الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان لعنة الأوطان

إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)

2019 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن المصادر الرئيسية لتلقين المسلمين الفكر الإرهابي تعود إلى حركة " الإخوان المسلمين" فتشكل هذه الحركة وأيديولوجيتها تهديدا للأمن الوطني من ناحية و للأمن و السلم العالمييين من ناحية أخرى حيث تسعى إلى فرض حكومة إسلامية شمولية على نطاق واسع من العالم.
فرغم "الاعتدال الحالي" في خطابها فإن هذه المنظمة تشكل حركة شمولية فهي ليست مجرد داعية ل"إسلام بلا خوف" كما يسوّق إلى ذلك البعض
إن هذه الحركة الشمولية الجديدة ،بمساعدة المدارس التي "يستطير سمامها" سواء في العالم الإسلامي أو في الشتات في أوروبا "ماحَجَّت ولكن دَجَّت "حتى تكون جماعة دعوية تنشر إيديولوجيتها ونظرتها للعالم التي تقوم عليها. فأيديولوجيتها الدينية المتطرفة تجعل من ا الحركة مخوَّلة لتلقين
المسلمين مبادئ شمولية جديدة و التلقين سياسة استباقية للتوظيف في الحركات الجهادية.
والأساس "المنطقي" لفكر هذه الحركة هو: أولا تعليم الجهاد ثم القيام بحملات تجنيد تهدف إلى تعبئة المتحولين عقائديا من عبيد لله إلى عبيد للمرشد
و تنخرط هذه الاستراتيجية في حرب أفكار" ضروس تحطم بالأظافر والنيوب "على حد تعبير للشاعر جبران خليل جبران قصد مداهمة ألباب و أفئدة الشباب فَتَرَاهم صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ (أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ () فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ())
. والهدف النهائي المعلن عنه هو إنشاء جماعة إسلامية عالمية، أي دار الإسلام، التي تحتضن العالم بأسره. و الهدف الخفي و الحقيقي هو إشباع نهم سلطوي و تسلّطي لتنين تلْقَامَة ، هِلْقَامَة لا يشبع
هوذا النظام الشمولي المنشود يتلفّع برداء الدين السياسي الجديد فعلى عكس ما كان في السابق، من أشكال علمانية من الشمولية فإن النوع الجديد يقوم على أساس عودة المقدسات في شكل دين سياسي في إطارتعطيل العمليات السياسية.
عامل آخريغذي هذا النظام الشمولي الجديد في العالم هو ظهور سياسة الجهات الفاعلة دون ولاء لدول معينة تعمل من الداخل كالحركات المحلية التي تعمل عالميا، و الإرهاب الجهادي هو المثال الأول.
فالظاهرة أمست تثير قلق الدراسات الدولية الآن بعد أن أصبحت عابرة للحدود الوطنية. وبات الدين المسيس أحد المسائل الرئيسية في الشؤون الدولية
و في سياق تكييف نظرية حنة أرندت للحكم الشمولي عبر الجمع بينها وبين وجهة النظرمن الجهاد كاندماج نظرية مع رؤية "نظام سياسي" وفق تقليد عمل أحد مؤسّسي المدرسة الأنجليزية لنظرية العلاقات السياسية الدولية هيدلي بول في كتابه "المجتمع الأناركي"
و يرى هذا التقليد النظام كموضوع محوري للسياسة العالمية سواء كان نظاما ديمقراطيا أو شموليا و النظام الذي تشرئبّ إليه أعناق الإخوان الإسلامويين هو نظام إسلاموي في الأساس شمولي.
أما المصدر لفكرة أن الحضارات وليس الأمم هي الوحدات الأساسية في السياسة العالمية هوصموئيل هنتنغتون في العالم الغربي و سيد قطب في العالم الإسلامي عبر مؤلَّفه "الإسلام ومشكلات الحضارة" الذي يجلي فيه النقاب عن رؤيته للعالم وهو عالم يحكمه الإسلام وينتصر على أعدائه: الصهاينة والصليبيين.
وهو إذن عالم متخيّل تنتصر فيه الحضارة الإسلامية على نظيرتها الغربية دون علم أو عمل ودون استقلالية القرار السيادي للدول الإسلامية التي تظل رهينة القرارات الإقتصادية و السياسية "للغرب الكافر" بل فقط بالتفكير "الجهادي" ليس جهاد النفس الأماّرة بالسوء بل هو جهاد مسلّح تنتحر فيه أجساد فتُهلِك وتزهق فيه أرواح فتَهلك , هي أجساد موقوتة يتاجر بها دعاة تربطهم علاقات عمالة مشبوهة و سرية بالغرب وهو ما اعترف به مأمون الهضيبي المرشد السادس لجماعة الإخوان المسلمين الذي كشف عن اتصالات سرية أجريت بين حركة الإخوان و الأمريكان.
إن إجالة النظر في الفلسفة التشريعية الإخوانية تجعلنا نقف على أبشع جرم تقترفه وهو جرم المرافعة باسم الله في المحاكم الدولية
و تطبيقا لمفهوم أرسطو للمرافعة القضائية التي يعرّفها بأنها "تتوجّه إما إلى الدفاع وإما إلى الإتهام،"فإنه من زاوية الدفاع هل يحتاج الله الحق ذو الجلال والإكرام الكامل أن يدافع عنه إنسان ناقص؟؟
ومن جهة الإتهام أتتهم كل من هو مخالف لمنهجك بأنه عدو الله فينبغي محاربته ؟؟
فإذا كانت مقارعة هذا العدو أمرا جللا جليل المقاصد فلماذا لا تجنّد أبناءك و أصلابك للقيام بهذه المهمة السماوية الرفيعة ؟ و تبجّل أبناء الشعب من فقراء و مستضعفين في الأرض "أُهلكوا بريح صرصر عاتية" فأجثم سيل الدماء و اهدودر بغر جثث الشباب وفقا لبنود صفقة بغاء باغية بين حركة إخوان مومس عاهرة و بلدان طاغية و قبضت أثمان ستظل جاثية جاثمة على رؤوس تيجانها عمائم مشربة سوادا كأنها حيكت من ريش عوهق و شيوخ تجول في البلدان القاصية و الدانية بتذكرة سفر دفع ثمنها شهداء من ولدان و شباب و أطفال و نساء .
أما آن الأوان لأن نصدر إعلانا عربيا لحقوق الإنسان نعلن في ديباجته أن حركة الإخوان حركة عاهرة يستفزّها الشرف إذ يذكّرها أنها باسم الله العالي المتعالي باعت ركيّات من الأرواح البشرية هي ملك للبارئ وحده أفليست هذه الطاغية عدوا لله خافية تحارب كل شريف إذ أمسى الشرف عقدتها القاضية
أما آن الأوان أن نصدر إعلانا نخطّ في مضمونه أن حركة الإخوان و إن كنتُ ضد التكفير, كافرة بالله إذ سلبته أرواحا فخّمها و عظّمها فخمٌ عظيمٌ و أخذها إخوان الشيطان "أخذة رابية"
قد كذّب أقوام من الوطن العربي بحاقّة الإخوان و "ما أدراك ما الحاقّة" فأُهلكت بشيوخ طاغية أتت بالخاطية فتراها تهرول نحو من وصمتهم بالعداوة من القوى الغربية فتصطفّ صفّا دنيئة خلف أبواب عالية ترجو فتاتا من الإعتراف فإذ تمّ لها ما رجت استقوت على شعوبها العربية المستضعفة الباكية على "ذكر حبيب" صار الجدث مرقده و منزل وطن كان متصدّعا في الأيام الخالية فأمسى أطْلالٌا " تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ"
و بعد البكاء على أطلال دارسة أتقنه العرب منذ عصور ماضية أما آن الأوان لأن ننكبّ على صنع حضارتنا بعلوم و آداب و فنون سامية تدفعنا إلى ذلك "إرادة الحياة "بكرامة فنتحرّر من تقديس "شياطين الإنس" فإن كان عرش الشيطان على الأرض الفاسدة فلنبن أرضا طيبة تتوق فيها الأرواح إلى سماء الفضيلة العالية.
فإن أذرأت السماء سيلا يهمي وتذيّأ وجه الأرض فاسلنطأنا إليها نستقصي بعد أن تسأسأت علينا أمورها فلا ندري إن كان سيلها ينذر بزوء المنية يدمي أو أنه دمع طفل عربي فاض من عينين أصابتهما الَّرهيأة من إعياء يجني
إذ سَبأته الشمس ففي وطنه شكئت أظفاره من إجهاد يضني فما بينه و بين أرضه ذَرء خلا أشجان تُسمع لها في القلب دَود أة تدوي قد اغتالته شيوخ وأتباع لها تصوّت لشيخ "الفتنة الكبرى " يفني
فباللّه عليكم خبّروني في أي دين يقدَّم طفل برئ قربانا لشيطان يفتي بقتل طفل في المهد مسكنه و دمع ثكلى مكلومة يهمي لعنة على أرض لا ضمير فيها يحيي إيمانا بالمولى الحقّ يشفي فانظر أرض العرب كيف صارت بوارا من شيوخ في قصورها الفخمة بالقتل تفتي ؟؟ .
بالله عليكم لولم يجد الشيطان أرضا عرشَه عليها يبني لأضحت أمطار الفضيلة غيثا مقدّسا يروح و يغتدي ليفيض على صدآء الأرواح عطيّة حب من السماء تحيي من فغر قلبه عشقا لناره تشعل شمس وطن يهوي
أما رهط اخوان الشيطان ف"خُذُوهُ فَغُلُّوهُ () ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ () ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ () إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ () وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ () فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ()" ولا طعام إلا من غسلين( )لا يأكله إلا الخاطئون "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي


.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟




.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من