الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَبَط بعض الشَّخصيَّات البشرية في اجتمعاتِنا

محمد الشهاوي
(Muhammad Alshahawy)

2019 / 7 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك بعض الأمور التي تُثير الاستفزاز في مجتمعـاتنا، وبالخصوص تلك التي تتعلَّق بحياة الفرد الخاصة. إننا، وبكل أسف، إلى الآن لم نتعلم التفريق بين الأسئلة العامَّة والأسئلة الشخصية الخاصة. فمثلاً لا يجوزُ إطلاقًا أن تسأل أيّ إنسان عن اعتقاده الإيماني أو توجهاتِه الدينية لأنها كلها أمور قلبية قائمة على "محض غيبيَّات،" وليست تخرج عن القلب والمعبد، ولا تداوِم على تقديم النصائح الدينية بشكلٍ قد يُظهِر أن لك "أفضلية" على مَن تنصحه، وهذا فيهِ مِن الجلافة ما فيه، وكلنا نعلم أن النصيحة أمام الناس فضيحة؛ وهذه عادةُ رجال الدين الذين بُلينا بهم في مجتمعاتنا! وجُـلّ نصائحهم مهروسة وقد سمعناها ألف مرة لكن هؤلاء المساكين، بكل بساطة، يريدون أخذ "حسنات" على قفـاك! ومِن الأسئلة المستفزة أيضاً سؤال: لماذا لم تتزوَّج إلى الآن؟! وكأن الزواج هذا مجرد "عادة" إجتماعية تُقام في "الصالونات" وتُبنى على بعض النظرات المُصطنعة والتكلُّف الشخصي فيما بين الخاطب والمخطوبة مِن غير إكتشاف "حقيقة" الخاطب "وحقيقة" المخطوبة! العجيب أن كثيرًا من الناس لا يدركون مدى عمق مسألة الزواج وكيفية الإتفاق الثنائي في القدرة على إقامة "حوار" بين إنسان وإنسانة لمدة قد تربو على ثلاثين سنة! فالزواج حوار ثم حوار ثم حوار... ومِن الخطأ أيضًا سؤال الرجل للمرأة عن عمرها، وذلك ليس فيهِ ذرة مِن الجنتلة، أو ابداء بعض التعليقات على ضخامة أو نحافة جسدها، أو إطالة النظرات من جانب الرجل للمرأة بشكل بلدي قَمِيء.. وكذلك تكرار الإعتذار لو أخطأت في حق إنسان ما؛ فتكرار الإعتذار هذا يزيد مِن الطين بلّة، كما يقولون. وهناك مَن يتصل بك عشرات المرات على هاتفك المحمول دونما انقطاع، ثم بعدها يقابلك وهو "مقموص" لأنك لم ترد علي اتصاله! وكأن حياة الإنسان كلها عن بكرة أبيها قائمة على الهاتف المحمول فقط لا غير! وهو بذلك يهتم بما تطلبهُ حالتُهُ المزاجية مِن غير اعتبار إطلاقًا لحالة الفرد الآخر المزاجية أو المعنوية! وكذلك التدخُّل، بشكل طُفيلي، في حياة الإنسان الزوجية، والمداومة على بعض الأسئلة التي لم ولن تمُت للسائل بصله، ولن تفيد أصلًا ولا فرعًا. وهناك مَن يبذل طاقة ذهنية رهيبة في كيفية اختراع "الزعل!" وهناك مَن يكون له "حق" عليك في موضوعٍ ما غير أن حقه هذا سفسافٌ لا قيمة له، ثم يعمل بعدها من الحـبَّة قُـبَّة! والقائمة تطول وتطول وتطول... لستُ أدرِ متى سنكُف عن اقتحام حياة الآخرين بهذا الشكل المُشين، ومتى سنقوم باحترام خصوصيات وآراء كل فرد في المجتمع... أإلى هذا الحد لم نعرف بعدُ الفرق بين الأمور الخاصة والأمور العامَّة؟! ماذا أقول، وشرحُ جهلنا يطــــول...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج