الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد و الإيمان و بينهما العقل من خلق الله لا البشر

حمزة بلحاج صالح

2019 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ربما يتعجب البعض كيف أقول بهذه الجرأة والحسم و اليقين أن الله خلق الإلحاد.

و هو قبح في نظر المؤمنين و مناف للإيمان..

إن الإنسان مخلوق و كائن لغوي " وعلم ادم الأسماء كلها "-قران-..

الإلحاد كالإيمان كالكفر كالشرك كالشك كاليقين مفردات ككل الثنائيات أيضا و المتقابلات التي ليست وهما و لا اختراعا بشريا إقتضته حاجة الإنسان ..

و المتصوفة في هذا الباب لم يقولوا باستواء المتناقضات في الماهية و الهوية و المعنى و الدلالة ...

بل قولهم تقويلا بعض البشر بفهومهم الإلتباسية للنص الصوفي على ما اجترحته بعض الأهواء و الرياح المشرٌقية من انجراحات في قلب الخطاب و المصطلح لكنه لم يقل باستواء الحالات و عدم وجود الأزواج ...

لذلك كان الإلحاد كالإيمان و غيره أسماء بثها الله في كون الانسان لكن مرفوقة بملكة العقل المميزالمستقل و بالنقيض و بمنحه حرية و إرادة مستقلة للإختيار .." من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"-قران- ..

العقل هذا الإسم و الملكة الإنسانية المرتبطة بالإنسان هي أداة التمييز و الإختيار عبر وسائط عديدة منها العلم و التفلسف و التعقل و النظر و المقاربة الظاهراتية و الوجودية المؤمنة و الإستئناس الوجداني ...

فلا يهم أن يرثه الإنسان من بيئته " الإيمان" مثلا ثم يتخلص منه أو يدعمه و يعززه بما يجعله يستقر و يرتقي و يستنير و يصبح تأسيسا لا اتباعا من نوع " اغلق عينيك و اتبعني" " امن ثم اعلم" ..

أقصد هنا على حد التعبير و التعريف اللالاندي للعقل ..

" العقل المكون" بفتح الواو و الشدة و " العقل المكون" بكسرها مع الشدة..

أي مكتسبا و سائدا أو منتجا و مؤسسا و ناقدا و محللا و مركبا و مفككا..

بين الإيمان و الإلحاد فبصل هو العقل ملكة الإدراك و التمييز...الحجة ..البرهان اليقيني ..و الظاهراتي..

و من ثمة لم يخترع الإنسان الدين و لا الله و لا إثبات اللاهوت و لا نفيه ...

العقل السليم الذي يمارس جدليته التركيبية في النظر في كتاب الله المسطور و كتابه أو كونه المنظور جامعا بين قراءتين متلازمتين للكون و الوحي للمنجز المادي و للخطاب ..

و يجمع بين وعي ثلاثي متحرر أساسه الإستقلال و الحرية كالطائر في السماء ..

و يجمع بعد الإهتداء بين قراءة باسم الله و قراءة ثانية مع الله...

لا فصل بين الديني و الحياتي عندنا..

فليمارسه دعاة الوهم الموسوم " العقل المستقل عن اللاهوت المتصل بالعلم" أو " العقل المادي " ...

و دعاة التفكير بغيرالدين لإنتاج التنوير ...

فلنا تنويرنا و لهم تنويرهم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah