الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوثة البداوة والاستعراب: هذه هي الجريمة الكبرى

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 7 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المعلوم والمسلم به ذاك التداخل الديمغرافي والاختلاط والهجرات الكبرى الحاصل بحقب التاريخ المتلاحقة لأسباب عدة والتحول الجيني والعرقي لجغرافيا معينة لأكثر من سبب لسنا في وارد ذكره أبداً ولا مجاله ها هنا، ويأتي ضمن هذا السياق الجدل الحامي خول هوية المنطقة، ومحاولة نسبها فقط للغزاة العرب المحتلين الحفاة الجياع السباة الذين ظهروا رسمياً على مسرح المنطقة في ظرف جيو- سياسي بالغ الدقة والحساسية تجلى بانهيار وضعضعة وضعف وفراغ قوة مع تفكك الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية فملأته جحافل السباة والجراد الصحراوي الصحراوي المتعطش لسفك الدماء من يومها لليوم محولة المنطقة لواحدة من أكثر مجتمعات العالم اليوم ديكتاتورية وفاشية وفقراً واستبداداً وظلماً، وهذه هي الطامة الكبرى.
ومن هنا ليست هذه القضية، أي قضية الأصول وتنازع ملكيات من وأحقية من بإدارة شعوب المنطقة، رغم سهولة ويسر تفنيد هذه الجزئيات من خلال الأسماء التاريخية على الأقل لدول الإقليم وكلها من أصول غير عربية ناهيكم عن تواجد عشرات اللهجات والأعراق لشعوب وأنسال باقية من تلكم الحضارات التي أفناها الغزو القرشي، وهذا نابع من تصور وفهم عميق للتاريخ ولا ضير في كل ما ذكر ويذكر حول قبائل الصحراء الغازية الذين يدعون اليوم السيادة على المنطقة، كما أن التلاقح الحضاري الثقافي والتزاوج والتعايش بين الشعوب أمر حتمي لا بل ضروري وحتمية وواجب إنساني، وشخصياً، وبالنهاية قد تكون أصولي عربية وأنا شخصياً لا أفتخر بذلك مطلقا وأعتبره وصمة عار علي مجرد الانتماء أو الانتساب لهؤلاء المجرمين القتلة السباة وأتبرأ منهم ليوم هبل وعشتار ومناة الثالة وتلك الغرانيق العلى إن شفاعتهن لترتجى ومن كل ما فعلوه بحق شعوب المنطقة من غزو وسبي وسطو واحتلال وحكم وتسلط بالحديد والنار وممارسة للعنصرية والتمييز والنهب والتجويع واقمع والإفقار ضد المجاميع المضطهدة...
لكن القضية الكبرى تكمن بجملة الجرائم والفظائع الكبرى التي ارتكبها هؤلاء وألبسوها طابع المحرم والوحي المقدس ليتنصلوا من مسؤوليتها الأخلاقية الفظيعة وتبعاتها القانونية ولذلك نسبوها لكائن غامض مجهول قالوا بأنها يدير الكون من السماء السابعة أسموه الله وطلبوا بالسيف من البشر أن يشهدوا أن لا إله غيره وهذا معيار البقاء والاستسلام والتسليم والطاعة العمياء عندهم "الإسلام"، طبعاً، وعلمياً، السماء مفهوم وهمي ومجرد خرافة أسطورية وتصور بدائي بأنها مرفوعة على "عمد" حيث لم يكن لديهم أي تصور أو فكرة وقتها عن كروية الأرض وحيث ثبت لاحقاً أن الكون فضاء لا متناهٍ، إضافة لكل تلك التجاوزات والانتهاكات للأعراض والحرمات وسيادة الدول والمجتمعات والعدوان المسلح واستباحة أراضي الغير وعمليات التهجير والتطهير العرقي والتغيير الديمغرافي بحجة تبليغ رسالة تقضي باستنطاق مسبق ودون شروط لأخذ السلطان والعهد السياسي وإعلان الزعامة المطلقة ودون تأكد ومعرفة بالشهادة بنبوة رجل من قريش إضافة لجملة من الطقوس والشروط المكملة قبل إصدار صك الغفران من ضمنها السجود لوثن وحجر بالصحراء مقابل الأمان والسلامة الشخصية وتجنب إجراءات أخرى أكثر فاشية ووحشية التي ارتكبوها بالإقليم وبعموم المنطقة ضد هذه الشعوب وطمس الحضارات القديمة ومحاولة محوها وإزالتها ونسب كل إنجاز لهم وهذه جريمة تطهير ثقافي كبرى جرت تحت صليل السيوف القرشية البتارة الغدارة وليس كما تجري عملية التطهير والغسل الثقافي اليوم بسهولة وانسياب مع عصر التنوير الغربي ذي الأفكار الليبرالي والديمقراطية والحقوقية والتي تتم وفق منهجية مدنية ومؤسساتية وإعلامية تلقى نجاحا ما وقبولا وتقدما في عموم الكوكب الأرضي..ناهيك عن جرائم القتل والإبادات والمذابح الجماعية التي ارتكبها هؤلاء الغزاة السباة "الفاتحون"، فهناك إبادات جرت وسفك دماء، وتصفيات، وممارسات عنصرية وفاشية مستمرة من 1400 عام، ومجازر بحق أبرياء وسبي جماعي وانتهاك للأعراض وتدمير وتهجير واضطهاد ونهب للثروات واستحلال للدماء وطائفية وتكفير وووو هذه كلها جرائم ضد الإنسانية ويجب ألا يفلت مرتبوها من العقاب والمراجعة والحساب ويجب أن يحاكموا رمزيا ويعاقبوا عليها ويجري اعتذار من مؤسساتهم الناطقة باسمهم والتي تمثلهم كالمؤسسة المسماة بالأزهر الشريف والشرف أبعد من نيبتون عنها، والأنكى، والأهم من كل ذلك، اليوم، هو أنه هناك من يحاول تبرير وتجميل وإعادة إنتاج تلكم الجرائم والفظائع وتشريع تلك الممارسة واستمرار الكارثة وتأبيدها وإبقاء الشعوب تحت الحراب وتحت البسطار محكومة بالحديد والنار بحجة أنهم "عرب" معصومون منزهون وعرق صاف وسادة الخلق وخير أمة فوضتهم السماء برقاب البشر ونصبتهم أوصياء على البشر ويحق لهم فعل كل شيء دون محاسبة ومسؤولية كما أسلافهم السباة المحتلين الغزاة، وكله باسم العروبة والإسلام ولوثة البداوة والاستعراب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي