الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم ( خير امة اخرجت للناس )

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحن مشدودون دائما الى الخلف ، حيث الاجداد الذين لم يأتي منهم ، غير بطولات السيف و الدم ، وسعوا حدودهم ، اكتسحوا البلدان احتلوها طمسوا حضارة شعوبها فرضوا لغتهم و دينهم و جزيتهم عليها ، لا قدسية للحياة عندهم ، اسسوا امبراطورية مترامية الاطراف تمتد من الصين الى حدود فرنسا ، ضخموا تاريخهم ، ملؤه بالبطولات الزائفة المبنية على القتل و السبي ، و تكديس الجواري والاماء والعبيد والمجون وكل انواع العهر بدثار الدين ، و من يعترض، السيف الاجرب جاهز ، خدعونا باننا خير امة اخرجت للناس ، لا ادري كيف و على اي اساس و باي شئ ، بالعلم ؟! بالعمل ؟! نحن لانزال نعيش خارج اطار الزمن ، فقسم من متحجرينا لا يزالون لحد الان يعاندون كل نظريات العلم الحديث ، و يؤمنون بأن الارض مسطحة و ثابتة لا تتحرك عكس كل البشرية ، فعلا …فارضنا نحن المسلمون ثابتة منذ الف و اربعمائة سنة ، ثبوت عقولنا التي ترفض التزحزح الا الى الخلف ، كل شئ فينا ثابت ، لا نزال على قيم اجدادنا الراسخة على مر القرون و سنبقى ، الاجداد الذين علمونا كيف يكون الذبح الحلال و الرجم الحلال حتى الجلد تعلمناه حلالا ، ورثونا قيم متحجرة ترفض التزحزح قيد انملة ، اسسوا لتخلفنا ، لا نؤمن بشئ اسمه تغيير ، تقدم ، كل شئ تقريبا عندنا يقع تحت بند الكفر و الالحاد ، التقدم امر يشمل كل شعوب الارض الا نحن ، نتوارى خجلا بل صلفا في ذيل الامم التي سبقتنا بمئات السنين ، اصبحنا موضع سخرية و احتقار و كره العالم ، مهزومون متناحرون متباعدون ، و بدل ان نقذف باسرائيل الى البحر ، اصبحنا نخطب و دها و نهز ذيولنا فرحا نتمسح تحت اقدام اي مسؤول اسرائيلي ، انظر الى اسرائيل ستدرك الحقيقة الموجعة فعندها عكس ما عندنا تماما … غبائنا اوجد اسرائيل ، تقدمت واصبحت دولة محسوبة عظمى شئنا ام ابينا بتكتيك بسيط جدا وهو انها و بذكاء قادتها و غباء مخابيلنا … عملت (عكس ما نعمل )، نحن كم هم نوع ، نحن استبداد و قهر و قمع لشعوبنا وهم واحة للديمقراطية اختطها لهم المؤتمر الاول للصهيونية العالمية ، وهم يمشون عليها بهدوء كسبوا بها احترام العالم ، اما نحن فبالتخبط سائرون ، والى الخلف ماضون . نحن ذبح وقطع اعناق وايدي و ارجل و القاء من اعلى الشواهق ، و حرق البشر وهم احياء ، و اساليب في القتل و التعذيب ما انزل الله بها من سلطان ، لا قدسية للانسان عندنا ابدا ، و هم يستبدلون الجندي الاسرائيلي الواحد باكثر من الف عربي ، و يقدمون كل شئ من اجل استعادة رفاة جندي قتل في الحرب منذ سنين طويلة ، نحن نقاتلهم بالسكين و الدعاء والدبكة وهم عندهم عدد مجهول من الرؤوس النووية ، لا احد يعرف من العرب … لماذا ؟ لان اليهودي لا يخون بلده من اجل مال او مومس او حتى من اجل وزيرة خارجية ، كتسيفي لفني ، التي قضت ليالي حمراء مع كبار المسؤولين العرب ، و سلملي على اسرار الدفاع العربي !! نحن نكره و نرغي و نزبد ونتوعد بالقضاء على اسرائيل و ذبح اليهود كل اليهود و استإصالهم من الوجود ، و ديننا يؤكد لنا حتمية ذلك ، متى ؟ في نهاية الزمان …!! و هم و لا كأن الامر يعنيهم ، و في تراثنا خرافة ان اليهودي سيختبئ خلف شجرة او صخرة و ستصرخ هذه الصخرة او الشجرة و تنادي العربي ، طبعا نحن نفهم لغة الهدهد و النملة و الغراب ، كيف لا نفهم لغة الصخر و الشجر ؟! تنادي المسلم الشجاع البطل ان يأتي و يقتل هذا اليهودي الجبان المختبئ خلفها ، خرافة اخر الزمان ، و نحن كائنات ادمنت الخرافة ناكلها في كل وقت على الغداء ، العشاء و هي من اكلاتنا المفضلة ، المصيبة يوجد من يصدق و يؤمن بهكذا خبل و يعتبره وعد مقدس . نحن نقدس الكراهية و العنف على ضعفنا و هم يدعون للسلام و التعايش ، كما يزعمون ، على قوتهم . نحن نلحن الاناشيد التي تمجد الفاشلين من قادتنا الاغبياء ، وهم عمرك سمعت اغنية تمجد هرتزل او مناحيم بيكن او كولدا مائير او حتى نتنياهو ؟! … نحن يذبح بعضنا البعض ، و لازلنا و سنستمر بعون اللة الى الابد حيث الابادة و الانقراض بالانتظار ، لاننا لا نؤمن بالتعايش و نبذ العنف و هي قيم انسانية حديثة يبدو انها ارقى من ان تتحملها عقولنا البدوية الصدئة ، ونحن ديننا يدعونا لرفض اي شئ ينتمي او له صلة بالحداثة الكافرة هذه ، وهي بدعة و كل بدعة ظلالة و كل ظلالة في النار و العياذ باللة !! و اسرائيل تبني بالعلم مستقبلها و مستقبل اجيالها و نحن بالتكفير نهدم كل شئ تطئه اقدامنا تأسيا بسياسة الاجداد اللاعظام . اخيرا علينا ان نجري مراجعة صادقة لكل الخلل فينا ، اذا اردنا الحياة بعزة و كرامة . والا فالانقراض فاتحا فمه ينتظرنا لننظم الى قوم عاد و ثمود !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض