الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفشي ظاهرة التملق البخس في كوردستان

عماد علي

2019 / 8 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الصفات والسمات التي تميز بها الشعب الكوردستاني فريدة و لم نر يوما ما يدعنا ان نشك فيما نحمل من الصفات الحسنة او نراجع امرنا في اي سلوك نراه غير لائق في التعامل مع الواقع و ما موجود في اية مرحلة كانت، فكانت عزة النفس والكبرياء والشموخ و التسامح و الشهامة و الثقة بما نحمل من الخلق الحسن و النظرة الى الاخر بعين رحومة و العفو عند المقدرة و الكرم من اهم ما يميزنا لقرون رغم المراحل اليائسة التي شهدها التاريخ الكوردي و ظلمه منذ غزوه اسلاميا او مغوليا من قبل ذلك. لم يتزحزح اخلاقياته و تربيته العفوية و المعيشة البسيطة و البحث عن السلام و الامان على العكس من القاطنين في المناطق القاحلة المتحاربة لابسط الامور. القوة البدنية و الفروسية و المثابرة و قوة الارادة و محاربة الصعاب من صفات اهل الجبل، و كم من قصة تروى لنا عن التضحية بالنفس لمجرد عدم التنازل عن سمة وصفة و قيمة معينة اتسم بها اصحاب الشهامة و التفاني بالنفس من اجل الالتزام بقيم سامية و صفة معتبرة اخلاقيا.
هذا ما كان عليه الشعب الكوردستاني في بقاع وطنه دون تمييز بين مناطقها و اجزائها المنقسمة بين البلدان جورا، و هذا ما وحد الكورد و هو القاسم المشترك و الصفات المتميزة لجميع ابناء هذه الامة، و هو رابط حتى لقضيتهم و يدل على وحدتهم وطنا و شعبا و امة و تاريخا و جغرافيا. و الثقافة المتوحدة و التعاون و السمات المشتركة مع الطقوس و المناسبات و الالتزام بالموروث التاريخي الحسن من الجاني الثقافي او الاجتماعي و منه اصبحنا غنيا من التراث والفلكلورو هو العامل القوية لتوحيد الكورد و تعاونهم و تماسكهم في الصعاب رغم محاولات الاعداء و المحتلين على تشتيته و تقسيمه و محاولا استئصال ما يتميز به جذريا دون ان ينجحوا.
اليوم دون ان ننتظر او نعتقد ان نصل اليه، فاننا نلمس تغييرا واضحا في سلوك الناس سواء كان بشكل عفوي و نتيجة التمازج مع المتغيرات المتعددة او نتيجة العوامل السياسية كانت ام الاقتصادية المؤثرة على اخلاقياتهم وصفاتهم و سماتهم و قيمهم و حتى على كيانهم و تعاملهم مع البعض في المجتمع. عندما ترى سلوكا شاذا سواء كان مؤثرا على الواقع المعيشي للمتصرف و السالك به.
عندما ترى تملقا خارج المعقول و بعيد عن الاصالة الكوردستانية لدى البعض و في وضع غير المتصف بتلك السمة، عندما ترى تنازلا بخسا و ضربا على قيمة الانسان و تركيبته السلوكية الاجتماعية بشكل كامل و ناقلا له كيانا و انسانا الى الضفة الاخرى التي لا يمكن ان تضعه في صفوف الكورد و تاريخهم، و هذا ما يجعل التعجب و الاستغراب واقعا و مؤثرا على المتابع العالم بما يتميز به الكوردي.
من المعيب ان تتنازل عن الصفات الانسانية بثمن بخس و تخرج من اصالة شعبك بمجرد ضمان مصلحة وقتية في مرحلة معينة مهما كانت صعبة عليك، او لم تكن هناك صعوبة بل الواقع هو المؤثر و المغيّر بشكل سهل على معيشة و سلوك الناس نتيجة الانقلابات و التغييرات الجذرية و التنقلات في كيفية و نوعية معيشة و حياة الناس نتيجة التحولات و الانعطافات المتعددة المثرة على كل صغيرة و كبيرة في وضع الناس. و يحتاج هذا الى بحث عميق و متابعة لبيان السبب و العلة الاساسية الحقيقية لما يحصل خارج المتوقع وليس ما يؤثر ظاهريا على الناس. ليس من المعقول ان تكتسب سمات و صفات من الاخرين بمجرد الاختلاط اوالتماس بهم، وليس من المعقول ان تؤثر العلاقات الواسعة و الوسائل الكثيرة المتوفرة للتواصل و التلاقي و التعايش على السمات المعتبرة المتوارثة من تاريخك.
ما اريد التحدث عنه و حثني على ما اكتبه هو مشاهدتي لتصرف و سلوك لم اكن اتوقع ان اراه و اصادفه حتى في حياتي من قبل من اعبتره منذ اليوم ابخس انسان و لا يمكن ان يعتبر هو من ولد من رحم هذه الامة المتميزة بصفاتها الحسنة الايجابية، و هو اخر درجة من السفالة و الخسة و التملق خارج الحدود المعقولة لدى من له اقل معلومة عن الحياة في كوردسنتان و ما تميزت به. انني رايت بام عيني التابع او الخسيس الذي مصلحته لدى رئيسة الوظيفي و هو المرؤس عنده و انكان له موقعا خاصا به ايضا، رايته وهو يشد خيط حذاءه امام الناس تملقا و اعتباره احتراما، و قبول هذا المحتسب على القائد و المحسوب على المسؤل ان يتصرف تابعه الخانع ذلك التصرف دون ان يرف له الجفن و هو يتشدق و يتبختر و يتباهى بانه لديه من يتنازل له بهذه الدرجة امام الناس، ياله من سفالة و من بخس السلوك و العقلية و التصرف من التابع و المتبوع ايضا. انه سلوك يحتاج للتمعن و التامل و البحث عن الاسباب التي اثرت على حياة الناس و عقليتهم و سلوكهم و نظرتهم للامور بهذه الدرجة، فهل من مصلحة مهما كانت صغيرة او كبيرة او وسيلة مهمة و ان حولت حياتك الى الجنة و النعيم تستحق هذا التصرف على حساب الشخصية و الكرامة و العزة و الحياة كلها بمعنى الكلمة؟ انه سؤال و يحتاج لمن لهم باع في البحث عن الاوضاع الاجتماعية و ما فيها ان يدلوا بدلوهم. وانه لمن المؤسفف اننا نفتقد اليوم الى امثال الدكتور علي الوردي كي يستنتجوا لنا السبب العلمي و مكامن العلة التي ادت الى هذه الحال التي لم يتسم به اي فرد في المجتمع في اية مرحلة من تاريخه. ربما للمادة هذا التاثير الكبير على الواقع و السمات و القيم بهذه الدرجة من القرن الحادي و العشرين، و ربما تكون هذه بداية الانحلال الخلقي، و ربما لم يحتسبه بعض من الجيل الجديد على شي مهم يمكن انتقاده مقارنة بما يهتمون و ما يؤمنون دون حساب للقيم الاخلاقية و السلوكية و المميزات الانسانية البعيدة عن المادة و متطلبات الحياة العصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص