الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الموضوعية عند طلاب العلوم الدينية

أيمن عبد الخالق

2019 / 7 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الفكر قائم على قداسة المنطق وليس منطق القداسة " .......ابن رشد
في هذه المقالة نريد أن نستكشف معا الأسباب التي أفقدت طلاب العلوم الدينية بصفة عامة، إلا ما شذ وندر، موضوعية البحث والتحقيق العلمي، ومنعتهم في أكثر الأحيان من الوصول إلى الواقع، وبالتالي أدت إلى وقوع الفتن والخلافات والصراعات الدينية والمذهبية على مر التاريخ الإنساني، والتي مازلنا نعاني من آثارها السلبية.
ويمكن الإشارة إلى بعض هذه الأسباب بالنحو التالي:
1. إقصاء العقل البرهاني الموضوعي عن ساحة التعليم الديني، واستبداله بالمنهج النقلي التاريخي التلقيني، مع تعدد مصادره، وتباين دلالاته، وبعد رسوخ هذه النصوص في أذهان الطلبة، أصبحت تهيمن على كل منطلقاتهم الفكرية، وتتحكم في كل استدلالاتهم بنحو مسبق، وتمنعهم من التفكير العقلي الموضوعي المستقل.
وهذه العقلية النصية هي التي سماها المفكر العربي الكبيرمحمد عابد الجابري بالعقل البياني، أي الذي لايستطيع أن يفكر إلا بعد ورود النص الديني، ويتعذر عليه التفكير العقلي المستقل، وبالتالي يقتصر نشاطه العقلي على توثيق النصوص الدينية، وفهم دلالاتها، وتفسيرها والدفاع عنها أمام الشبهات والااتجاهات الفكرية المناوئة
2. تقديس التراث الديني المنقول، نتيجة عدم التفكيك بين الدين والمعرفة الدينية، فأضحت هناك قضايا يسمونها بالمسلمات والثوابت الدينية، مع عدم كونها بينّة ولا مبينّة بنحو علمي منطقي، وأصبحت قضايا فوق النقد، وأصبح الخروج عليها خروج من الدين، وصارت من ضمن مناطق اللامفكر فيه، أو الممنوع التفكير فيه، وماأكثرها في التراث الديني
3. الإفراط في ممارسة الشعائر والطقوس الدينية بنحو يؤجج العواطف الدينية في نفوس طلبة العلوم في اتجاه معين، يمنعهم من التزام الحيادية النفسية نحو الاتجاهات الفكرية أو المذهبية الأخرى المخالفة
4. النفور من الفلسفة والفلاسفة نتيجة الارتكاز الذهني بأنّ الفلاسفة قد اعتمدوا طريقا مقابلا لما اعتمده الأنبياء سواء في المنهج او الرؤية، وبالتالي اتخذوا دائما موقفا متشددا بتحريم الفلسفة وتكفير الفلاسفة كما يحكي لنا التاريخ، بدءًا من سقراط ومرورا بفرفوريوس وهيباتيا والفارابي وابن سينا والسهروردي وابن رشد، وانتهاءً بديكارت واسبينوزا
5. النفور بنحو مطلق من الثقافة الغربية، واعتبارها نحو من الغزو الفكري الثقافي، واتخاذ موقف نفسي رافض للنظر فيها، إلا من أجل إبطالها أو الرد على شبهاتها
وبناء عليه فإنّ هذا النفور النفسي الشديد والأحكام الذهنية المسبقة تجاه الفلسفة أو الفكر الغربي مطلقا يشكلان حجابا كبيرا بين طلبة العلوم الدينية وبين البحث والنقد العلمي الموضوعي للأفكار والرؤى المخالفة، وبالتالي يسد الباب في وجه أي محاولة للتقارب الفكري، أو التعايش السلمي، الأمر الذي يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي داخل المجتمعات البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في