الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيهما الأخطر..!؟

عبدالله عطية

2019 / 8 / 8
المجتمع المدني


تسارع الاحداث في الشارع العراقي تُحير الكاتب في إختيار مواضيعه التي يطرحها للقراء، فمن يتابع الشارع العراقي يجده مليء بالأحداث المهمة والخطرة والتي ينبغي توضيحها ومعرفة أسبابها ونتائجها، لذا انا شخصياً احتاج ان اكتب أكثر من مرة كي أُغطي كمية الأحداث هذه، فمثلا قبل يومياً تقريباً إنتشر على مواقع التواصل هروب مجموعة من السجناء المطلوبين بقضايا إتجار بالمخدرات من مركز شرطة القناة في العاصمة، بعدها بيوم واحد مداهمة على صاحب صالات القمار في بغداد وإعتقاله من قبل قوات أمن الحشد، ولم ينتهي هذا الخبر من الإنتشار مع فديوهات المداهمة وشرح التفاصيل، حتى وصلنا الى خبر مفاده بلدية الكرادة تقوم بغلق محال بيع الكحول، كل هذه الأحداث وقعت قي ثلاث او اربع ايام تقريباً، لكن المشكلة تكمن في ان هذه الاحدث يفتح بها تحقيق ولم نسمع عن نتائجه ابداً، والسبب معروف.
عنوان المقال كان عبارة عن سؤال مبهم لكن عند قراءة المقدمة قد تعرف عزيزي القارىء عماذا اتحدث، اليوم الجريمة في العراق تحدث بشكل يومي ولا احد يستطيع إنكار ذلك ابداً، وهذه الجريمة تحدث بمستويات وطرق مختلفة من إبتزاز وفساد دكات عشائرية وصولاً الى القتل والإتجار بالبشر والمخدرات التي تعتبر من أخطر الجرائم عالمياً وليس محلياً، فالعراق اليوم يعيش حياة غير الحياة التي يعيشها المواطن البسيط، فهناك عالم اخر وهو عالم الجريمة، وعلى الحكومة الإعتراف إما انها لا تستطيع القضاء عليها او تتستر عليها، كيف؟ الجواب تستطيعون إيجاده في شرائط كاميرات المراقبة لمركز الشرطة التي هرب منها تُجار ومروجي المخدرات في بغداد، ليس تشاؤماً لكن الحكومة لا تستطيع فعل شيء ازاء هذه الأمور او أن جهات في مناصب حكومية تدير في الخفاء هذه المافيات وتلعب بحياة الناس مثل من يلعب على رقعة شطرنج، والا كيف يمكن لـ(15) مطلوباً الهروب في وضح النهار من دون حسيب ولا رقيب.
المضحك في حادثة إغلاق محال بيع الكحول هو ان منطقة البتاويين القريبة منها معروفة بصيتها كونها مركزاً لتجارة البشر والمخدرات والدعارة وكل اشكال الجريمة المنظمة، فلا تستطيع القوات الأمنية تطويق هذه المنطقة وتصفيتها وإعتقال المطلوبين فيها؟ الجواب لا، لكن لماذا؟ في العالم الخفي هناك مناطق نفوذ وكل منطقة تقع ضمن نفوذ الحزب الفلاني او الجهة الفلانية، كيف؟ هذه الجهات تتسلم مهامها رسمياً وكذلك في العالم الخفي وتقوم بإدارتها وتحصيل الموارد منها، وخصوصاً في العالم الخفي مثل بيوت الدعارة والمخدرات والاتاوات من اصحاب المحلات في هذه المنطقة، وهي تشكل مصدر مالي لا يستهان به لها، فحادثة اغلاق المحال لها حانبين وهما:
اولاً قد يعود السبب اغلقها الى كون منطقة النفوذ قد تغيرت من جهة الى أخرى من الجهات المعروفة، وهذا يعني ان أصحاب المحال رفضوا دفع المقسوم وقامت هذه الجهة بتحريك الجهات الرسمية على اغلقها عن طريق نفوذها وسطوتها، اما الجانب الثاني لربما يعود الى الجهات التي اخرجت المطلوبين من مركز شرطة القناة نفسهم ومع قرب العيد من أجل تسويق البضاعة الأرجنتينية كما يقول رئيس الوزراء، وفي الحالتين هما فساد في فساد، والسبب واضح كعين الشمس، الأحزاب ذاتها تدير الحياة العامة عن طريق الحكومة وبالخفاء تدير شبكات منظمة من الدعارة والإتجار بالبشر والمخدرات عن طريق اناس محميين من قبلها، لكن الى متى يبقى الشعب صاماً؟ الى متى؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة في يوم عرفة لحلق شعر ا?طفال غزة النازحين من الحرب الا


.. مع استمرار الحرب.. مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر م




.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع


.. مع استمرار الحرب في غزة.. إسرائيليون يتظاهرون ضد الحكومة في




.. اليونيسف: 9 من كل 10 أطفال في غزة يعانون فقراً غذائياً حاداً