الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعود النزعة المقاولاتية والريعية للمجتمع المدني …

عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)

2019 / 7 / 9
المجتمع المدني


المغاربة غاضبون ومنزعجون: أزيد من أربعة مواطنين/ات من أصل 10 منزعج وغاضب، هذه خلاصة لدراسة حول السعادة في العالم (Gallup Global Emotions, 2019) تضم 140 دولة. إن المغرب يوجد في سلم الغضب والانزعاج إلى جانب دول مثل فلسطين وإيران والعراق وأرمينيا. بينما سكان بلدان أمريكا اللاتينية من بين أكثر الساكنة تفاؤلا في العالم. كما تعتبر تشاد أكثر الدول سلبية في العالم، وهو أمر يمكن فهمه نظرا لكفاح المواطن التشادي لشراء قوته اليومي جراء الأزمات الداخلية للبلد (العنف، التشرد، انهيار الخدمات الأساسية...)، لكن ما لا يمكن فهمه والذي يثير الدهش والانزعاج هو احتلال المغرب للمرتبة 11 من بعد تشاد إلى جانب دول النيجر وسيراليون والعراق وإيران والبنين وليبريا وغينيا وفلسطين والكونغو (برازافيل). والأمر الأكثر غرابة أن المغرب لم يلتحق سوى مؤخرا بسرح هذه الدول الأكثر سلبية، وذلك في سنة 2018 وهو الوضع الذي لم تعرفه السنوات الماضية.

إنها معطيات تساءل كل من اعتبر أن العمل عن القرب إلى جانب المواطنين/ات خطوة أساسية لاستشراف المستقبل بروح ديموقراطية وتقدمية...
إنها معطيات تساءل كل من اعتبر أن الانخراط في القضايا المدنية للمواطنين/ات هو عمل نبيل يهدف إلى رفع الحيف والظلم وطريق للترافع السلمي عن مختلف القضايا العادلة...
إنها معطيات تساءل كل من اعتبر أن الانخراط في القضايا المدنية للمواطنين/ات هو عمل نبيل يهدف إلى رفع منصوب الثقة والسعادة والرفاه الفردي والمجتمعي...
إنها معطيات تساءل كل من اعتبر أن الاختلاف والتناقض من داخل الوحدة هو طريق لخلق هزات بنيوية في المجتمع من أجل البناء والتغيير...

كان من الممكن بعد التغيرات في المشهد العام المغربي (بما له وما عليه) أن يخلق العمل المدني قفزة نوعية. لكن للأسف يتم اعتبار هذا الأخير على أنه مقاولة للربح دون حسيب ورقيب، مكان للاسترزاق السياسي والغنى الفاحش، مكان يلجه كل من هب ودب يكفي أن يكون لك "هاتف رنان" مع شهادة في "فن المراوغة". نعم للأسف، تحول المجتمع المدني إلى تابع للأجندات الخارجية دون تأثير فعلي على البنيات المجتمعية، وأصبح "مؤسسة" تنفيذ لكل المخططات اللاشعبية. بعدما كان النقاش والاختلاف حول ربط البرامج بالواقع المحلي والعمل الدؤوب لإنجازها هو صلب الاختلاف بين المتطوعين/ات، تحول العمل الميداني إلى إنجاز برامج وصرف النظر عنها بمجرد انتهاء آخر تقرير مرسل للجهة المانحة.
خُلق جيل جديد من المقاولين المدنيين مهمته نقل النقاش من المقرات القريبة من المواطنين وفضاء العمل الميداني إلى المراكز والمؤسسات الدولية بصيغة الترافع والدفاع عن الرفاه والسعادة المجتمعية، دون الاهتمام الفعلي هل حَقَق العمل المدني تأثيره على المواطن/ة خاصة في مغرب الهامش.

لا أريد البحث عن سبب غضب وانزعاج المغاربة، ولماذا انحدر المغرب من محيط إيجابي إلى محيط أكثر سلبية في التصنيف الدولي، ولماذا انحدر منصوب الثقة للمواطن(ة) في المؤسسات الحزبية وغير الحزبية لأنها أسباب متداخلة ومترابطة فيما بينها. ما يهمني هو الفضاء المدني الذي التقى فيه كل الغيورين/ات لرفع مستوى الوعي المواطن في المغرب وساهموا/ن في تطويره وتوسعه؛ الفضاء الذي يعتبر اللبنة الأساسية والمهيكلة للمجتمع خصوصا في زمن تنتعش فيه الخلايا السرية للفكر الإقصائي والمتطرف، وأيضا في زمن الحق في المعلومة وسرعة التواصل.

كيف على هذا الفضاء أن ينتقل من الخادم المطيع إلى دور الفاعل المبدع والملم بمحيطه؟ كيف عليه أن ينتقل بعمله من المركز إلى الهامش؟ كيف عليه أن يعيد للعمل التطوعي مكانته في المجتمع ويقطع الطريق أمام الامتدادات الأخطبوطية للعمل الريعي المدني؟ كيف عليه أن يوجه عمله لخلق الرجة المجتمعية المطلوبة لتغيير بنيوي يسمح ببناء دولة المؤسسات وسيادة القانون؟ كيف عليه أن يساهم في تكوين مواطن(ة) قادر(ة) على المساهمة المؤثرة في القرارات والشؤون الداخلية لبلده، وأيضا الاهتمام والتفاعل والتأثير في مختلف قضايا مواطني/ات العالم ؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من غشنا فهو منا
بلبل ( 2019 / 7 / 9 - 13:58 )
المغاربة جلهم تحولوا الى الات للاستهلاك مماجعلهم يبحثون عن التمويل بكل الوسائل والطرق الحرام منها اكثر من الحلال لم يعودوا يهتمون للاخلاق الغش في كل الامور من الامتحان المدرسي الى تزوير الوثائق الى خلط التوابل والزيوت والسمن والعسل وكل المواد الاستهلاكية المهم هو الربح ولو كان على حساب صحة وسلامة الغير المقاولون يغشون في الطرقات في البنايات اصحاب المعامل يغشون الكل يغش لدرجة اصبح من الممكن القول من غشنا فهو منا

اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار