الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاكل الواقع المتجددة

عبدالله عطية

2019 / 7 / 26
المجتمع المدني


تعلمت دائماً ان اطلق الاحكام بصورة نسبية، ولطالما علمت ذاتي ان اتقبل الرأي والرأي الاخر في الواقع والكتابة، دائماً لدية اسباب كي اسمع واناقش الاخرين من اجل المعلومة والفكرة من ناحية الكسب او التخلي، تعلمت ان أكون مرناً الى حداً ما كي استطيع التعامل والتكيف مع الاخرين، فأخذت بنصيحة عامل الناس على قدر عقولهم، الا ان الاستنتاج من هذه المقولة هو ان الافكار تؤخذ من اصغر العقول وأكبرها، هذه ليست فلسفة وانما واقع حال لكل من يفهم ويناقش ويسعى جاهداً لفهم الواقع ومشاكله، ومحاولة إيصال هذه المشاكل وحلولها الى الناس، من أجل تصحيح المسارات التي يسلكونها في هذه القضية او تلك، ان تكون كاتب فأنت في موقع مسؤولية امام ضميركَ اولاً والناس ثانياً، لان جمهورك ومن يقرأون لكَ مسؤولية كبيرة تقع على عاتقكَ، فأنت هنا حالك حال اي شخص مكلف رسمياً بأدارة مهام جانب خدمي او امني في المجتمع، لذا انا اتأنى كثيراً في اختيار الموضوعات التي اطرحها للجمهور وقد اتأخر في بعض الأحيان لأني أدرك ان المعلومة اهم من الكتابة لهم.
الامر المُسَلم له هو إننا نعاني من الجهل الإجتماعي في الغالب، او هي المشكلة العميقة المفتعلة الذي يصر قادة الرأي على عدم الإعتراف بها ولو ضمنياً، ولإن الجهل متفشي تجد كل مجموعة تعبد إلهاً خاصاً بها، حيث التطرف منتشرع على نطاق واسع من اقصى اليسار الى اقصى اليمين، الجميع هنا يُريد حلاً للمشاكل التي يعاني منها البلد في مقدمتها السياسية، لكن لا احد يريد الوصول الى نقطة اللقاء التي ممكن ان توحد جميع الافكار والرؤى من أجل المصلحة العامة، وهنا اصبح حل المشكلة أصعب واقعياً من جانب الإصلاح وأنا لا أتحدث عن قائد الإصلاح مع أتباعة الذي نشر قوائمهم على مواقع التواصل ولا اعرف لماذا لا يُطبق عليهم أحكام النظام الداخلي لتيارة، هذا ان كان لديهم نظام داخلي اصلاً، ومن جانب أخر سوق مزدهر لقادة الرأي في المجتمع، هؤلاء الذين تراهم يتصعلكون ويتمسكنون من أجل الترويج لأفكار أصحاب ارزاقهم، فرجل الدين يمدح التيار او الحزب الذي يستلم راتبه منه، بينما المدني دائماً او مُدعيها يروج بطريقة دس السم بالعسل للسياسي وحزبه، وتجد الناس تصدق كل ما تقرأ وتسمع وترى في كافة مستويات التواصل التي يستغلها هؤلاء ويتأثرون بها.
بعد الجيوش الالكترونية، وجنود الكيبورد وأصحاب الصفحات الوهمية الذين لا يزالون يعملون سراً وعلانية من أجل هذا الفاسد او ذاك السارق، وصلنا اليوم الى مرحلة الطبالون او المعانى العام الشعبي (الطبلچية) الذين تجدهم في كل مكان و زمان مع هذا ضد ذاك والعكس صحيح، مشكلة هؤلاء كونهم ولائيون تابعون بمحض جهلهم أكثر من كونهم مدفوعون الثمن مثل رجل الدين والإعلامي والمدون على شبكات التواصل وحتى الجندي الالكتروني، هم نتاج لعملية الدعاية والتأثير التي مارسها ضدهم الفئات المذكورة أعلاه، فتجد مثلاً شخص من هذا النوع لا يملك رأي خاص به، وأنما هناك رأي جاهز متبنى من قبله بما يتوافق مع مستواه الفكري والعقائدي، فالرجل البسيط او المتوسط التعليم وحتى من هم حملة شهادات عليا في الغالب يتبع رجل الدين من اجل القدسية، ويتأثر بأفكاره ويتبناها فقط كون رجل الدين أخبره أنها مقدسة، وكذلك من الجانب الاخر ينبنى فكرة المثقف او الأستاذ من دون نقاش، وهنا تكمن المشكلة في هذه النقطة بالتحديد.
فكرة عدم النقاش وليدة الجهل المتراكم الذي زرعت جذورة من ايام النظام السابق، فعسكرة المجمتع ونظام الحزب الواحد والقائد الضرورة هو ما اوصل هذا الناس هنا الى هذه النقطة بالترهيب لا الترغيب، لذا اليوم اغلب الناس في مختلف الطبقات الاجتماعية ولائيون الى درجة مخيفة، تجعل من الانسان الواعي يعيش وسط دوامة من الأسئلة التي لا نهاية لها من كل جانب، ذاك النوع من الاسئلة المزمنة التي تظل معكَ في الذاكرة كلما شاهدت حالة من هذه الحالات وما اكثرها اليوم، حتى انها تصبح مثل اي لعنة مهما حاولت التخلص منها، تكبر في داخلك، تتوسع الى ان تصل حدود الانفجار، لكن مع من وكل المحيط الاجتماعي تقريباً ينتمي لهذه الفئة بنسب متفاوتة.
ربما يعتقد ان هذه المشكلة لا حل لها، وانها معقدة الى درجة على المجتمع اذا أَرادَ الإصلاح يبدأ من الصفر، اي من الأجيال الصغيرة ثم يؤسس القاعدة للمستقبل، الا ان هذا الشيء خطأ فادح، لأنه يميل للأستسلام اكثر من كونه حل، لذا أقترح إنشاء مراكز محو أمية على مستويات مختلفة، لان الأمية اليوم اختلف تعريفها عن الأمية في الماضي، فهناك الأمية الفكرية والثقافية والسياسية، والدخول بها إجباراً من أجل تغيير القناعات وإزالة الأفكار الراسخة، عن القدسية والمسميات التي اكل الدهر عليها وشرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة