الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة وتوضيح بخصوص أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 7 / 20
القضية الكردية


كتب أحد الإخوة المتابعين تعليقاً على إحدى بوستاتي يقول فيه؛ "استاذ بير مع كل الاحترام والتقدير للأحزاب الكردستانية التي ناضلت وعملت من أجل كرد وكردستان بعيدا عن التخوين والإقصاء. لكن مالا استوعبه التحول من نشر الفكر القومي والإيمان بقضية كردستان أرضا وشعبا والكفاح المسلح والتضحية بآلاف الشهداء من خيرة الشباب والبنات وإخلاء الآلاف من القرى والسكان بسبب هذا الكفاح بضغوطات الأتراك ، ثم المراحل التي مرت بها الكفاح مابعد اعتقال السيد اوجلان حتى أواخر التسعينيات ، ومرورا لنقل (بالثورة السورية) وتسلسل انخراط الكرد في الثورة وبتضحيات عشرات الآلاف من شهداء قوات ال YPG و ال YPJ ، وبعدها الاكتفاء بمبدأ الأمة الديمقراطية و أخوة الشعوب . علما أنك متابع للوضع بأن الطرف الآخر لايقبلك لا كأخ ولا الإيمان بمبدأ الديمقراطية وأن كانت هناك بعض الاعتراف بسياسة الكرد فليست إلا فترة مرحلية سيما لازالت الأخطار تحدق بالمنطقة وليس إيمانا منهم بهذه السياسة. أرجو التفضل والتوضيح مع فائق التقدير والاحترام استاذ بير". وكان ردي له على الشكل الأتي:

أولاً؛ لك أيضاً ولطرحك الهادئ والعقلاني كل التقدير والمحبة.. أما بخصوص ما تفضلت فأعتقد لن يكفي تعليق أو بوست قصير للوقوف على كل ملابسات القضية، لكن يمكننا القول وباختصار شديد جداً؛ بأن أوجلان وبعد مرحلة الاعتقال عمل مراجعة فكرية داخل السجن بايمرالي واستخلص الكثير من المفاهيم والقيم الفكرية والنضالية بحيث شكل المرحلة الثانية مما يعتبر الآبوجية أو الأوجلانية، كما يريدها البعض .. طبعاً لا أقول بأن هذه القراءات ناتجة عن خوف أو ضغط أو محاببةً للحكومات التركية، بل بقناعتي هي بفعل قراءات فكرية عميقة وأعتقد بأن من يقرأ نتاجات أوجلان بعد مرحلة الاعتقال فيما تعرف بالمراجعات أو المانوفستات، سوف يتأكد من ذلك حيث وصل أوجلان إلى ما يمكن القول بطرح نظرية سياسية، طبعاً هي نتاج الكثير من الأفكار والنظريات التي سبقتها ومفادها أن الدولة القومية بأوربا كانت سبباً للكثير من الأزمات والحروب وكذلك في الشرق وبالتالي فهي ليست الحل الأمثل وقد كانت نتيجة طبيعية لمرحلة الرأسمالية وتشكل الرأسماليات المحلية والبحث عن أسواق عالمية، فكانت الحروب والنزاعات الأقوامية ولذلك كان لا بد من البحث عن حلول وقد وجدنا مع الفكر الماركسي والشيوعية؛ بأن الاشتراكية هي الحل، كما الاسلام لدى التيارات الراديكالية الإسلامية.

لكن ومع إنهيار الاتحاد السوفيتي بات "الحل الاشتراكي" من الماضي، فكان لا بد من مخارج وحلول جديدة وهنا انبثق فكرة التعايش السلمي والدولة المدنية والحل الديمقراطي وقد استفاد أوجلان من هذه المقولات الفلسفية ليصيغ ما يعرف اليوم بالفلسفة أو النظرية الأوجلانية والتي هي مأخوذة عن عدد من المفكرين والمثقفين مع تطعيمها بخصوصيات ومبادئ تنبثق من واقعنا في منطقة الشرق الأوسط وكردستان وبقناعتي إنها أكثر الحلول الإنسانية أو الأكثر عدالة لحل قضايا الشعوب والأمم -على الأقل في وقتنا الراهن- لكن المآخذ عليه عديدة وأهمها؛ إنها نوع من الفلسفات المثالية الطوباوية، كما الاشتراكية والشيوعية حيث من جانب لا يمكن تطبيق الديمقراطية في واقع متخلف قروسطي استبدادي ومن ناحية أخرى؛ فإن الواقع متحرك، بينما النظريات ثابتة وبالتالي فلا يمكن أن نجمد النظرية ب"علب ديمقراطية" لحين تستكمل شروط الديمقراطية في واقع شعوبنا أو أن ننتظر استكمال شروط "الأمة الديمقراطية" و"أخوة الشعوب" لنأتي نطبق هذه النظرية حيث قد نجد تغييرات هائلة خلال أقل من نصف قرن في واقع الشرق عموماً.

بالأخير وبقناعتي فإن أفضل الحلول لواقعنا الراهن؛ هي الديمقراطيات التوافقية التشاركية حيث لا يمكن أن تؤسس مجتمع ديمقراطي في واقع ما زال يمجد "أهل الكهف" وقناعاتهم الفكرية .. أأمل أن أكون قد أوصلت الفكرة صديقي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال


.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ




.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا


.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟




.. صور أقمار صناعية تُظهر إخلاء خيام النازحين من المنطقة الإنسا