الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا نطبق العلمانية الاسلامية؟

سمير دويكات

2019 / 7 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الفارق بين الغرب وبين الشرق وخاصة العالم الاسلامي، ليس في كون انه كان هناك احتلال غربي لجميع الاقطار العربية عقب انهيار الدولة العثمانية، ولكن في اوروربا وعقب الثورة الفرنسية اختار الغرب ان يكون الدين لله في العبادات وان يتم استخدامه في المعاملات على اساس قوانين وضعية، وفي العالم الاسلامي بدات بعض الدول ومنها مصر في التاثر بالقانون الفرنسي وهو القانون اي الفرنسي الذي تاثر وقد تعلموا سن القوانين من الدولة العثمانية اي الخلافة انذاك واول هذا التاثر هو نسخهم للحقوق المدنية وغيرها الواردة في مجلة الاحكام العدلية، ومن بعدها سارت كل دول اوروبا على هذا النهج ومنها بريطانيا التي لم تكن تشرع بالمكتوب انما اعراف وسوابق قضائية، وكذلك الالمان فكانت المدرسة الاسلامية القانونية اول من وضع اصل للتشريعات، لكن نحن بقينا في العالم العربي نطبق احكام الدين في العبادات كجزء اساسي من نظام الحياة ولم نتبع النظام العلمي اي العلماني في تطبيق احكام الشريعية، بان يكون الامر في العبادة بين العبد وربه وامور الحياة يتم التعامل بها وفق الاحكام في نظام المعاملات، فوجدت هوة كبيرة في الامر ادت الى نشوء دعوات وحركات مختلفة، استغلها حكام الاستبداد، واوجدوا شروخا كبيرة في نظام الامن والاقتصاد والسياسة وحتى الثقافة والعادات وغيرها، فلم نستطع العودة لاحكام الاسلام ولم نستطع في ذات الوقت تطبيق قوانين الدولة المدنية.
العلمانية الاسلامية اي التي تقوم على العلم حيث ان القران قد بدا باولى اياته وكلماته (اقرأ) ولذلك جاء متحديا لكل الظواهر العلمية وفرض منطقه فيها، والرسول الكريم كذلك اوجد في اصحابة ان الحياة تعاش بقوانينها، وان الاسلام جاء لحفظ حقوق المواطن والناس واحترام الجميع، حتى انه وضع نظام للحروب والتعامل مع اعداءه من الكفرة واصحاب الديانات الاخرى وغيرها وفق انظمة كان جلها ايجاد توازن منطقي في حكم الناس وادارة الشؤون العامة.
فعلاقة العبد بربه انحصرت في العبادات وهي شخصية لتهذيب سلوك الفرد وتقويم توازنات المجتمع من غير تكلف او تقليل بل وسطية قائمة على السلام والحب والمواطنة واحترام الصغير والكبير واحترام الرسل وتبادل الثقافات، وسن التشريعات في القضاء والاقتصاد وعلم الاجتماع وعلاقة الدول وغيرها.
ان سبب فشل الانظمة في التطبيق وتبنيها تعود فقط لمجموعة من جهلة الدين غير القارئين لاحكام سلوك الناس في بواطنها ومصادرها التشريعية والفقهية والقضائية، وكذلك زمرة من الحكام والماجورين الذين اعتقدوا ان مصالحهم تتعارض مع احكام الاسلام وتطبيقه، فلينظروا الى ان العالم العربي لم ينتصر ولا مرة بغير الاسلام، ولم تكن هناك دولة محترمة غير الاسلام، حتى النظريات العلمية والتطور الكبير لم يحصل سوى في دولة الاسلام، وحتى الصناعات لم تكن الا في دولة الاسلام وفي عهود كثيرة امتدت الى الفي سنة، فكان اولاد الغرب ياتون ليتعلموا في دولة الاسلام.
ان تطبيق الاحكام العلمية الاسلامية، هو التحدي الاكبر لوقف الانهيار المجتمعي واعادة الامور ومواجهة اعداء الشعوب ووضع حدا للحكام الماجورين الخارجين عن شرعية الشعوب، فهي مسالة علمية لا تقوم سوى باستلام اصحاب التخصص لمراكزهم القيادة والوظيفية وطرد اصحاب العالة واصحاب المصالح بعيدا عن المنظومة الصحيحة، والتي تتفق مع قواعد الاسلام وتتفق ايضا مع الدولة الوطنية والمدنية وغيرها. وهي بدورها تتفق مع حقوق الانسان والشرائع الدولية سوى ما كان منها شاذ وخارج المنطق البشري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيوعية الاسلامية
sasey ( 2019 / 7 / 23 - 12:18 )
و لماذا لا نطبق الماركسية اللينينية الإسلامية الوهابية المعتدلة الامبريالية !؟


2 - علمانية اسلامية؟؟؟
أكرم فاضل ( 2019 / 7 / 23 - 15:47 )
كل من يدعي ما ليس فيه يبقى أمد الدهر بين الحفر.


3 - الاخ دويكات
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 7 / 23 - 17:56 )
بعد التحية حتى يكون مقالك وافيا عليك ان تدرج فيه الاحكام العلمية في الاسلام او ماهي العلمانية الاسلامية وماهي مفردتها او تطبيقاتها
احترامي


4 - الاخ دويكات
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 7 / 23 - 17:57 )
بعد التحية حتى يكون مقالك وافيا عليك ان تدرج فيه الاحكام العلمية في الاسلام او ماهي العلمانية الاسلامية وماهي مفردتها او تطبيقاتها
احترامي


5 - الاخ علي الجنابي
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 7 / 23 - 17:59 )
بعد التحية ابرز صور العلمانية الاسلامية هي سماحها لغير المسلمين حرية المعتقد وحرية ممارسة شعائرهم وهذا لايخفى على احد


6 - نحن نقرأ ونكتب ولسنا أميين
بولس اسحق ( 2019 / 7 / 24 - 04:10 )
القليل من المصداقية والواقعية.. فمتى سوف يرتقي العقل الشرقي.. هل سوف يضل في وادي الظلام الى ألأبد.. على ألأقل المصداقية في الطرح ضرورية.. والموضوعَ هنا يقرأه الكثير من الزملاء والزميلات.. وليس واحد أمي أو جاهل كنبي الاعراب.. بل أكثرهم خريجين ومتعلمين.. أي كلام كتبته أنت بالله عليك (فكانت المدرسة الإسلامية القانونية اول من وضع اصل للتشريعات).. أي تشريعات يا اخينا.. هل تشريع اسلم تسلم هو الذي سرقته باقي الأمم ووضعته في دساتيرها.. اصح يا عم.. فالموقع ليس خيمة كتاتيب.. لتعليم التدليس وتجميل القبيح.. لتنال الدعوات والحسنات.. كما قد يتهيأ لك.. فالأغلبية هنا يا مولانا مفتحة باللبن.. الا القلة القليلة امثالك.. الخجل مطلوب أيضا.. فلسانك حصانك ان صنته صانك!!


7 - نتمنى لك الشفاء العاجل من مرض الزهايمر!!
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 7 / 24 - 05:22 )
لا تقلق يا سمير فعلاج الزهايمر موجود في بول اباهر نجد. فلا تتنوانى للقدوم مسرعا لتلقي العلاج. الشكر موصول لعلماء جامعة الهرير التي اسسها المعلم النحرير (ابو هريرة الدوسي). وان نسينا فلا ننسى العلماء المتاخرين والذين كان لهم باع طويل في نشر الاكتشافات العلمية وفي طليعتهم ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ووارثهم الشرعي العلامة الشيخ يوسف القرضاوي.عاشت الامة الاسلامية ورحم الله علمأئها الماضين.نقول للغرب الكافر لا يجوز نكران الجميل وان استعمرتمونا بفضل علومنا.
اذا كان رب البيت بالدف ضارب ** فشيمة اهل البيت كلهم الرقص


8 - لماذا لإن الصهاينة لا تقوم لهم قائمة
طلال كبده ( 2019 / 7 / 24 - 08:39 )
لماذا لإن الصهاينة لا تقوم لهم قائمة منطقتنا إلا بالدكتاورية والظلم والقمع والطائفية والفساد و.. ألخ
آي نواقض العلمانية العشرة يا صاحب المقال الرائع
فتش عن الصهاينة حتى في إنشاء التنظيمات الإرهابية
يكفي أن دولتهم يؤسسونها على أساس ديني عنصري قذر
وهذا لم يتجرأ مسيحي متصهين من الإشارة إليه.


9 - تم نقل جميع تعليقاتك عند أفنان القاسم
هباش أبو فريال ( 2019 / 7 / 24 - 09:55 )
يا طلال


10 - الرد على شبهة سلطة ولي الأمر
هباش أبو فريال ( 2019 / 7 / 24 - 10:53 )
الأسطورة
💖-;-
👏-;-

شكرا أستاذ هباش وتعرف أنني مؤخرا أعيش
ساعات مراجعات فكرية عقلانية ومنها ما كنت أعتقد ( باطلا ) في أمور حياتية وفق النصوص ومنها ما قلته !
أنت تعلم جيدا أنني وللأسف لا أستطيع أن أقول ما أريد وإلا ..!
المهم ربما تجد جوابا في هذه المقالة

https://ehssanalfakeeh.com/?p=2870

اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك


.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا




.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح