الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة النهضة الزانية المحجَّبة

إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)

2019 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أعراف الحركات الإسلامية أنها تسعى إلى أن تكون ناشطة في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية من خلال الاعتماد على النصوص الإسلامية وإعادة تفسيرها وقد أظهرت الحركات الإسلامية تهالكا على السلطة لا سبيل إلى إنكاره، حيث يظل الحزب السياسي متلفّعا بالنظام الطقسي لتحقيق مآربه السلطوية و التوسعية.
وفي هذا السياق تتبوأر "طائفة حركة النهضة، التي ترأس ائتلافاً في أول حكومة منتخبة في تونس بعد أن أجّج التونسيون انتفاضات أبطلت نظام الرئيس زين العابدين بن علي الاستبدادي ، وهي طا ئفة إسلامية طال حظرها
كفرع تونسي للإخوان المسلمين. و أصول هذه الطائفة المتطرفة أيديولوجياً مس سقر يلفح وجه كل باحث في تاريخها حيث تنخرط في مواجهة مزدوجة تطمح فخاب مسعاها إلى تحقيق التوازن بين فعل استرضاء كل من التونسيين والغرب والعلمانيين و المتطرفين
وهو ما يتعارض شكلا و أصلا مع ما يقتضيه المبدأ و قيمة الفضيلة العالمية.ولعلنا في هذا المقام نشبّهها بالمرأة التي اختصرت العفاف في حجاب و نقاب إذ قد يزعجها أن تبرز خصلة من شعرها لكن قد لا يحرك لها ساكنا اغتصاب الوطن أو قتل النفس البشرية أو الإعتداء على الأطفال و الضعفاء و اللّغو و هتك الأعراض فحركة النهضة تلبس "حجاب الدين و التقوى" ولكن ماذا وراء ذلك؟

إن المتأمل في تصريحات قائد حركة النهضة خلال السنوات التي قضاها في لندن ، يقف على تناقضات بين حجاب الدعم للقضايا العربية الإسلامية تعففا عن العمالة و بين حقيقة وجود شبكات من العلاقات مع أمريكا و إسرائيل فلقد أظهر الغنوشي التونسي الدعم الأيديولوجي للحركات الجهادية والجهادية المعادية لإسرائيل وأبدى آراء معادية للسامية ، ومناهضة للحرية الدينية و أثناء حرب الخليج الأولى ، دعا الغنوشي , "إذ جاء إلى المجلس وعليه أمارات الوقار والحشمة" تصديقا لطرفة" آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه "إلى "شن حرب متواصلة ضد الأمريكيين حتى يغادروا أرض الإسلام وإلا فإننا سنحرق كل مصالحهم في العالم الإسلامي بأسره"
و سخر صاحب اللحية الكثة من النظام السعودي بسبب "جريمته الهائلة" إذ سمحت لـ "الصليبية" أمريكا " بالحضور على الأرض الإسلامية."وفي عام 1990 ، أكد الغنوشي لقادة حزب الله والجهاد الإسلامي "إن الخطر الأكبر على الحضارة والدين والسلام العالمي هو الولايات المتحدة
. إنه الشيطان الأكبر "
لكن ماذا يخفي حجاب نصرة الدين في مواجهة شيطان أمريكا؟
كشف موقع hilalpost.com مؤيَّدا بوثائق زيارات مشبوهة لقيادات حركة النهضة وخاصّة الغنوشي منذ أن جادت عليه معشوقته القديمة الجديدة السلطة ذات المفاتن بالوصل بعد تمنع, لعدّة منظمات عالمية وأمريكية بالخصوص أهمّها “
أهمها “Le WINEP – Washington Institute for Near East Polic
و ” Saban Center for Middle East Policy” و ” Council on Foreign Relations – CFR “ و “Chatham House” و “Foreign Policy”.
و التمحيص في بطون بعض المؤلَّفات الغربية التي تدرس الإسلام السياسي يعرّي فيفضح نفاق "الزعيم" على حد تعبير مؤلف الكوميديا السياسية الساخرة فاروق صبري.
فنلفي على سبيل الذكر لا الحصر أن العالم السياسي الفرنسي ، المتخصص في الإسلام في مؤلَّفه "فشل الإسلام السياسي" "The Failure of Political Islam "ترجمة كارول فولك كامبريدج ، ماساتشوستس 1994, يقر بالعلاقات التاريخية المشبوهة للغنوشي التونسي مع الحزب الإسلامي الأفغاني و أمريكا فيقول المؤلّف:"كان الحزب الإسلامي الأفغاني، الذي كان على اتصال أيضا بجبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر والغنوشي في تونس، مسلّحا من قبل الأميركيين حتى عام 1989). فقد تعاقد الأميركيون من الباطن مع حلفائهم المسلمين (باكستان والمملكة العربية السعودية) مع إدارة جماعات إسلامية بعينها: ومنذ العام 1982ضمت السفارة السعودية في واشنطن "إدارة الشؤون الاسلامية" (the Afghan Hizb-i Islami, which also had contacts with the FIS in Algeria and Ghannouchi in Tunisia, was armed by the Americans until 1989). The Americans have subcontracted to their Muslim allies (Pakistan and Saudi Arabia) the management of certain Islamist groups: since 1982 the Saudi embassy in Washington has housed a "Department of Islamic Affairs,"
و في مقام آخرأصدر الغنوشي في السنوات الأخيرة فتاوى بالتكفير ضد كتّاب تونسيين مثل المفكر التونسي العفيف الأخضر و أستاذة التفسير وعلوم القرآن بجامعة الزيتونة في تونس د. منجية السوايحي ، التي حبّرت كتابا يشرّع للدحض اللاهوتي لفريضة الحجاب في الإسلام.

هذا التكفير و التنكيل بالمعارضين هو الواقع المستتر بحجاب الديمقراطية و احترام قيم المواطنة و حقوق الإنسان وما تحت لباس العفاف عهر إجرامي وهو واقع نعيشه نحن المخالفون لنهج الشمولية و الديكتاتوريةالمحجبّة فمحاولات اغتيال فتشويه لسمعة المرأة وهتك لأعراض و استباحة دماء و محاولات التهجيرو الطلاق القسري و احداث اضطرابات في سير دراسة أبناء هم أطفال قد رفع عنهم الله قلم المسؤولية وأشهر صاحب اللحية سيفه تنكيلا بهم انتقاما من أوليائهم فإن كان الشرف و رفض شبكات الجريمة المنظمة وزرا "فهل تزر وازرة وزر.
أخرى " ؟هذا هو الإسلام السياسي في العراء هو امرأة زانية ترتدي حجابا أو نقابا ثم تدّعي الفضيلة .
فمنذ أن طلع بدر الغنوشي التونسي على تونس كمستفيد سياسي من طرد بن علي أرسل علينا" رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ"
و في المقابل نراه بربطة عنقه الإفرنجيّة يسوّق نفسه للغرب الكافر على أنه حامل لواء الإسلام الديمقراطي ففي"مجلة السياسة الخارجية" صرّح في مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة ويليامز مارك لينش بأنه "لا أحد في النهضة يؤمن بالعنف كوسيلة للتغيير أو للحفاظ على السلطة, لا يوجد في النهضة من لا يؤمن بالمساواة بين الرجل و المرأة لا أحد في النهضة يعتقد أن الجهاد هو طريقة لفرض الإسلام على العالم" ف"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ" فمَا "أغنت" عَنْهُ ربطة عنقه ولا ما كذب.
حيث ظهرت الحقيقة ك"الشمس في طخية الدجى "و تبيّن أن الإسلام السياسي لا يقدم أي جهاز مفاهيمي للتفكير في الواقع الاجتماعي السياسي؛ و جنوحه نحو الأصولية الجديدةلا يمنع عمل شبكات التضامن والمحسوبية، سواء كانت إسلامية أم لا، وهي تديم نفسها لأنها مرتبطة بدوائر معولمة لتوزيع السلع وتداولها: دولارات النفط، والمخدرات، والنفط، والأسلحة، والإعانات القادمة من دول أخرى والموزعة على غايات إستراتيجية، أو ببساطة التجارة الدولية وعولمة شبكات التداول ممكنة بسبب ضعف الدولة، بل إن الإسلام السياسي عامل مدعِّم لهذه الشبكات.
و ترتيبا على ذلك فإن السياسة التي تعمل بها الحركات الإسلامية المعاصرة تأتي كنتيجة لحيز عالمي جديد و وهي ليست عودة إلى الفضاء الثقافي التقليدي. وسوف تكون الأصولية الجديدة عاجزة عن ضمان عزلة المجتمعات الإسلامية: فهي تعتمد اقتصاديا على الفضاء العالمي حتى في قوتها الذاتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24