الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكذب والتجهيل المقدس

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2019 / 8 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل ايام خرج علينا امام جمعة النجف صدر الدين القبانجي ، وهو يعتلي المنبر، متباهيا كالطاوس كذبا لتوسل بريطانيا بالحكومة العراقية للتوسط لدى ايران, وطبعا لم يفته ان يعطي الموضوع صورة مذهبية مَأْسُورة بالطائفية، وناجمة عن كثرة الجهل والتجهيل الذي يحاول زرعه على امل ان تنمو جذور الطائفية المقطوعة.


طبعاً انا متاكد ان اغلب الشعب العراقي مثلي لم يستغرب كلام القبانجي هذا، فامثاله رجال الدين كثيرون ، يستبيحون الكذب والتضليل، بل ويراه (كذبا مقدس) ولست هنا اقصد رجال الدين من طائفة معينة بل من جميع الاديان والمذاهب، وليس اغلبهم بل كثير منهم عندما يعتلي المنبر، يخطب بين الناس، وفق دوافع عديدة، من بينها سياسية مدفعوة الاجراوطائفية مغرضة او مصلحة شخصية ..



ان ادق من وصف حالة القبانجي وامثاله هو -علي الشريعي- في كتابه "النباهة والاستحمار"، وبالخصوص فصله المعنون "الإستحمار الدينى"، حيث يعتبر هذا الاستحمار من جهة رجال الدين هو الأكبر والأقوى والأعظم منذ العصور القديمة وحتى المعاصرة، وما سماه "الإستخدام الدينى لاستحمار العقول"، والذى توجه باصطلاحه "طبقة رجال الدين"، وهى طبقة متميزة فى تشويه كل مفاهيم الوعى والعقل والإدراك وسلب الإرادة والتفكير، والتجهيل و الهاء شعوبهم وافساد شخصيتهم بحيث ينشغلون بمشاكل وصراعات وانتصارات وهمية كي لا يلتفت الى فسادهم وسرقاتهم احد .

إن امثال القبانجي الخطر الحقيقي على البلد، فكل ما نعيشه من مآسٍ وإرهاب وحرق وتخريب، وعبث في البلاد، وترويع للعباد على مدى السنوات الستة عشر الماضية، هي من صنيع هؤلاء الأفاكين المتاجرين بالدين، الذين يضحكون على الشباب والكبار ويسوقونهم كالأنعام، إن قالوا لهم اخرجوا في اعتصام، خرجوا، وإن قالوا لهم اقتلوا، قَتَلوا، وإن قالوا لهم فجروا، فجروا، دون أن يملك أحد منهم حق الرفض أو حتى التفكير أو السؤال أو النقاش، تماماً كالشاة التي تُساق للذبح أو للرعي

لكن هناك ايضا ضوء في نهاية النفق كما يقال حيث ان المتتبع لتعليقات المتفاعلين مع فديو القبانجي وغير ممن على شاكلته يستشعر ان الكثيرون قدوا ثقتهم بهم بعدما قرأوا وتفحصوا وكشف ما كان يخفيه هؤلاء عنهم، وباتوا يتشككون في كل ما يصدر عن هؤلاء الذي مارسوا عليهم سياسة التجهيل في مدى زمني طويل ، ويرونهم(حاشاهم) مجرد قطيع بشري، يركبونه - كمطية ذلول - إلى أهداف شخصية وحركية، لا علاقة لها بصحيح الدين او مصلحة الوطن.
.
نعم، قد ساعد و يساعد هؤلاء المتلونين في تمرير سياسة. لكن، زمن الانفتاح في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي يعمل في الاتجاه المضاد، ففي كل يوم - يكتشف العراقيون حقيقة موثقة جرى تغييبها أو طمس معظم معالمها، وبدأ صراع مرير، مع الذات ومع ما يمثلها، ومع المتسببين بكل هذا التجهيل، ونامل ان ينتهي إلى انقلاب في الوعي والمواقف، بل وإلى ما هو أعظم!


.

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التجهيل المقدس هو سلاح المفلسين سياسيا
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 8 / 2 - 08:48 )
يقول شاعركم الكبير المرحوم عبد الغني الرصافي:

لقنت قي عهد الشباب حقائقا ** في الدين تعجز دونها الافهام
لما انقضى عهد الشباب وطيشه ** واذا الحقآئق كلها اوهام
هل اقتصر زبف اولائك الدجالين على الماديات كلا بل تعداه الى الماورائيات من خلق اساطير وتقديس لا اساس لها من الصحة بهدف تدجين العقول لاهداف سياسية تجعلهم كـ الراعي والقطيع ـ كما تفضلت ـ وينسبون تلك الاساطير الى الله وياخذون قضاء الله وقدره وسبلة لتكميم افواه المغفلين. ما ذا جنى العراقيون بعد رحيل البعث؟؟. لا شيء بل ان بعض الشعب العراقي يترحم على الديكتاتورية البعثية مقارنة بشعارات الاحزاب الاسلامية التي جلبت الويلات وجعلت العراق دمية بيد الاجانب و بدعوى المظلومية لاهل البيت وكانهم هم الممثلون لاهل البيت.ماذا استفاد العراقيون غير المبالغات في الطقوس الدينية التي لا مردود لها الا الوهم. اخي الكريم لا خبر في بلد تحكمه احزاب دينية ولقد حان الوقت للعراقيين ان يصحوا من سباتهم والا على العراق السلام.


2 - الجهل المقدس
ناصر محمد ( 2019 / 8 / 2 - 12:32 )
اخي الكريم بعد قرآءتي لمقالك وتعليق الاخ سمير ارسلت لك فيديو لتعزيز ما جاء في مقالك لتحكم بنفسك.
تحية

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج