهور هو الأول.

_ التأسيس :
يرى ( كرزن ) أن هذه الحكومة أسستها عشيرة ( كوردكه لي = طائفة الكرد ) بسجستان فدامت أيامها من عام ( 643 ه=1245 م) الى (785ه =1383م) و من دواعي الاسف انه ليست هناك معلومات مفصلة وكافية عن احوال هذه الحكومة، وكل ما يعرف عنها أن هذه الأسرة أو الطائفة القوية قد نزحت او اجليت من ( كردستان في وقت غير معلوم، وهذه المعلومات قد اقتبسها كرزن من كتاب ( راو لنسون ) القيم ( ج ۱ ص ۲۲۸ هامش ) هذا وقد تعرض كتاب قاموس الاعلام التركي لذكر هذه الحكومة فقال أن هذه الحكومة قامت حوالى القرن السابع والثامن في بلاد هراة و الغور وغرجستان و سيستان في عهد الايلخانيين، وكان «شمس الدين الأول محمد»، أول ملوك «آل كرت»، وهو ابن ابنة «ركن الدين بن تاج» الذى تزوج ابنة السلطان «غياث الدين محمود الغورى»، الذى عينه حاكمًا على قلعة «خنسيار» (تقع بين هراة والغور) والتى آل أمرها -فيما بعد - إلى الملك «شمس الدين».
وعندما زحف المغول على العالم الإسلامى رأى الجد «ركن الدين بن تاج» الدخول تحت لوائهم، ليضمن سلامة ملكه، فتركه المغول، وبعث بحفيده «شمس الدين كرت» إليهم ليكون فى خدمتهم، تعبيرًا عن الطاعة والولاء.

_ الامارة في عهد مؤسسها شمس الدين محمد :
كان هذا الامير اداريا حازما وشاعرا مطبوعا وحكم مناطق كثيرة، منها: «هراة»، و «بلخ»، و «غزنة»، و «سرخس»، و «نيسابور»،ووصل بملكه إلى ضفاف «سيحون»، و «سيستان»، و «كابل» حتى «نهر السند»، وتمكن من الاستقلال بالحكم فى سنة (648هـ)، ومن المؤكد أن «شمس الدين» لعب دورا كبيرا فى حملة «هولاكو خان» على بلاد طائفة «الإسماعيلية»، إذ كان أول المشاركين فيها إظهارا لولائه وطاعته للمغول، وكان له الفضل فى تسليم «ناصر الدين محتشم» «قلعة قهستان» إلى المغول.
لم تسر سياسة «شمس الدين» على نهج واحد فى علاقته بالمغول، إذ انحاز إلى «براق خان» الجغتائى فى هجومه على «آباقا خان بن هولاكو» للاستيلاء على «خراسان» التابعة للدولة الإيلخانية، وذلك بعد وفاة «هولاكو»، وتولى ابنه «آباقا خان» الحكم خلفًا له، فغضب «آباقا خان» على «شمس الدين» لموقفه، وخشى «شمس الدين» على حياته من غضب «آباقا خان» وانتقامه.
شعر «براق خان» بقرب نهاية دولته (الدولة الجغتائية)، فعرض على «شمس الدين كرت» أن يعرف له أسماء الأغنياء فى «خراسان» -طمعًا فى مالهم- مقابل أن يحصل «شمس الدين» على تفويضه فى أملاك «الدولة الإيلخانية»، فأحس «شمس الدين» بذكائه قرب زوال ملك الجغتائيين، خاصة أن جيشهم بدت عليه أمارات القسوة والتجبر، فعاد إلى «هراة»، واعتصم بقلعة «خنسيار»، وانتظر ما ستسفر عنه الأحداث، ولكنه لم يلبث طويلا وتمكن من النجاة بشفاعة «شمس الدين الجوينى» صاحب الديوان له عند «آباقا خان» الذى عفا عنه، ومات «شمس الدين كرت» فى «تبريز» مسمومًا فى عام (676هـ = 1277م)،
، وقد استمر الحكم في اعقابه فترة من الزمن حيث توالى على الحكم من نسله ستة أشخاص، ولما جاء دور الشخص السابع و هو ( الملك معز الدين أبو الحسين محمد ) اغتنم الفرصة السانحة من انقراض الامبراطورية الايلخانية في ايران فوسع حدود مملكته واعلن استقلاله التام ، وقد تولى الحكم بعد هذا الامير أبنه ( غياث الدين ) الذي تمتع بالاستقلال حتى عهد ( تيمور الذي حاصره في مراة حيث قضى عليه وعلى اعضاء اسرته وانتهت أيامه في سنة ( 783 ه ).

امراء الامارة :
ولى شمس الدين محمد المؤسس الأول لهذه الاسرة الحكم لابنه ركن الدين و دام حكمه من سنة ( 676 ه حتى سنة 694 ه )
ثم خلفه ابنه ( فخرالدين ) الذي كان سجينا سبع سنوات في عهد والده ، ثم اطلق سراحه بناء على تدخل ورجاء ( الامير نوروز ) حيت ذهب بعده لاجئا الى ساحة ( غازان خان ) وقد وصل إلى الحكم بفضل و همة الأمير نوروز الذي جوزي من خير الدين هذا حينما لجأ اليه فراراً من الأمير قتلغ حيث سلمه الى خصمه ، وقد شق عصا الطاعة فترة من الزمن للامبراطور ( غازان خان ) ثم قاتل أخاه اولجاي توخان ايضا ، وهكذا أمضى ايام حكمه في قتال و نضال مع خصومه وجيرانه مدة اثنتي عشرة عاما ، منها عشرة أعوام في حياة والده وعامان بعد وفاته ، حيث توفي سنة (706 ه ) خلفه أخوه ( غياث الدين ) وقد جاءه المرسوم الايلخاني بتولية الحكم بالغور و خراسان ، وفي سنة ( 721 ه) حج إلى بيت الله الحرام ، وفي عودته توجه إلى السلطانية ( عاصمة الدولة الايلخانية ) وتشرف بمقابلة السلطان أبي سعيد والأمير جوبان، ولما توترت العلاقات بين السلطان أبي سعيد و بين الأمير جوبان الذي لجأ من جراء ذلك إلى غياث الدين هذا ، لم يحافظ غياث الدين على علاقات الصداقة التي كانت بينه و بين الأمير جوبان ، بل خانه هو وابنه هلو خان بل قتلهما و ارسل جثتيهما إلى السلطان أبي سعيد .
وانقضت أيامه بعد أن حكم ( ۲۲ ) عاما و اعتلى منصة الحكم بعده ابنه ( شمس الدين الذي كان لاهيا غير ملتفت لشوؤن الامارة فلم تدم أيامه اكثر من عشرة شهور حيث قضى نحبه في سنة ( 730 ه ) فخلفه اخوه ( حافظ ) فحكم البلاد عامين كاملين . وفي خلال سنة ( ۷۳۳ ) تولى الحكم اخوه معز الدين الذي هو من اعظم ملوك الكرت، الذياعلن استقلال امارته التام في سنة ( 726 ه ) حينما ارتحل السلطان ابو سعيد الى دار البقاء خطب و سك العملة باسمه في خراسان وبلاد الغور ، وفي سة ( 743 ه ) حارب السر بداريين وكسرجيوشهم فزاد شأنه وارتفع قدره ، وهكذا حكم البلاد بجلالة قدر ويحزم وادارة عادلة إلى أن توفي إلى رحمة الله سنة ( 771 ه ) وكان العلامة سعد الدين التفتازاني قد ألف كتابه ( المطول) الشهير في البلاغة باسم هذا الملك .

نهاية الامارة :
تسلم العرش بعد معز الدين ابنه ( غياث الدين بير على ) فصار ثامن الملوك وآخرهم من آل كرت المشهورين بخراسان و الغور ، حكم مدة اثنتي عشرة عاما، وعندما رفض دعوة «تيمورلنك» اليه للاجتماع به، قاد تيمورلنك بنفسه جيشًا تمكن من الاستيلاء على هراة سنة (783 هـ = 1381م)، وأسر «غياث الدين» وابنه «بير محمد» وأخاه الملك «محمدا» والى «سرخس» وأركان حكومته، وذلك بعد حصار طويل ودفاع مستميت، وساقهم إلى «سمرقند»، ثم أعدمهم فى أواخر سنة (784هـ) وبذلك انقرضت أسرة ملوك كرت

_ المظاهر الحضارية لهذه الامارة :
كانت إمارة «آل كرت» إمارة ثرية؛ إذ ضمت إلى حكمها مناطق عدة اشتهرت بثرواتها وخيراتها ومزروعاتها، وسعة أرضها، وعذوبة مائها، وخصوبة تربتها، فاشتهرت «هراة» ببساتينها الكثيرة، و «غزنة» بسعة أرضها وخصوبة تربتها ووفرة مائها العذب، وكانتتقع فى أطراف «خراسان» وتربطها بالهند، أما «سرخس» فتقع بين «مرو» و «نيسابور» وبها خيرات كثيرة، واشتهرت «نيسابور» (إحدى مدن خراسان) بالفواكه والثمار، والمعادن الكثيرة وبخاصة الفيروز، كما كانت تزخر بالعلماء الفضلاء، وتعد هذه المدينة عتبة الشرق.
والواقع أن تلك البقاع التى شملتها أقاليم «آل كرت» كانت تفيض بالخير والثراء، فلم يجد الحكام صعوبة فى توفير احتياجات البلاد، وكذلك لم يكن لهم طموح فى توسيع حدودهم، أو إدخال دولة ما تحت تبعيتهم؛ إذ كانوا أنفسهم تابعين للحكم الإيلخانى المغولى، وحرص الإيلخانيون على ولائهم وكسب ودهم، وبقاء تبعية «آل كرت» لهم.
وقد أدى استقرار الأوضاع الاقتصادية فى دولة «آل كرت» إلى استقرار الأوضاع السياسية، فشجع «الحكام» العلماءَ والأدباء، وعمدوا إلى مساعدتهم، فبرز منهم عدد كبير، ومنهم «ابن يمين» (المتوفى عام 769هـ)، وقد مدح بأشعاره «آل كرت» والسربداريين، وتضمن شعره الحكم والمواعظ، ومما يجدر ذكره أن العالم الجليل والقطب الكبير «جلال الدين الرومى»، قد وُلد وعاش فى «بلخ» فى الفترة من (604هـ إلى 672هـ)، وهو من أكبر شعراء الصوفية الفرس، وصاحب كتاب «مثنوى»
ملاحظة : الخريطة من ويكيبيديا تظهر هذه الامارة في اوج اتساعها

المصدر :
_ بتصرف من كتاب تاريخ الدول والامارات الكردية في العهد الاسلامي للعلامة محمد امين زكي من ص 292 الى 294
_ الموسوعة الاسلامية الموثقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات


.. شاهد: الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بعقد صفقة تبادل فور




.. مبادرة في يوم عرفة لحلق شعر ا?طفال غزة النازحين من الحرب الا


.. مع استمرار الحرب.. مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر م




.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع