الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا حمل محمود سيفاً

رامى جلال

2006 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتساءل البعض في سذاجة طفولية "لماذا تنتشر الفتنة؟" وكأننا لا نعرف فعلاً أسباب الفتنة.. العلاقة طردية بين الفتنة والدروشة; والدروشة تكون بإحدى طريقتين; إما بزيادة الجرعة الدرويشية, وإما بتجفيف منابع التنوير.. والبعض لا يدخر جهداً لسد هذه المنابع, فقد وصل الأمر إلى حد وجود جماعات في بلادنا تجوب الشوارع ليلاً لتمزق صور الفنانات وتكسر إعلانات النيون أو تلقى الدهانات عليها, على أساس أنها رجس من عمل الشيطان.
برامج كبرى عندنا تعمل بمبدأ "لله جنوداً في العسل"; إذ تقدم هذه البرامج أسبوعياً ما يزيد على العشرين فقرة, نصفها فقرات عادية, والنصف الآخر جنود! وهذه الجنود على نوعين, أولها كتائب مدرعة مهمتها تسطيح عقل المتلقى بما يسهل مهمة النوع الثانى وهى فرق مظلات تهبط على الناس في منازلهم لتحتل أركانه..
تزداد الدروشة والفتنة حين تنشر جريدة كبرى كـ"الأهرام" كلاماً سخيفاً يحض على الفتنة, والكلام للـ "دكتور" زغلول, قبل أحداث الإسكندرية الأخيرة بأربعة أيام, حيث قال بالحرف الواحد في معرض حديثه عن سورة التوبه:
من التشريعات الإسلاميه في سوره التوبه: "وجوب الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس لدفع المظالم والظالمين‏,‏ ومقاتله أئمه الكفر والشرك والضلال وعدم جواز التخلف عن ذلك إلا لأعذار حددتها السوره‏".. ويواصل حديث في موضع آخر ويقول:
من ركائز العقيده في سوره التوبه: "التسليم بأن حب الله ورسوله‏,‏ وحب الجهاد في سبيل الله يجب أن يكون أحب إلي قلب المسلم من جميع ماهو سوي ذلك".. وأيضاً: "الإيمان بأن الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس فريضة إسلامية‏,‏ وأن الذين لاينفرون في سبيل الله يعذبهم الله عذابا أليما ويستبدل قوماً غيرهم‏,‏ وأنه لايجوز القتال في الأشهر الحرم‏".. ولا نعرف على من العيب؟ على الأهرام أم على زغلول أم علينا نحن! وبعد ذلك نتساءل لماذا حمل أحدهم سيفين وصاح في وجه المصلين "فداك أمى وأبى يا رسول الله" قبل أن يقتلهم.
تزداد الفتنة حين تسمح السلطات لملايين الشرائط على الأرصفة بالتداول بدون رقيب, تماماً كما كان يحدث في إيران الشاه.. تزداد الدروشة حين يمتلأ التليفزيون بهراء وغثاء ثم تجد برامج مثل "عالم الجاز" أو "تياترو" أو "رُفع الستار" مخبأة في ساعات الصباح الأولى, وكأن المطلوب هو إخفاء مثل هذه البرامج (الرجعية) عن أعين الناس, هذا طبعاً بخلاف الإختفاء التام للباليه والسيمفونيات, وفي نفس الوقت زادت جرعات برامج فتاوى التيك آواى, والتى زرعت في عقول البسطاء أنهم قُصر لم يبلغوا سن الرشد بعد, وبالتالى فإن كافة تصرفاتهم في الحياة تحتاج إلى فتوى, بداية من دخول الحمام في الصباح وحتى أوضاع النوم في المساء.. حين تعود إحداهن بعد الإحتجاب فهذا حدث, ولكن حين تعدن جميعاً دفعة واحدة فهذا مخطط, والغريب أن تجد من يعطي إحداهن بضع ملايين من الجنيهات نظير عمل معروف مضمونه سلفاً.. دروشة.. وبمناسبة هذه "العائدة", فقد كانت تتكلم منذ عدة أيام وتستنكر, وبراءة الأطفال في عينيها, إزدياد مساحة العرى في الفن!! ذكرنى هذا بقصيدة الشاعر "حماد عجرد" والتى وجهها لأبى حنيفة بعد أن فارقه وقال فيها:
إِن كان نسكُكَ لا يَتِممُ/ بِغَيرِ شَتمي وَاِنتِقاصي
فَعَلَيكَ فَاِشتُم آمِنا/ كُلَّ الأَمانِ مِنَ القِصاصِ
فَلَطالَما زَكَّيتَني/ وَأَنا المُقيمُ عَلى المَعاصي
وهذه الممارسات هى التى تجعل خيوط التنوير تائهة في متاهات الإظلام, هى التى تجعل الناس تترك الطب الحديث وتهتم بالحجامه, وتترك العلاج الكيميائى لتبحث عن العلاج بالقرآن.. الدكتور رفعت السعيد أطلق على أحد كتبه المهمه "التنوير عبر ثقب إبرة", وأخشى أن يكون ثقب الإبرة ذاته قد ضاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل


.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك




.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت