الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من الاخر

عبدالله عطية

2019 / 7 / 29
المجتمع المدني


اليوم مجتمعنا يمر بمرحلة حرجة من تفكك القيم وإنعدام التعايش والثقة بالاخر، والتأريخ يُشير في كل مرة نعيش في هكذا ظروف يبدأ المجتمع في الإنحلال الفكري والأخلاقي من الداخل وصولاً الى الخارج، نحن الان في ظروف عيش أسوء من ما ذكر أعلاه، فتجد الجميع مع حل المشكلة ولا يعرفون انهم أنفسهم المشكلة، إضافة الى ذلك الإدعاء والتنظير لحل المشكلة الذي لا ينتهي، فتجد الجميع سياسيون ومحللون ورجال دين ومعلمون، فالفرد هنا بطبيعته مرن لدرجة يستطيع أن يكون ما يريد بالفهم او بدونه، بالمناسبة هذا سبب من اسباب التأخر في المجتمع من كل النواحي الحياتية، وهذا ليس موضوعنا الان الا اني ذكرته فقط للإيضاح والتذكير بطبيعة المجتمع الذي نعيش فيه الان، الاهم هو الثقة بالاخر التي تعني اني اتعايش مع الاخرين وامارس الحياة معهم من دون مصطلحات التخوين والغدر والمؤامرات التي يستخدمها السياسي الفاسد، التي يُسرع إنتشارها الإعلامي الطبال، ورجل الدين الطائفي.
اليوم من يُلاحظ الخريطة الديموغرافية للبلد سوف يشاهد تغييرات فضيعة في اماكن السكن للفئات الاجتماعية بعد عام 2003، فبعد ان كان الخليط الإجتماعي هي الصفة الرئيسية في أغلب مدن العراق، تجد اليوم التجمعات السكانية من فئة واحدة في المدن، وحتى ان كانت المدن سمتها الاساسية هي الخليط تجد الاحياء السكنية مخصصة لهذه الفئة او تلك، وهذا امر طبيعي فهو نتاج الحرب الاهلية التي دارت من عام 2004 وصولاً الى 2007، الا انها اليوم ثبتت اساساتها في المجتمع و اصبحت امر خطير على النسيج المجتمعي، فقد اصبح المجتمع منقسم على نفسه ممايؤثر سلباً على الروابط الأجتماعية، هذا من الناحية الإجتماعية وتأثيراته على الواقع اليومي.

من الجانب السياسي هذا الموضوع مهم جداً لاحزاب الفساد وزعماء التيارات الطائفية، فيمثل الموضوع سوق مزدهر لتصدير الافكار العنصرية للفئة وبدون النقاش يتقبلها الفرد كونه بعيد عن الاخر، ولا يعرف تفكيرة، فالقوة السياسية التي تقود البلد عمدت بكافة الطرق والوسائل الى العمل وفق مبدأ فرق تسود، من اجل السيطرة على مقدرات الشعب والناتج الحقيقي من هذه العملية كان تهديم الاواصر الاجتماعية بين الناس، وتأسس نظام حكم محصصاتي من اصغر لجنة وصولاً الى البرلمان ومجلس الوزراء، على وفق ما يسمى الأغلبية السياسية تقسم المناصب والدرجات الخاصة وحتى الدرجات الوظيفية.
نحن كمجتمع ان اردنا الازدهار والتطور والتقدم علينا ان نفكر كشعب واحد لا فئات متعددة على الارض، علينا ان نتبع الوطن قبل الدين، بالاخير الوطن للجميع واعمالك في الدنيا لك، علينا الابتعاد عن رجال الدين والتمسك بالقيم الاجتماعية والانسانية التي تجمعنا، علينا ان نتذكر ان مستقبلنا واحد وعلينا ادارة عجلة البلد الى الامام، فالسياسي ورجل الدين والاعلامي والمدون والطبل ومن مشى في طريقهم هو مستفاد ولو نسبياً من هذه العملية السياسية والوضع القائم، لكن ماذا عنك ايها العراقي الوطني، انا اخاطب الاخيار من ابناء هذا الوطن، لا العملاء والخونة والذيول، اتمنى ان تفعلوا ما بوسعكم لنعيد اواصر المحبة في هذا المجتمع، لكي نعيش بسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد