الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أسئلة عن رمزية الحياة ؟
احمد مصارع
2006 / 5 / 10الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كل شيء يوحي بأن الحياة مجرد رمز , كما إشارة مرور مهملة وباهتة , على طريق منعزل , ولكن الحي الذي تحول رمزا , باهت الدلالة , يشير بطريقة ما نحو الموت ؟
قطار الحياة مازال وسيبقى الى أمد بعيد , يسير نح محطات الموت , وهي محطات مريعة , وما الراحة فيها من عناء السفر المزعوم , سوى في ورطة البلاهة في الرحلة , من البداية وحتى النهاية ؟
هل ننظر للحياة بوصفها وسيلة يمتطيها الموت ليبقى بدون جعجعة ولا ضجيج , بل ودون صيحات نشوة , هل من المعقول أن يقبل العقل البشري مهانة كبيرة من النوع ؟
هل الحياة قاتلة , بل وقاتلة بامتياز , فمقابل لحظات حياة رجراجة هناك زمن ممتد للموت اللانهائي , لماذا يتلاصق الموت والحياة في جوار مقاوم للفصل بشدة ؟
الحياة وجدت لتكون ذاتها أضحية للموت وفداء له , هل في الأمر فرط محبة , من نوع ( ألموت حبا بالموت ) , فهل هو الساحر الحبيب , والغالي , والمفدى ؟ أم نوستالجية ميتافيزيقية من الحميم الحنيني للعودة الى الأصل والفصل , ولكن لم الحزن والكراهية , وربما الاشمئزاز من قدرية الحياة حبا أو موتا ؟
لم يتعاقد أحد مطلقا مع الحياة بوصفه حرا في اختيار لحظة موته , فالإرغام أكيد هنا بدون تعاقد يذكر , والمرغم بقوة السير على طريق الموت ولكن برمزية واضحة أسمها مجرد لحظات حياة , ربما كان مجرد عبد , أو مجرد آلة تم تعبئتها بروح من النشوة الخلبية , متفاخرة , ولكن نحو النهاية غير السعيدة .
ربما كان هو سر ورغبة الإنسان في أن يعبا المادة تكنولوجيا كمون سعادته الناقصة وبعض روحه الرمزية الخلبية , بحثا عن سيد جديد لنفسه أو غاية ؟
أن تعيش سعيدا وزاهيا , هذا أمر ممكن على الدوام , وحتى اللحظة الأخيرة , وهي لحظة غزيرة ومكثفة تفضل الصمت على الكلام , والشك على الاعتقاد , فكل شيء فيك سيقاوم , ولكن ماذا يقاوم ؟ ما لابد منه ؟ وما لابد منه هو من الطغيان المستبد ؟.
إذا كانت الحياة اللحظية والآنية , على طريق المحطة الرهيبة , متحققة من وصولي الحتمي نحو النهاية التي لا يحبها أحد ,فلماذا أسكر وأعربد , وأهرب لكل حالة من حالات اللا وعي , كما لوكانت محطات جانبية , مهربة غير منظورة , حين يكون الوهم هو مسطرتي اليائسة من الحياة قبل الوصول للمحطة الأخيرة !.
إرادة أم قدر ؟ أم فوضى ؟ , الجميع سيان ؟!.
ما قيمة الحقائق الافتراضية أو الرمزية , أمام الواقع الفعلي , بل وما قيمة التناوبية المونوتونية التافهة , حين تزدحم المعترضات من ذات لا معنى , ويظل الإيقاع ذاته يتردد هو هو على حاله , من نوع حياة , سلم ثم سكون يضج بصخب الموت.
وفجأة أعلق علقة لاانفكاك منها , حين يتحداني أحدهم أو أحدنا بنشوة بالغة , قائلا : إما أن تقتلني أو أقتلك , وما يفيد الاستغراب ؟!, فالحياة ذاتها ستقتلنا جميعا لإرضاء نهمها عبر الموت فينا أو علينا , وما الاستنكار الدارويني المكتشف لبذاءة الحد القاتل , وهو من نوع :
إما أن تقتل الآخر غيرك , أم أن غيرك الآخر سيقتلك ؟!.
جرس إنذار خطير للغاية , وهو غاية علماء العصر , فالمطلوب حيا أو ميتا ميت بالأصل , ولطالما القتل واقع بالحالتين , فلماذا لا أطلب بالسلم دون عنف الموت الآجل لمجرد لحظات , ولبشرية مستغرقة أصلا في خضم محيط الموت ؟
هل يمكننا القول أن من يقتل غيره هو بالضبط من يقتل نفسه ؟
يبدو أن الأسمى من ذلك كله , أن أتمنطق , بل وأقرر بكل بلاهة احتجاجية على الواقع , وما هو بواقع , لا اقبل أبدا , وأبدا أن أقتل الآخرين , ليس لشئ سوى دفاعا عن حقي في البقاء وحتى اللحظة الأخيرة .
لا اقتل الآخرين ربما يعني ذلك منطقيا أن لا يقتلني الآخرين , وحينها لن أساهم في قتل نفسي , وهو منطق رمزي افتراضي من البداية في رحلة الحياة وصولا الى السكة في محطة الموت ؟
ينبغي أن نحيا جمعيا , أحيا أنا ويحيا غيري , والأهم أن نفكر جميعا نحن الضحايا كيف سيكون بمقدورنا نحن السنا فير , أن تتحدى التحدي نفسه بدون حدود ؟
الموت طاغية يتلذذ باستعباد الحياة ؟!....
ثنائية ( الموت - تراب ) , تطغي بشكل مستبد على ثنائية ( الحياة - اخضرار ) , وكأن الحياة مجرد وسيلة رمزية , بينما الموت غاية لها ؟
يالها من محطة مريعة ؟!.
من الناحية الايتميمولوجية , فقد كان حذرنا المعري من الدوس على الأرض كي لاتقتل غيرك أو تقتل نفسك , فما الأرض إلا من أجساد العباد , بينا كان الخيام يتوسل بالفنان صانع الخزف الفرفوري , بالصبر والأناة والرفق مع عجينه الخزفي الآدمي ؟
وللحديث عن برزخ الموت بقية مثيرة ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تغطية خاصة: قيس سعيد رئيسا لتونس لولاية ثانية بـ90.69% من ال
.. التداعيات الكبرى.. كيف غير 7 أكتوبر المشهد الجيوسياسي في الش
.. أتراك يحيون ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى بإسطنبول
.. مراسل الجزيرة يرصد اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مخيم
.. مسيرة داعمة لفلسطين ولبنان في شوارع ميونخ الألمانية