الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انكسار الشخصية المسلمة

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 7 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الشخصية المسلمة شخصية منكسرة ، غير سوية بفعل الضغوط الهائلة التي تسلط عليها ، اينما يولي المسلم شطره يجد من يترصده و يسحبه الى جهة بعينها وفق ما يريد ، و ما على المسلم الا الخضوع و الاستسلام ، مسلوب الارادة ، لانه غير قادر ان يشارك في رسم شئ من قناعاته و وفق ما يريد هو و ليس ما يراد له … الشخصية المسلمة شخصية مضطربة لانها تعيش الشئ و ضدة فأضطرت الى ان تتحول الى شخصية منافقة ، مرائية تعيش الانفصام في احسن تجلياتة ، تفعل اشياء بالضد من قناعتها . اصعب شئ على الانسان ان يعيش واقعا مفروضا عليه من سابع سماء لا رأي له في تحديد اي من مساراته ، فتحول الى ما يشبه قطعة الخشب السائبة في البحر تتقاذفها الامواج و الريح يمينا و شمالا ، ينتظرها مصير مجهول غير محسوب بالدقة المطلوبة . يقول المختصون في علم النفس( ان الشخصية السوية يجب ان تتوافق مع بيئتها بأستمرار فجميع نشاطات الفرد هي توافق او رد فعل لبيئته و حياته الداخلية . و يقولون ايضا بأن الشخصية السوية تؤدي عملها من حيث هي ككل )، بمعنى ان لا ينعزل الانسان عن قناعاته النابعة من عقله و حر تفكيره بفعل الضغوط السلطوية التي تمارس عليه ، فمثلا هو غير مقتنع بالصلاة كفرض اجباري يجب ان يؤدى في اللحظة و الثانية ، دون مراعاة للحالة النفسية و الظرفية للفرد المسلم فيضطر الى تأديتها اليا لمجرد اقناع الاخرين دون نفسه و ذاته ، و هكذا اوجدنا كائنا نموذج للمرائي ، المنافق ، المهزوم من الداخل ، بدل ان نبني انسان متصالح و منسجم مع نفسه . نعلم جميعا بأن المجتمع المسلم مجتمع ذكوري ، ابوي ، ما يصدر من الاب ، الممثل للسلطة العليا في البيت ، يجب ان ينفذ دون ادنى نقاش ، لا يعطى الابناء حرية اختيار المسلك الذي يريدون لمواصلة الدرب دون تدخل السلطة العليا في البيت ، نحن لا نعمم و لكنها ظواهر لا تزال موجودة و بكثرة في مجتمعاتنا المتخلفة ، مثلا … احيانا اشاهد على التلفاز مشهد يجسد هذه الحالة ، فترى الاب و احيانا الام معه يبكون من الفرح كما يقولون لان ابنهم او ابنتهم ذوي السنوات الخمس او يزيد قد حفظ القران ، المفروض و الطبيعي ان يعيش هذا الطفل طفولته و مرحلته كباقي اطفال البشر ، مالذي سيجنيه طفل في الخامسة او العاشرة حتى من حفظ القران ؟ !! ثم هل نزل القران لكي يحفظه المسلم ام يتدبره ؟! لاحظ السلطة الابوية الغاشمة ماذا تفعل ، يعني هل هذا الطفل جاء الى ابيه و امه و طلب منهم ان يحفظوه القران ؟ مستحيل … لكنها سياسة التلقين و التوجيه بما يرضي غرور هذه السلطة الغبية ، ربما هذا الطفل يمتلك قدرة عقلية تؤهله لان يبدع في الفيزياء او الرياضيات مثلا، لكن غباء و تعسف الاب ادى الى توجيه البوصلة الوجهه الخاطئه ، و بدل ان يخدم ولده او ابنته و المجتمع كما يظن ، سبب ضررا للجميع ، و حتى لانتهم بالتجني … نعم الان و بفعل التقدم التكنولوجي الهائل و استثمار البعض من الشباب لهذا المنجز لتنشيط عقولهم بما يخدم تطلعاتهم في الحرية و الانعتاق من السلطة الابوية الكلاسيكية و الانطلاق الى عالم الحرية و الابداع و تقرير المصير الذي يختاره بما يعود بالخير عليه و على المجتمع ككل . نحن هنا لا ندعوا الى الخروج عن الاجماع الايجابي و انما التحرر من القيود المكبلة للعقل و امكانياته المختزنة في عقول شبابنا و اطلاقها الى وجهتها الصحيحة بما يعود بالنفع للصالح العام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa