الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رب العزة ذَلَّ وهذَى

منال شوقي

2019 / 7 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من بين كل المذاهب و الفرق الإسلامية، لا أجد أكثر عجباً من القرآنيين، فالقرآني برفضه لمهازل الحديث النبوي قد أثبت أن بالفعل أنه يتمتع بعقل سديد و حد أدني من الذكاء و تفكير منطقي ، كما أنه بالإضافة لذلك شخص يحترم عقله و لديه من الشجاعة الأدبية القدر الكافي الذي جعله يجرؤ على الخروج من قطيع السُنة النبوية طالما أنها لا تتفق مع العقل والمنطق.
القرآني يحترم عقله ، و احترامه لعقله نأى به عن ترقيع أحاديث محمد و لي عنق الكلمات و المعاني للتبرير لوضاعة و خسة أخلاق محمد والتي تشهد عليها أحاديث محمد نفسه من مثل : جُعٍل رزقي تحت ظل سيفي و حُبِب إليكم من دنياكم الطيب و النساء و أنه - أي محمد- كان يطوف على نسائه في غسل واحد أنه حرض أتباعه علي غزو الروم ليخطفوا و يغتصبوا النساء الشقراوات وأنه إدعي كذباً أن أكل سبع تمرات يقي من التسمم و أنه كان يتوهم الأشياء مأن يتوهم أنه أتي نساءه بينما لم يفعل و أنه حرض علي قتل عصماء بنت مروان لأنها كانت تهجيه في شِعرها و أرسل من يقتلها و هي في فراشها ترضع طفلها و قال حين علم بقتلها : كي لا ينتطح فيها عنزان و الكثير الكثير مما لو كان البحر مداداً لكلماتي لنفد البحر قبل أن تنفذ كلماتي التي تشهد على وضاعة محمد و إجرامه و انحطاطه كزعيم عصابة، فمن المؤكد أن العالم عرف زعماء عصابات أكثر شرفاً و خلقاً و إنسانية من محمد كما يبدو في أحاديثه وسيرته مما حدا بالقرآنيين لنبذ هذا المحمد الآشر بنبذ البخاري - رغم أنه أصح كتاب بعد القرآن عند عموم المسلمين - وغيره من كتب الحديث والسيرة .

إن موقف القرآنيين من هلاوس البخاري و غيره من رواة الحديث و نبذهم لما يخالف العقل و النفس السوية يجعلنا نسلم بحقيقة أنهم ناقدون و أنهم عقلاء و لا يسهل خداعهم و أنهم على أقل تقدير ، يسمحون لعقولهم بالعمل و إلا لما كانوا خرجوا عن قطيع البخاريين ، و هو ما يحيرني .
فإذا كان لهؤلاء نصيباً من عقل يقظ و نفس سوية و منطق سديد و شجاعة أدبية و صدق مع النفس مكنهم من اكتشاف ونبذ الخرافات والسخافات و المهاترات الواردة في أحاديث محمد ، فما الذي عطل عقول هؤلاء عن اكتشاف الخرافات والسخافات و المهاترات و الدناءات في قرآن محمد !!!

ما الفرق بين وضاعة محمد حين يقول لأصحابه : ( إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله ، فإن ذلك يرد ما في نفسه ) ووضاعة إله محمد حين يقول ( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ) ؟
هل ترى أيها القرآني في حديث محمد السابق ذكره إنحطاطاً و فجاجة أثارا شعوراً بالغثيان في نفسك بينما لم يكن لانحطاط قرآن ربك السابق ذكره أيضاً نفس المفعول عليك ؟ إن اللسان القادر على تذوق مرارة الحنظل هو نفسه القادر على تمييز مرارة الصبر أليس كذلك ؟
ما الفرق بين الحديث المنسوب لمحمد و الذي يقول فيه : ( علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ) و بين قرآن ربك الذي يقول فيه : ( و اضربوهن ) ؟
أين يكون عقلك الذي فطن إلي أن نبياً محترماً لن يخرج عنه هذا الكلام المنسوب لمحمد و أنت تقرأ لرب محمد يقول في قرآنه ( و اضربوهن ) ؟، ألم يفطن عقلك هذا الذي تستعمله مع أحاديث محمد إلى أن إلهاً محترماً يستحيل عليه أن يكون رجعياً بدوياً حقيراً و تافهاً إلى حد أن يقول واضربوهن ؟
فإذا سألنا قرآنياً عن وجه اعتراضه على حديث (جُعِل رزقي تحت ظل رمحي) لقال : حاشا للنبي محمد أن يكون قاطع طريق كما يصوره ( المحمديون ) ، فإذا عرضنا عليه قول ربه ( حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) و انتظرنا منه أن ينكر أن ربه حاشاه أن يكون بلطجياً يحث أتباعه على مقايضة دينه بالمال و السطو على أقوات الناس و عرق جبينهم ، تملص و راوغ و أسمعنا جل و علا !
و لست أعلم ما الذي يجعل قرآنياً يعترض علي أن محمد كان سباباً ولعاناً كما ورد عنه في السُنة إذا كان ربه نفسه سباباً ، لعاناً رداحاً !!!
عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشئ لا ادرى ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما... صحيح مسلم
عن إله محمد يردح لعبد العزي بن عبد المطلب من السماء السابعة : تبت يدا أبي لهب وتب .
و عنه أيضاً يردح للوليد إبن المغيرة ( أبو خالد سيف الله المسلول ) : عتل بعد ذلك زنيم و العتل هو الشديد الكفر و الزنيم هو الدعي الذي لا أصل له ( لقيط بلغة العصر ).
فإذا أخذنا في الإعتبار أن الفصحى كانت لغة المحادثة اليومية عند العرب في عصر محمد و أن وقع هذا السباب الإلهي علي أسماعهم كان يختلف عن وقعه علينا لكونهم كانوا يستخدمون الفصحي حتي في السباب لاكتشفنا بمنتهى الجلاء بشرية هذا الهراء القرآني ( عتل بعد ذلك زنيم / الكافر إبن الحرام ) .
ألم يكن الأجدر بك أيها القرآني أن تنزه إلهك عن أن يكون هكذا سباباً و شتاماً يُعير اعداءه بأصلهم و فصلهم و الذي لا ذنب لهم فيه فترفض قرآناً يسب إلهك به كائنات لا مجال لمقارنة من أي نوع بينه و بينهم ؟
على الأقل محمد كان بشراً و عدم ضبطه لانفعالاته و سلوكياته يمكن أن يكون مفهوماً و مقبولاً علي المستوي العقلي ، أما ما هو ليس مفهوماً ولا مقبولاً، فهو تلك العفاريت التي كانت تركب ربك كلما تعرض أحدهم لمحمد بسوء فتجعله يرغي و يزبد و لا يستطيع التحكم في غضبه (جل وعلا ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال جميل
كامل النجار ( 2019 / 7 / 10 - 18:04 )
شكراً لك على هذا المقال الجميل والمنطقي. يعجز القرآنيون من أمثال أحمد صبحي منصور عن الرد عليه. رب العزة جل وعلا (كما يقولون) له مقدرة عجيبة على الردح والشتم تفوق مقدرة الرداحات المصريات
تحياتي لك


2 - جل وعلا
على سالم ( 2019 / 7 / 10 - 21:08 )
هذه الجمله اكيد فيها سر لانعلمه , لاادرى لماذا الدكتور احمد صبحى منصور مغرم بها لدرجه الجنون , فى احدى مقالاته كررها حوالى ثلاثين مره ؟؟ هو دائما يغلق باب التعليقات حتى لانسأله فى هذه الجزئيه او اى سؤال اخر !!! هل هذه الجمله بها سجع بدوى او جمال لغوى او ربما سر من اسرار السيد الدكتور لانعرفه ؟ الواجب ان نوجه السؤال للسيد الكتور احمد صبحى منصور , هل يوجد سر الهى فى جمله (جل وعلا ) ايها الفقيه القرأنى العظيم ؟؟


3 - أهلاً بك أستاذ كامل
منال شوقي ( 2019 / 7 / 10 - 22:06 )
. الأستاذ الفاضل كامل النجار
لا شك عندي ، من خلال مناقشاتي مع قرآنيين ، في أنهم أو معظمهم لديه حس نقدي و مزاج سوي و الحقيقة أنا أشفق عليهم اضطرارهم إلي بذل الجهد الجهيد لتبرئة ساحة إلههم من صفاته البشرية البدوية الذميمة بلا جدوى.
إن القبول بالفناء لمن لم يكن لديه الرغبة أو الوقت الكافي لقبوله و التأقلم معه هو أمر شاق للغاية و لذا فأنا أُرجِع عملية الخداع الذاتي التي يقوم بها القرآنيون إلي عوامل نفسية
أتفهم موقف المتشبثين بالأديان -رغم الضجيج الذي تثيره عقولهم - و أعذرهم و أقدر عاطفتهم تجاه دين الأباء و الأجداد و لكن ما آلت إليه الأحوال في بلادنا من سوء، و تأثير هذا الدين الرجعي منتهي الصلاحية علينا بالسلب و دوره في تشويه عقولنا يفرض علينا أن نحاول ، لعلهم يستيقظون.
تحياتي


4 - أهلا أستاذ علي سالم
منال شوقي ( 2019 / 7 / 11 - 00:16 )
إنهم يتبعون ديناً جديداً فماذا نحن فاعلون ؟

أتوقع أن عبارة جل و علا هي من قبيل التمايز عن أتباع السُنة
تماماً كما فعل محمد بأن وضع رتوشه الخاصة كي يتميز عن اليهود


5 - لقد حان موعد الدفن
بولس اسحق ( 2019 / 7 / 11 - 06:42 )
سيدتي العزيزة.. القرآنيون يتغافلون عن حقيقة ثابتة وهي: ان من نقل لنا سيرة محمد واخباره وطريقة نقلها، هم نفسهم من نقل لنا قرآنه وطريقة جمعه، فيصدقون بالنبوة والقرآن، رغم ان اغلب اجرامه مذكور في القران نفسه بل واسوء من السيرة، وهؤلاء برزوا بعد أن فشل المسلمون من الرد على الأحاديث والآيات التي تهدم دينهم، لذلك لجأ القرآنيون إلى نبذ الأحاديث والاعتماد على القرآن فقط وذلك بمعاني كلمات لم يكن يقصدها اله القران نفسه، وهم اول من شجع الناس على الاستهزاء بالقران، لانهم من الأوائل الذين ادعوا بوجود الاعجاز القرآني (رشاد خليفة)، وثم على دربهم سار زغلول النجار، فهم استطاعوا التهرب فقط من فضائح محمد واجرامه في السنة، وليس التبرؤ من الجرائم الإسلامية والكثير من الخرافات النبوية، لان قرانهم زاخر بالشواهد اكثر مما في الاحاديث، القرآنيون يحلمون بديانة إسلامية، للأسف لا توجد سوى بخيالهم ويحاولون قدر الإمكان اجراء عملية تجميل، لامرأة مُسنة عمرها 1435 سنه، وهذا ضرب من المُستحيل، لأنها في أواخر نهايتها التي حانت، فهي متوفية في انتظار يوم الدفن!! تحياتي.


6 - شيزوفرانيا القرآنيين
محمد البدري ( 2019 / 7 / 11 - 12:40 )
تمنيت ان يكون عنوان المقال اكثر وجعا حتي يلتفت اليه القرآنيين ويمروا عليه ويقرأوا ما يكشف قصورهم العقلي.
اعتقد ان سبب انفصامهم فيما بين الحديث والقرآن انهم لا يريدون اخذ موقف راديكالي من الاسلام بشكل عام حتي لا يخسروا الجماهير وهي ما يحرص عليه الغوغاء من القادة السياسيين عامة. فصبحي منصور مثلا كان ضمن المعارضة السياسية في وطنه ويعلم انه لن تكتب له اي نجاحات شرط عدم الخروج كلية من العقيدة ذات القاعدتين القرآنية والسنية، لهذا ابقي احدي ارجل القاعدة للاتكاء عليها ومحاولة تصدير خطاب عقلاني بشكل مبتسر علي اساس القرآن وفقط. وهي محاولة تدل علي انتهازية مفضوحة اضافة لكونها فاشلة بالضرورة.
تحياتي


7 - المفكر عدنان الجعفري ... ثورة فكرية عظيمة
ابو حسين الحجيمي ( 2019 / 7 / 11 - 13:05 )
دعوة للقراء والمتابعين والباحثين والمفكرين الاحرار لمتابعة طروحات المفكر العراقي الاستاذ عدنان الجعفري التي تعبر بصدق عن منهج جديد يفضح الخرافة القائمة منذ اكثر من الف وأربعمائة عام والتي ترسخت في عقول واذهان ووجدان الملايين من البشر على انها حقائق مفروغ منها وتبين انها مجرد اوهام سعى المعممين وتجار الدين على تسويقها وتقديمها على انها حقائق وهي في واقع الامر مجرد اباطيل اثبت الاستاذ عدنان الحعفري بهتانها وزيفها وكذب و خداع القائمين على ترويجها والساعين الى تقديسها خدمة لاغراضهم الشخصية ومصالحهم المادية .... المفكر عدنان الجعفري مشروع ثوره فكريه عظيمة

اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر