الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


... انا الله ....

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2019 / 7 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي


أكيد تبادر في ذهنك سيدي القارء انني ادعي الربوبية واني وصلت الى مرحلة الزندقة وأصبح من واجبك اقامة الحد الشرعي علي. في حين إني ذكرت مطلع اية من آيات القران الكريم. ولربما البعض ذهب معي الى نفس الآية ولم يثيره العنوان شيء وتابع القراءة بكل هدوء وروية. هذا بسبب ايعازات الدماغ لديه كانت مستقرة جدا، على العكس منك كنت مضطرب ومنفعل ومتسرع بإصدار الحكم علي. هذا لا ينطوي ضمن حدود فهمك او ادراكك العقلي المنفرد على العكس بل هو انعكاس لصورة العقل الجمعي واثار البيئة الاجتماعية عليك. ان القطار ليس له ان يختار طريق سوى السكة المخصصة له كذلك نحن البشر مبرمجين ضمن إطار محدد. لا يمكن الخروج منه بسهوله.
ان التمرد الفكري والخروج عن القطيع البشري ومخالفة العقل الجمعي يعد احدى مراحل الجنون في المجتمعات البشرية. " ان تقف مشرعا بأفكار تطالب التغير في نقش الصخرة البشرية المتمركزة في رؤوسنا والتي تسما بالدماغ !!. وحده يشرع الى مرحلة انتحار حقيقي وجريمة يمكن ان تصنف ضمن قانون الارهاب الفكري" .من الخطأ جدا ان نتحدث عن قادة استطاعوا ان يغيروا التاريخ !..مضحك جدا هذا اللغط الشائع .لا يستطيع اي فرد كان ان يغير في مجتمع ما وان كان مجتمع من الديدان او الصراصير بدون وجود الوازع المجتمعي الحقيقي المتحول او المطالب لذلك .ان لم يتفق العقل الجمعي على البدل الانتقالي من الوضع سين الى الوضع صاد فلن ولم يتغير حتى بالقنابل الهيدروجينية .ان ثورة التحرر والانتقال من العبودية الجسدية الى عبودية اخرى تحت مسمى الحرية التي قادها العظيم لنكولن عليه سلام الله لم تكن محض ارادته بقدر ما كان هناك توجه جمعي للمرحلة القادمة. حيث الانتقال للتجربة ومن ثم التأقلم. حتى انبياء الله لا يوجد فيهم من غير مجتمع وفق منظوره الخاص بل جاء متماشيا مع ما يحتاجه الجمع حينها، واضعا بعض اللمسات المحدثة لتنقل القطيع الى مرحله اخرى من مراحل الإنتاج الفكري. لا يوجد قطعا من هو مغير فردي! يوجد او يخلق فكرة من العدم ويزرعها وسط مجتمع ويبدأ في صياغة الفكر البشري على النحو الذي خططه له. لربما يرفض البعض ما اتحدث عنه مدعيا ان هناك عدد من المغيرين استطاعوا قلب موازين الأمور. حقيقة اجيبكم كما اسلفت سابقا ان التغيير هو من وحي المجتمع لا من نسيج الفرد. فنوح لم يستطع ان يغير حتى في اهل ببته ولم ينجح في تغير مجتمعه رغم انه نبي مرسل من الله كذلك لوط ايضا فشل في رسم الصياغة المجتمعية على الوفق المخطط له، موسى ايضا لم ينجح في قلب المجتمع والقيام بثورة فردية ضد العرف السائد والعقل الجمعي ختامها كان العجل السامري. على العكس من مرحلة نبي الاسلام محمد حيث كان هناك استعداد مجتمعي لفكرة التغيير فأصبح النجاح حليف لما يطلبون. ان فكرة الثورة و التغيير غالبا ما تنشء في المجتمعات الفقيرة التي يمارس بها الظلم بشكل واسع فتهرب من مرحلة الى مرحلة اخرى بخلق جديد وتصور فكري مغاير لسابقه، يقلد مفاتيحه الى شخص يدعى القائد او مفجر الثورة او غيرها من المسميات. في الحقيقة لا توجد حرية او عبودية هذه المفردة هيه وجه جديد واخر للاستعباد !!. ان تأتي بانقياد ودافع شخصي قوي مغاير للفكر السابق هو ايضا مرحلة جديدة من العبودية. ان تتبع العمل الانتقالي المنهجي من حالة الى حاله اخرى ايضا هيه عبودية لكن بمسمى اخر. ان فكرة العيش تحت منصة قانون الحريات هو ايضا خضوع وعبودية لهذه الفكرة. ان خروج عبيد امريكا من ذل الاقطاعية والسيادية الى هيمنة افكار لنكولن هو بذاته عبودية لكن تحت مسمى حداثوي هو الحرية. أن تتبع الكاهن والمعبد هو ايضا عبودية تحت مسمى الفقه الديني. فرجل الدين يجعل منك عبد تحت مسمى عبودية كبرى !! عبودية الانسان لربه. كمثل التقليد عند الشيعة هو استعباد فكري وجوبي لابد منه. هو يتحول الى سيد يستعبد الناس. وانت مستعبد فكريا لا تملك خيار التفكير والتأمل وجل ما عليك هو الاطاعة فقط !!!! نوع من الوثنية البشرية , او العمل في الأحوط .حتى انا في افكاري هذه اقودكم الى ما انا استسيغ و هو نوع من العبودية .ان الذات البشرية جبلت على الانصياع نحو التوجيه لذلك اختارت فكرة العبادة .وما خلقنا الجن والانس الا ليعبدون .هكذا هو القطيع البشري لا يستطيع التحرر عن افكاره وغرائزه الفطرية وان الوقوف امامها يعد انتحار لذا ان فكرة لا يغير الله قوم حتى يغيروا ما في انفسهم كانت من صميم الوحي الإنساني ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد على سامي سيمو او سماسيمو
Sami simo ( 2019 / 7 / 15 - 22:11 )
رد على تعليقك بالفيس Sami simo
.ههههههه انا وين اسولف انت وين تسولف
... شنو هاي ... عزيزي انا الله هو عنوان استفزازي لا ادعاء ... وانا تحدثت عن ردت الفعل عذه في اول اسطر.... شكرا لتعليقك ... تحياتي

اخر الافلام

.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و