الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة من خلف ستار

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما اعمل ال (تور Tour ) اليومي على مقالات الحوار المدني اجد نفسي امام مشهدين : الاول عندما ارى البعض من كتاب المقالات يعلق صورته الشخصية على واجهة مقاله ، مصفف الشعر وماخذ بوز ، مبتسم مندفع الى امام بكل ثقة و كأنه يتحدى كل خفافيش الظلام ، يتزين ببدلة انيقة و ربطة عنق بالوان الطيف ، اكاد بل اجزم بأنه أما لا يكتب بالمحرم و الممنوع او يعيش في احضان الغرب ( الكافر ) ، الدافئة ، الامنة و المشهد الثاني : ارى البعض الاخر ممن يكتبون ، زي حالاتي ، بأسماء حركية و بدون صورة شخصية ، تعريفية ، يضع او توضع له لا فرق ، مجرد منظر طبيعي لغابة او نهر يجري او شمعة تشتعل و تنير المكان و كأنه تعبير رمزي على احتراق الشخصية التنويرية لكي تنير الدرب للاخرين ، و تمزق انوار الشمعة ظلمة الكهوف الغائرة لعلها تطرد الخفافيش المعلقة في سقوفها ، التي تنتظر ساعة الغفلة و الاغارة على ما تتوهمه هدفا تنفث عليه سموم حقدها حسبتا للة تعالى !!… اشعر بالحزن و الاسى على واقع مرير ، ابتلينا به لا لذنب اقترفناه وإنما هكذا شاءت الاقدار . اتسائل لماذا نحن العرب مقدر لنا و علينا ان نعيش بين الخوف و الخوف ، و الفرار و الفرار ، لماذا ؟! مالذي فعلناه لنعاقب هكذا عقاب شيطاني ؟! نحن نطرح افكارا بكلمات ، لا نحمل سيفا اجربا نقطع به حتى برتقالة !! نحن قوم مسالمون … بعد ان انتهيت من جولتي في الحوار ، لملمت اوراقي المبعثرة و اصلحت من اسمالي و غادر ت باحثا عما يروح عن نفسي و يبعد عني حالة الحزن التي تلبستني ، فأحط رحالي في موقع اجنبي يتكلم الانكليزية ، وجدتهم جميعا الا ماندر ، يضعون صورهم الشخصية او العائلية و يتكلمون بما لذ و طاب يتبادلون النكات و السباب و يسخرون من القديس بولص و يشتمون ترامب و ابو الخلف ترامب و لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . شحنت طاقتي و دخلت في معمعتهم اقهقه و اشتم و اسخر ، فعلت ما فعوا و اكثر … تعرفون اخوتي نحن العرب من سلالة القردة اينما تريدنا نقفز و نتنطط نفعلها ، عادي . و عندما قدمت نفسي كمواطن من الشرق الاوسط ، و بعد ان اطمئنوا بانني لا احمل سيفا املحا او اجربا ولا حزاما ناسفا بادلوني كلمات التشجيع من قبيل نحن معكم و نصلي من اجلكم …الخ من كلام له النفس عطشى . اشتهيت حياتهم و عشقت حريتهم ، بقيت في ضيافتهم لا يخنقني خوف من راصد احمق يترصدني او حاقد يتوعدني او مريض بالوهم يرغي و يزبد و يتمنى ان يتناولني على العشاء ، ابدا . وعندما شبعت و تجشأت من حرية تنقصني ، من قهقهات غادرتني لحساب حزن استوطنني ، ركبت بعيري و اطبقت عائدا الى حيث الكلام و الكتابة من خلف ستار ، سالت نفسي لماذا من يريد حرية لا يطلقها الا في بلاد العم سام ؟ ماذا حصل لفضائنا ، هل لبدته الغيوم السوداء ؟!! هل من يريد ان يستجار يذهب الى بلاد ال ( كفر ) ، حيث الامن و الامان و ما تستطيع رئتيك ان تستوعب عليك بملئها ؟ ! من اين جائتنا ، لا اقول ثقافة لانها لا تمت للثقافة بصلة ، اقول من اين جائتنا هذه (الجهالة) لتزرع فينا الخوف و الموت و الدمار ؟ سالت نفسي ماذا عند الامم المتحضرة نفتقده ؟ ! تجيبني قريحتي المفتوحة : عندهم ميرابو و لنكولن و ستيف جوبز و بل كيتس … الخ و نحن ماذا عندنا ، تجيبني كابتي هذه المرة : عندنا بن لادن و الزرقاوي و البغدادي و الظواهري و ابو … وابو
و في الختام لا املك الا ان اوجه كل اللعنات الى ارواح و اجساد اجدادنا العراقيين القدماء المتخاذلين ، الجبناء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض