الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنابلة السلطان

نادية فارس

2006 / 5 / 11
المجتمع المدني


حين نشرت ُ مقالي المُترجم يوم أمس , فقد تقصدت ُ نشر َه ُ لأجل ِ لفت النظر الى الأموال العراقية التي يتم ّ هدرها بحجة القتال .. الهجوم والدفاع .. الحمايات الخاصة ومقاومتها .. المقاومة والميليشيات .. الشرطة الوطنية والشرطة الدولية .. الأمن العراقي والأمن الأقليمي .. الأرهاب ومكافحة الأرهاب .. الدفاع عن راية علي والدفاع عن راية معاوية..الهجوم على المثلث السني واستهداف الرافضة!



كل ّ هذه النزاعات .. أدامتها – إن لم تخلقها - أيد ٍ خفية تستفيد ُ من بقاءها واستمراريتها . . مما هيأ الأجواء َ لظهور ِ الشركات الخاصة التي توظف ُ الحمايات الخاصة للأشخاص الخاصين! أما المواطن العراقي البسيط فلا خصوصية لديه سوى .. خصوصية الموت اليومي!



عدا خصخصة ُ شركات الحمايات .. فالمال العراقي العام يسفك ُ كما الدم العراقي .. ليغذي طبقة ً أخرى من العاطلين عن العمل .. تدعى الميليشات!



وهم مجاميع كبيرة من الرجال التنابلة الذين لايمكن الأستفادة منهم الا بوظيفة واحدة لاتتطلب ذكاءاً ولاشهادة علمية ولاأخلاق أو سمعة طيبة .. ألا وهي وظيفة مقاتل في ميليشيا!



مالذي يتبادر ُ الى أذهانكم وأنتم على شفا هاوية ٍ لاقرار َ لها في العراق الذي كان عراقا ً.. فتحول َ

بقدرة ِ قادر الى مجاميع َ بشرية ٍ تسير ُ وتأكل ُ وتنام وتصحو وتغني وتلطم وتبكي وتضحك وتلبس وتتعرى .. وترقص وتطبّر رؤوسها .. على غير هدى؟



مالذي تفكرون فيه وأنتم تتصلبون أمام أعداد ِ المذبوحين والمتفجرين والمنتظرين في باحات المستشفيات بأوصال َ مقطوعة ٍ أو بقلوب مفجوعة؟



لابد ّ أن ّ فينا بعضُ العقلاء .. أو بعض الذين لازالوا يحتفظون بشئ من العقل .. ليفكروا بأن ّ العراق َ بحاجة ٍ الى من يتخذ ُ خطوة ً سريعة لأنقاذه من الثيران التي يجري تسمينها في العراق .. بموارد عراقية .. وبأسلحة ٍ مدفوعة الثمن من النفط العراقي !



أفرادُ الميليشيات العراقية .. هم تنابلة ُ سلاطين العصر الحديث .. والقوى التي لاتنتج سوى القتل والموت!



كم عدد الرجال في ميليشيا الزرقاوي وغيره من الأحزاب الأسلامية؟

كم عددهم في ميليشيا مقتدى الصدر؟

كم عددهم في ميلشيا قوات بدر؟

كم عددهم في ميليشيا البيشمركَة؟



وبعد هذا .. يسألنا المغفلون عن لماذا يتحطم العراق؟

هذه الملايين من رجال الميليشيات .. هي ثيران ٌ غير حلوبة .. وقوى ليست منتجة ولاعاملة .. ولاتعمل إلا عندما يتطلب ُ الأمر ُ الضغط على زنادِ البندقية لقتل عراقي آخر ..



هذه الملايين المُخَدَرة .. تتقاضى رواتب شهرية .. لكي تقتل!



كان يمكنهم أن يكونوا عمالا ً وفلاحين ومعلمين و..و إلخ من مهن تبني مجتمعا ً صحيّا ووطنا ً امناً!



هل رأيتم الزرقاوي في ظهوره الأخير على الانترنت؟ هل لاحظتم كيف توردت خدوده وكيف ازداد وزنه وسمن وثخن وتكرّش؟ الفرق واضح جدا ً على بُنيته ِ في ظهوره الاول قبل ثلاث سنوات وظهوره الان! لابدّ أنه شبعان جداً ومسترخ ٍ جدا ً و.. شابع نوم!



أهذا مايحدث للمقاتل المُطارد من قبل ِ أعتى القوى في العالم؟



أهذا مايحدث ُ لمن يهيم ُ في البراري حاملا ً بندقيته على كتفه وخبزا ً يابسا ً يتزود به في جهاده من أجل الدين؟



والله أن شكله يوحي بأن ّ الولائم التي يرتادها .. قائمة على قدم ٍ وساق .. ولاتقل ّ في عظمتها عن ولائم السيد الرئيس جلال الطالباني .. الذي تضخم كرشه حتى تحول الى كرة ٍ هائلة التدوير وموشكة عل الأنفجار في أية لحظة !



عوافي على اللي يجيب نقش!



موضوعنا ... هو عن الثيران الهائجة في الشارع العراقي .. والتي يجري تسمينها لتُمعن َ في الشعب العراقي قتلا ً وتخريبا!



هؤلاء الرجال اللذين تعودوا الخدر .. واللاعمل .. واستسهلوا الحصول على المال دونما بذل قطرة عرق ..

هم تنابلة العصر !



لنتفحص تاريخ َ هذه الميليشات قليلا..

منذ انشاء قوات بدر وحتى يومنا هذا .. يتقاضى رجال هذه الميليشيا رواتب نظامية وطعام وملابس .. مقابل ماذا؟



الكثير من الاسرى العراقيين ..في أيران ..يتذكرون عمليات التعذيب التي تعرضوا لها على ايدي رجال هذه الميليشيا بقيادة المناضل عبد العزيز الحكم .. حفظه الله ورعاه ذخرا ً لثيران قوات بدر المُسمنة ولحكومة ايران التي ستتوسع في اقليم الشرق الاوسط بسواعد ثيراننا الحبابين!

وهاهم الان يملأون شوارع العراق .. مئات الالاف من العاطلين عن العمل سوى عمل القتل!



ميليشيا الفرسان .. أو الجحوش .. أو البيشمركَة .. تغيرت الأسماء والثيران نفسها .. تستفيد من أموال العراق .. رواتب واسلحة وطعام وملابس..ولسنوات عديدة .. ليس لديها من عمل او مهنة أو إنتاج .. سوى البندقية ! تحت مسميات ٍ عديدة .. فدورها في عمليات الانفال كان تحت غطاء الفرسان الذين صاحبوا القوات العسكرية للدلالة على القرى الكوردية التي تسلل اليها الايرانيون.



البيشمركَة تستنزف الان الكثير من ميزانية العراق .. رواتب وطعام وملابس ومعدات عسكرية وتدريب ! لأجل ِ ماذا؟



لالشئ إلاّ لتسمين التنابلة الذين استسهلوا العيش على صدقات حمل البندقية!



ميليشيات مقتدى الصدر .. التي جمعت تحت رايتها الفاشلين والعاطلين والمتسربين من التعليم الابتدائي الذين لم يجدوا وظائف تؤويهم وتلم أشتات جوعهم .. فلجأوا الى مهنة التنابلة التي كما يبدو ... أصبحت مهنة !

هم أيضا ً .. يخضعون لعمليات التسمين والتشبيع والأكساء! دونما عمل ٍ منتج !



أما ميليشيات الزرقاوي فقد وجدت الطريق سالكا ً لمهنة التنابلة !



إحمل بندقية وكل خبزا ً!



من يموّل الزرقاوي ؟



كيف يمكنه أن يسمن وهو يدعي الجهاد؟



من يزوّدُه ُ بالسلاح ولصالح من ؟



أسئلة ٌ كثيرة .. ليست محيّرة .. فمن يموّل ُ تنابلة العصر الجديد .. مستفيد ٌ تماما ً من حالة عدم الاستقرار .. ومن مهنة التنابلة!



الان .. حين يقول لكم أحدهم أنه مقاتل .. أو عضو مييشيا .. فاعرفوا أنه تنبل!



عاطل ٌ عن إنسانيته وعن ضميره وعن وطنه!



أو تندهشون حين تكتشفون أرقام رجالنا المعتاشين على خير الصدقات الأجتماعية في الخارج؟ هؤلاء هم من نفس الجنس البشري الذي ينحدر منه التنابلة أو الميليشيات!



رجال ٌ يعيشون على الارتزاق و الصدقات دونما أدنى تردد!



مؤلم .. أن ّ ماتصرفه الحكومة العراقية على رعاع الميليشيات يعادل تغذية وتعليم وتأهيل أطفال العراق لسنوات طويلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا


.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟




.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح


.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين




.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع