الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنوير بين المنهج العلمي والبراغماتية

عادل حسن الملا

2019 / 7 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يوما" بعد يوم تنخرط اعداد منزايدة من الباحثين والمثقفين في بلداننا الاسلامية في تيار ( التنوير) ومراجعة الموروث الديني الاسلامي على وقع تداعيات داعش والحركات الاسلامية المتطرفة الاخرى.
و يضم تيار التنوير ( نقصد به التمرد على الفكر الديني التقليدي ) منذ بداياته في العهد المعاصر اسماء بازرة تبدأ من علي عبد الرازق و طه حسين و هادي العلوي و فرج فودة والسيد القمني و عبد الكريم سروش و اسلام بحيري و فراس السواح و محمد شحرور وغيرهم الكثيرين وممكن ان تتسع القائمة لتشمل كمال الحيدري ومحمد حسين فضل الله و احمد الكاتب و فرقد القزويني .
وتتراوح جرعات ( التنوير) من خفيفة على يد الحيدري وفضل الله تتناول بعض المسائل الفرعية الى متوسطة على يد اسلام البحيري وفراس السواح تتناول السيرة او الحديث و تبقي القرآن بعيدا" عن مرمى النقد والمحاكمة الى جرعات عنيفة على يد القبانجي و حامد عبد الصمد لا تبقي على شيء.
و لا بد من تشخيص منهجان في عملية محاكمة ( التراث الفكري للاسلام ) :
١ المنهج العلمي الذي يعتمد الادلة التاريخية دون ان تكون لديه اهداف مسبقة من عملية البحث هذه.
٢ المنهج البراغماتي الذي يحدد اهدافا سياسية او اجتماعية من عملية المراجعة هذه كمواجهة الطائفية والارهاب او تحبيذ النظام الديمقراطي او الدولة المدنية. الاسلام دين وليس دولة و في هذا الاطار تحدث علي عبد الرازق و القبانجي و احمد الكاتب و فرج فودة و اياد جمال الدين.

يمكن ملاحظة عدة اتجاهات في ما آل اليه الجهد التنويري منذ بداية القرن
١ ان السيرة النبوية والحديث تعرضت للكثير من التحريف لدرجة لا يمكن الوثوق بما جاء في الصحاح بما فيها صحيح البخاري ومسلم و في هذا تحدث اسلام البحيري و فراس السواح وكذلك القبانجي . وفي هذا الاطار يقول فراس السواح وهو باحث سوري في شؤون الاديان:
ان كتب السيرة النبوية شوهت صورة النبي
فالنبي محمد شخصية مهمة في تأريخ الانسانية لا تليق به الصورة المكتوبة في كتب السيرة...
وقد قال في مناسبة أخرى:
ان الاحاديث النبوية تم فبركتها في العهد الاموي حتى انتشرت ثم تم تدوينها في العصر العباسي
٣ اعادة قراءة التأريخ وتقديم الروايات التاريخية برؤية جديدة غير مألوفة ( هادي العلوي في الاغتيالات السياسية في الاسلام والتعذيب في الاسلام وغيرها و السيد القمني في حروب دولة الرسول) لكن الملاحظ ان هذين الباحثين ليس لديهم مشكلة مع مصداقية كتب السيرة والتاريخ ولا يشككان بها بل انها الاساس فيما توصلا له من استنتاجات .ويعمل بنفس المنهج حامد عبد الصمد .
٤ هناك من يلقي ظلالا" كبيرا" من الشك على كتب الحديث والسيرة كونها كتبت في مراحل تاريخية متاخرة وفي هذا الاطار يقدم اسلام البحيري نظرية يشكك فيها بمصداقية الاحاديث الواردة في الصحاح.وقد اشتغل في هذا الاتجاه ايضا" فرقد القزويني بالتصريح وبالتلميح احيانا".
٥ لا يخفي القبانجي الغائية في مسعاه ومراجعته للموروث الفكري للاسلام فهو يصرح دائما" انه يريد نسف الاسس الفكرية للطائفية و الارهاب فيما يحاول فراس السواح الالتزام بالخط الاكاديمي المحايد.
ومهما يكن من امر فأن جهود هؤلاء يجب ان يشاد بها فهي حجرة في الماء الراكد منذ زمن طويل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل