الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأخيراً .. تركيا تعترف بالإدارة الذاتية!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 8 / 8
القضية الكردية


بحسب القناة الألمانية فقد ((أعربت سوريا اليوم الخميس (8 آب/ أغسطس 2019) عن “رفضها القاطع والمطلق” للاتفاق الذي أعلنت عنه واشنطن وأنقرة حول “ما يسمى المنطقة الآمنة”. ونقلت وكالة الأنباء السورية، “سانا”، الخميس عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين قوله إن “الجمهورية العربية السورية تعرب عن رفضها القاطع والمطلق للاتفاق، الذي أعلن عنه الاحتلالان الأميركي والتركي حول ما يسمى المنطقة الآمنة، والذي يشكل اعتداء فاضحاً على سيادة ووحدة أراضي سوريا وانتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”. وأضاف المصدر أن “بعض الأطراف السورية من المواطنين الأكراد، التي ارتضت لنفسها أن تكون أداة في هذا المشروع العدواني الأميركي التركي، تتحمل مسؤولية تاريخية في هذا الوضع الناشئ وحان وقت مراجعة حساباتها والعودة إلى الحاضنة الوطنية”)).

طبعاً رفض النظام السوري نفهمه رفضاً روسياً للاتفاق، كون هذه الأخيرة كانت تأمل واحدة من إثنتين؛ إما إخضاع الإدارة الذاتية للمركز دمشق وبالتالي للروس بأن يسيطروا على شرق الفرات وإخراج الأمريكان من المنطقة وبدون تقديم أي مكاسب حقيقية للكرد أو إعادة سيناريو كارثة عفرين وذلك بدفع تركيا مع مجاميعها الميليشاوية بالهجوم على المناطق الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية مقابل سيطرتها مع النظام على محافظة إدلب، لكن يبدو أن الأمريكان استطاعوا التوافق بين حليفيها -ونقصد تركيا والإدارة الذاتية- على القبول بالحلول الوسطية بحيث تكون “المنطقة الآمنة” بإدارة دولية مع مشاركة تركية وهذه طمأنة للكرد بأن لا هجوم تركي ولا حتى وجود تركي منفرد في تلك المنطقة، بل سيكون وجود قوة دولية مما يشكل الأمان من أي تهديد مستقبلي عليهم من الجانب التركي، بل الأهم هو درء شعبنا من خطر التهديد الوجودي والذي كان تأمله تركيا وميليشياتها المرتزقة وهذه تعتبر أهم نقطة ومكسب للأمريكان والإدارة الذاتية وذلك بوقف أي حرب بين حليفين لها، مما أزعج الروس وأفشل مخططاتهم العدوانية.

وبالمقابل فإن تركيا هي الأخرى أستطاعت أن تحقق عدد من المكاسب؛ أولاً الدعم المعنوي وتعزيز الثقة بالنفس -أو ما يمكن قوله؛ الاحتفاظ بماء الوجه لأردوغان- وبأنه حقق الهدف من تهديداته؛ بأن تركيا ستكون شريكاً في “المنطقة الآمنة” ومن جهة أخرى بأن قضية المهاجرين سوف تنحل في إطار تأمين “ممر سلام” وذلك ل”عودة المواطنيين السوريين إلى بلدهم” وليس لمناطق الإدارة الذاتية -كما أراد تفسيرها بعض المتربصين ومعهم بعض الخائفين من إعادة سيناريو “حزام عربي” جديد- رغم عدم واقعية هكذا سيناريو حيث تطبيقه سيخلق المزيد من المشاكل للأمريكان أنفسهم وهم بغنى عنه وخاصةً هناك مناطق عربية واسعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وبالتالي يمكن عودة بعض اللاجئين إلى تلك المناطق وبالأخص أبنائها وأعتقد سيكون الحل وفق هذا المسار وهو -أي نقطة عودة اللاجئين- هو نوع من تطمين للشارع التركي أولاً بالتخلص من ذاك “العبأ” وثانياً نوع من “ذرّ الرماد” في عيون المعارضة السورية.

وبالأخير وكما قالها السيد آلدار خليل لوكالة فرانس برس: أن (“هذا الاتفاق قد يكون بداية أسلوب جديد، ولكن نحن نحتاج لمعرفة التفاصيل”. وأضاف “سنقوم بتقييم الأمر حسب المعطيات والتفاصيل وليس اعتمادا على العنوان”). وبالتالي فنحن نحتاج للتفاصيل لنكون على دراية تامة بالمواضيع ودقائقها وهذه ستحتاج لربما لبعض الوقت -وأعتقد بأن الأمريكان يلعبون على عامل الوقت ليصبح الوقائع على الأرض أمراً مفروغاً منه- بحيث حينها تكون المنطقة شهدت عدت تطورات لصالح الأستراتيجية الأمريكية التي تعمل بنفس طويل عادةً والتي في جزء منها تصب لصالح قضايا شعبنا حيث وبهذا القبول التركي الغير معلن ومشاركتها في حماية الحدود -وليس “دفن الكرد بالخنادق أو القبول بالذل”، كما كان يصرح الرئيس التركي؛ أردوغان- هو إعتراف غير رسمي بولادة إقليم جديد على حدودها الجنوبية شبيه بإقليم كردستان العراق.

كلمة أخيرة؛ أعتقد بأن أغلب الذين كتبوا بأن “عودة اللاجئين” سوف يهدد الكيان السياسي للإدارة والوجود الكردي، إنطلقوا من خوف مبالغ به والبعض الآخر من التجارب السابقة مع هكذا مشاريع عنصرية، كما أن هناك البعض الذي ينطلق من حقده وصراعه لحزب الاتحاد الديمقراطي بحيث يحاول قدر الإمكان “النظر للنصف الفارغ من الكأس” ولكن الجميع يتناسى؛ بأن -وعلى سبيل الافتراض- لو تم توطين كل اللاجئين الموجودين بتركيا في مناطق الإدارة الذاتية -وتحديداً في المناطق العربية منها- فإن الأهم والذي يجب أن لا يغيب عن بالنا؛ هو أن الإدارة الذاتية باتت أمراً واقعاً وها هي تركيا نفسها تقر وتعترف بوجودها، بل تتفق معها عبر الوسيط الأمريكي؛ “جيمس جيفري” والآخرين الذين كانوا ينقلون شروط الإدارة للجانب التركي .. ثم علينا أن لا نتناسى أيضاً؛ بأن مشروع الإدارة الذاتية ليس مشروعاً قومياً كردياً، بل “مشروع ديمقراطي” وبالتالي فإن الكيان الوليد سيكون لكل مكونات المنطقة مع تحقيق مكاسب سياسية حقيقية لشعبنا على الأرض وهي خطوة متقدمة جداً عن كل المشاريع الورقية، بل بداية حقيقية لتكون سوريا لا مركزية ديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت