الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأطر الفلسفية الكبرى (4) قياس التغاير

عصام شعبان عامر

2019 / 7 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


" إن ما نسميه تغير ليس سوى قياس من وجهة نظرنا نحن "
إن قوانين الطبيعة لابد أن تكون هى ذاتها فى كل المرجعيات والأطر إذ لامعنى لإختلافها من إطار إلى إطار او مرجعية لمرجعية فالهدف الأسمى لأى قانون هو التنبؤ والإستمرارمع التعميم إذا لامعنى لقانون متغير وللحفاظ على ثبات القوانين داخل الأطر اخترعنا ما يسمى بالتغاير وهو نوع من المعاملات ندخله للمعادلة او القانون فيحافظ على ثباتها فى كل الأطر والمرجعيات ومن هنا كان الهدف الأسمى إن تكون قوانينا التى تصف الطبيعة هى ذاتها حتى لو تغيرت تلك الطبيعة ذاتها ونقصد هنا بتغير الطبيعة تغير الفضاء الذى ندرس من خلاله الحالة من ساكن لمتحرك لمتسارع ومن هنا كانت مهمتنا فى غاية التقعيد والتقعير إذ أن الهدف الأسمى هو قياس هذا التغاير من إطار لإطار ومن مرجعية لمرجعية ولما كانت هذه المهمة صعبة لتعدد الأطر كان يجب على الرياضياتيين اختراع شئ ما شئ سهل وبسيط يجعلنا نتعامل مع كل هذه الأطر المختلفة بحيث يمككنا نقل مجموعة من القوانين من إطار إلى آخر بحيث نحافظ على ثبات تلك القوانين وفى نفس الوقت تكون هذه الآداة سلسلة وسهلة وبسيطة وتستخدم بنفس التكتيك لكل الأطر من هنا جاءت فكرة التنسور او الممتدات فهى ستحافظ على قياس التغاير ذلك ولن تتأثر بتغير الأطر من إطار إلى آخر .
هذه هى افكار اينشتاين ساعده فيها عمالقة امثال لورنتز ومنوكسكى وجروسمان حتى خرج علينا بنظرية متكاملة الأركان رياضيا وهندسيا وحتى أيدتها التجارب كانت النظرية بحد ذاتها على قدرة عالية من الجمال والروعة بمكان حتى انها فسرت وبدقة وتنبأت بكل أحداسها مجتمعة ولم تبقى فيها سوى معضلة المفردة الفيزيائية داخل الثقب الأسود هى التى استعصت عن الحل وحتى الآن


ماذا عن مشكلة الرصد وتدخل الوعى فى القياس ؟
هنا يأتى دور هايزنبرج ومعادلته الشهيرة الريبة والمعادلة بكل أناقة واختصار تخبرنا بان الريبة التى نلاقيها فى القياس ليس سببها الرصد أو تدخل الوعى فى الرصد بل إن الطبيعة ذاتها لها من الخواص ما يجعلها غير متيقنة على المستوى الصغير وهنا لابد أن نفرق بين الخطأ فى القياس وبين اللايقينة او مبدا الريبة فى القياس فخطأ القياس يرجع لأسباب متعددة منها عدم الدقة واستخدام ادوات غير مناسبة وأحيانا بعض العوامل كالرطوبة ودرجة الحرارة قد تتداخل لتحدث خطأ فى القياس وبالتالى خطا القياس سببه أدوات القياس المستخدمة او العوامل البيئية او حتى العامل البشرى فى مثل أخذ القرأة من على مقاييس القياس وخصوصا تلك التناظرية منها والتى تعتمد على التدريج
أما الريبة أو اللايقينية فتخبرنا بأن الخطأ هنا هو فى الطبيعة ذاتها فالطبيعة على المستوى الصغير ما هى إلا عبارة عن تراكيب خاصة تخضع للإحتمالية لا اليقينية وان الأمر ليس سببه رصد أو وعى قدر ان السبب هو الطبيعة ذاتها على هذا المستوى من المقاييس الصغيرة
فهنا يحدث تداخل بين الجسم كجسم وبين موجته المرافقه له أثناء حركته غير أن موجة الجسم المصاحبة او المرافقة له ليست موجة حقيقية كالموجات التى نعرفها فهى مجرد دالة احتمال لا أكثر شئ اخترعناه وابتكرناه لكى نفسر تلك الغرابة التى يظهر بها العالم على المستوى الصغير
هى مجرد تفسير غير مكتمل لنظرية غير مكتملة هندسيا قد تتفق تلك الفرضيات مع النتائج فى المعمل لكنها لا تتفق مع الحدس أو حتى مع البناء الهندسى للواقع العيانى فجسيم ليس جسيم وجسيم كموجة وجسيم ليس له موضع محدد بل دالة احتمال وموجة حركة غير حقيقة كلها أشياء تتصادم مع الحدس الذهنى والحس الواقعى هنا نرى تجارب ورياضيات ولكنها غير مكتملة
هنا نرى الفرق بين العالم الماكروى الكبير حيث كل شئ متسق وجميل وأنيق وقابل للتنبؤ والرصد وواقعى ومتفق مع الحس والحدس
وبين العالم الصغير الميكروى حيث كل شئ يخضع للفوضى والعشوائية والإحتمالية وكل شئ مناقض للحس والحدس
نظرية مكتملة الأركان ينقصها شئ ونظرية أخرى لم تفسر شئ بل تنبأت بالسلوك العشوائى
جمال بلا تجارب وتجارب بلا جمال
رياضيات لاخطية متقنة تصف كل شئ
ورياضيات خطية مشتتة لا تصف شئ فقط تنبؤ إحصائى لجسيم هنا وهناك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس