الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العلم ضد الدين ام العكس؟

عماد علي

2019 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سؤال يمكن ان يطرحه المغرض و الانسان البسيط قبل العالم لبيان ما هو العلم و تعامله مع الموجود في الحياة و في مقمدته الدين وفحواه الذي لا يمكن التاكد من تنظيراته و ادعاءاته والتحقيق من صحة المقولات و ما يفرز منه مختبريا على العكس من العلم الذي لا يمكن ان يحمل الشك او الوقوف ساكنا دون التاكد من صحة النتائج التي تفرز منه، و لا يمكن ان يكون كماهو حال الدين المعتمد على الغيب. الفكر الموجه نحو الدين الذي يحتاج لاراء و ما موجود في الكتب المقدسة و المقولات المنقولة و التاريخ و ما حمل لبيان جوهر الاعتقادات و التوجهات التي تبدر من حامليها اعتمادا على الايمان دون التاكد من بيان صحتها عمليا او مختبريا.
اما العلم فلا صحيح عند المعني به الا بعد التاكد على صحته بشكل ملموس و بالالية المستندة على قاعدة علميةرصينة مؤكدة الصحة و غير مطلقة في ادعاء الصحة الكاملة التي لا تقبل النقاش كما هوالدين و مدعي صحته و عدم قبوله الشك، و اما العلم و الية بيان صحته فانها قابلة للتطور والتغيير كلما اكتشف افضل او اصح منه دون اي خجل او تردد وعلى العكس من الدين الذي لا يمكن الشك في النصوص و فحواها و ان بدا التاويل حديثا حول المتشابهات و حتى المحكمات ايضا في نصوصها القرآنية لدى الاسلام اكثر من غيره نتيجة عدم التوافق ما فيها مع العصر و ما فيه.
السؤال البارز المتكرر الدائم هو هل يعرقل الدين العلم ام العلم عائق دائمي و كاشف لزيف ايغيبي غير مؤكد او دين او حقيقته؟ هل الدين يعرقل الفكر العلمي و يقاوم البحث فيه ام العلم يفضح الدين و التضليلات النظرية التي تبرز و تفرز منه؟ هل الدين مفيد للانسان ام العلم اما نهما مفيدان و متساويان لما يدقمان كما ديعي المتدينيين و هل هما اضداد للبعض ام يمكن التوافق بين الدين و العلم و ما ينتجان؟ هذا و هناك الاسئلة الهائلة حول هذا و يمكن للعلم ان يجيب عنها بمعادلات وحسابات علمية حقيقية دقيقة قابلة للشك ايضا وغير مطلقة الاعتقاد، و لا يتمكن الدين ان يقنع بالاجابة عما يسال عن علاقته بالعلم او عرقلته له الا بالكلام و الخيال و الغيب و تاجيل ما يحمله من الاسئلة الفلسفية الدنيوية عنه و ما له من ما يحمل التفكير فارضا لنفسه ازاء العلم سلبا و ايجابا؟ ماهي غايات الدين و ما الفرق بين تلك الغايات و ما يهدفه العلم و ايهما الاهم للانسان و حياته ؟ ايهما يعتمد على القواعد الرصينة الحقيقية التي يمكن الاستناد عليها في بيان صحة الادعاءات لغرض و غاية كل منهما و الاسباب الموجبة لبقاءه او الاعتماد عليه في مسيرة الحياة لمن يؤمن به او يعتقده عقليا بعيدا عن العاطفة. هل الظروف المحيطة بالملتزم دينيا هي الدافع الاقوى للالتزام به ام حقيقته و صحته هما اهم العوامل للالتزام و الاقتتناع الفكري و الفلسفي باهميته و الذي يكون هو العامل الحاسم للتمسك به؟
اما اليوم فان مسار العلم و ما نراه قد ارتفع منحنيه مخلفا الدين كثيرا وراءه في اكثر المناطق المتقدمة غير مبال بما يدعيه الملتزمون به من ما يبدر منهم من الصياح و الصريخ لوقف قافلة التقدم التي لا تنتظر اي شيء مزيف او مضلل او تجرفه جانبا. اما الدين فقد بقي على الذين يفكرون و يعتقدون و يؤمنون بما يُقال و ان لم يكن منطقيا و بمجرد ما نقل من السلف و هم من اكدوا صحته و ليس مقومات عوامل بيان صحة الفكر المؤكد لصحة اي موضوع عصريا كما يعتمده العلم اليوم.
و عليه، فاننا نرى العلم قد يقود حتى الملتزم بالدين، و هو يفرض نفسه نتيجة ما يطرحه من المنتوجات التي لا يمكن حتى لاي ملتزم ديني ان لا يفكر بها و ان كانت تناقض اعتقاداته غير الذين همشوا عقلهم و تركوا اي جدال او نقاش حول اصحية فكرهم و ايمانهم. فان اعتمد الاثنان على الاستدلالات العقلية في بيان صحة اي عقلية و توحهات و تفكير اي منهما على انفراد، فان العلم يمكن ان يؤكد صحته باستناد عملي و مختبري على العكس من الدين، و المنهج المعتمد علميا يمكن ان يتغير وفق بيان الاصح بالخطوات الصحية المتتالية و بالتدريج و بمسار يبدا من الصحيح نحو الاصح، اما الدين فان صحته لا تقبل النقاش عند من يؤمن به ايمانا عاطفيا كان ام استنادا على الظروف المختلفة التي تحيط المعتنق و تتمخض عن تلك الظروف العقلية التي يحملها و يتعامل بها مع الموجود و كيفية التقدم عقلانيا و التاكد من المحمول فكرا و فلسفة. اما ما يفرض نفسه على من يؤمن بالعلم بشكل مجرد من القيم و اكثرها موكابة مع الدين و ان كان بعضها عصرية حديثة نتيجة التطورات العلمية التي انتجت غير ما كانت على العكس من الدين الذي برز منه و بقي و توارث منه الاجيال من السلف دون التاكد من فحواه و حقيقته واصحيته. و هنا يمكن البيان ما المعتمد للتاكد من اصحية الادعاءات حول اي موضوع محل الجدل هل العقل و ما وصل اليه نتيجة التراكمات التي افرزها الدين خلال التاريخ و ما ورثها المعتنق بالدين ام المختبر و المقياس العلمي غير المشكوك فيه و في صحته. هل التغييرات التي تفرض نفسها على الناس جيلا بعد اخر و تكون مصدرا لفرض التغييرات على الاعفقاد او الايمان ام ما موجود من النصوص يكفي لمن يؤمن كي لا يتجادل حول المشكوك، و الامر الوحيد المعتمد هو العودة الى النص و المعتقد بانه الذي يحل كافة الامور و القضايا و المشاكل التي تفرضها التغييرات و ما تجعل من يحملها الشك فيها استنادا على النصوص التي ورثت من السلف من المقدسات فقط متقاطعا او مصادما مع ما يفرزه العلم في العصر الحديث. ما دور المصلحة العامة و الخاصة في ما تُمليه على الناس من النصوص التي يمكن الشك بها بتقدم العلوم وكشف الاسرار الحياتية التي تدع الشك يكبر و يسيطر على العقل في قبول الغيبيات التي يستند عليها لجواب ما لم يعرف جوابه بشكل مؤكد و صادق.
اما الاهم في امر الدين و العلم هو ما يطرحه الزمن و التقدم السائر على قدم و ساق، و هو الذي سيجيب عن ما يطرحه اي عاقل على نفسه و هو ما يحدث مستقبلا اكثر و اوسع مما يهمش الدين المعتمد على النصوص و المنقول فقط، و عليه يمكن التاكد منة جوابسؤال؛ ايهما سينقرض بفعل التقدم و التغييرات الحياتية متى ما كان قريبا او بعيدا و ايهما يثبت نفسه و اصحيته دون منازع؟ و هناك من يتاكد من الجواب منذ اليوم استنادا على فكره التقدمي العلمي و عقليته و تفكيره الدقيق و ذكائه و ما يمتلك من المقومات التي تدفعه الى اعتقاد الجواب الصحيح و يؤمن بتاصحيته عقلانيا و لا يمكن ان لا يكون مشكوكا او مطلقا لان هذه مقولة غير علمية. و الجواب الوافي يمكن ايجاده بعد مقارنة الملتزمين بالدين او المنفكين منه المنعتقين و نسبة من يؤدي الطقوس و ينفذ الشرائع ايمانا عقلانيا و مؤكدا مع نفسه بصحة عقليته و تفكيره و سلوكه وفقه بعيدا عن الظروف القاسية المحيطة به سواء كانت اقتصادية او ثقافية او سياسية عامة فرضت عليه الالتزام بالدين و ما يحمل للتهرب من الصعوبات و قسوة ما يفرض عليه نفسه دون ارادته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran