الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعتبار الأضاحي غير مفروضة على غير الحجاج في الإسلام أليس ممكنا؟

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2019 / 8 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني





أسئلة لمؤسسة الأزهر الشريف

شعارنا : حرية – مساواة – أخوة


قد يتذكر بعض المغاربة و معهم العالم الإسلامي و ربما العالَم العالِم أيضا موقفين شجاعين غير مسبوقين أثارا ضجة و إستغرابا لدى الناس عند الإعلان عنهما في زمنه للملك الراحل الحسن الثاني (رحمه الله كما يقول أغلب المغاربة) و هما :

- الإعلان عن تقديم طلب الإنضمام للإتحاد الأوروبي ..

- والإعلان عن تجميد شعيرة تقديم قرابين الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى ..



لن نتحدث عن طلب المغرب الإنضمام للإتحاد الأوروبي و أهدافه و مسبباته و سياقه التاريخي و السياسي و معانيه كحدث كان مهما رغم عدم تتويجه بأي نتائج ملموسة بالنظر لما يحدث الآن بالمنطقة و بالنظر لموقع المغرب المتميز في الركن الشمالي الغربي الأقصى لشمال إفريقيا القريب جدا من إسبانيا بوابة أوروبا التي يشترك معها في الاطلالة على البحر الابيض المتوسط و على المحيط الأطلسي بشاطئ طويل جدا و رمال ذهبية تصل حتى موريتانيا..


الحدث الآخر و هو الإبطال المؤقت لشعيرة تقديم قرابين الأضاحي حيث كان السبب حسب ما جاء في الخطاب الذي تحدث فيه الملك الراحل عنه هو ترك الماشية تتكاثر كي لا ترتفع اسعار اللحوم هو حدث مهم أيضا .و هذا شيء ايجابي للغاية في الحقيقة ..و رغم ذلك لاقى في حينه معارضة من بعض المتطرفين آنذاك (و هم أقلية) وقاموا بتقديم قرابينهم في الليل (ليلة عيد الاضحى عوض صباحه)تحسبا لاي طارئ .ثم أكلوها وحدهم فيما بعد .. و لم يمسسهم أحد بسوء .


لكن كثيرين من الناس (الأغلبية) إقتنعوا أن المبادرة جيدة و تُجنب إحراج الاسر الفقيرة و الذين يقترضون من اجل العيد و تعطي راحة نفسية و مالية و توفر تلك الظواهر التي كانت تشاهَد خلال صبيحة عيد الاضحى بشوارع المغرب من تلوث الهواء الناتج عن دخان كثيف مصدره شي رؤوس الأغنام و غير ذلك لازالة الصوف منها على نيران الخشب و توفر المصاريف التي كانت تخصص لهذه المناسبة و توفر الاعطاب التي تحدث في شبكات مجاري المياه العادمة حيث تراق فيها كميات هائلة من مخلفات الخرفان ..و لذلك لم يشتروا اي اضاحي انذاك ..و مرت الامور بخير و بقيت اماكن بيع اللحوم مفتوحة بشكل طبيعي .

لقد سبق أن كتبت في هذا الموضوع عن أولئك الناس الذين لا يستطيعون شراء "كبش" الأضحى الذي صار تقليدا إجتماعيا أكثر منه شعيرة دينية .و يضطرون لبيع اثاث منازلهم او اجهزة الكترونية مثل التلفزات و غيرها من اجل الحصول على خروف مثل الجميع كما يتخيلون ، و يقال لهم هكذا بإبهام ظاهر لماذا تكلفون على أنفسكم طالما أن هذه الشعيرة هي مجرد سُنة و ليست فرضا؟ ..


و آخرون حين يؤيدون أنفسهم لشراء "الخروف" يقولون أنها سُنة مؤكدة. لكنهم لا يربطونها بسياقها الديني الاسلامي .


و اذا سايرنا واقع الحال ودون الدخول في تفاصيل شروط التغذية الصحيحة و معلومات البيولوجيا مثل احتواء لحوم الخرفان على كمية كبيرة من الكوليستيرول المؤدية لتضييق قطر الشرايين و الزيادة في الضغط الشرياني اذا استُهلكت بكثرة و غير ذلك كما قلنا في مقال سابق ، ألا يمكن القول ان سياقها الإسلامي هو الحج أحد أركان الإسلام لمن استطاع اليه سبيلا ؟ ألا يجب وضع خطين تحت عبارة "من استطاع اليه سبيلا" هذه لأنها مهمة و تصب في صالح الفقراء ...؟


أليس تقديم الاضاحي يعتبر أحد طقوس الحج الاسلامي الكثيرة (هناك ايضا حجا يهوديا و حجا مسيحيا سابقان على الحج الاسلامي بقرون عديدة ) ؟

و تقديم الاضاحي في الحج الاسلامي ألا يسمى الهَدي ؟

وشراء الاضحية من طرف كل اسرة في الشعوب "الاسلامية" الاخرى التي هي بعيدة عن مكان الحج ألا تفترض استهلاك لحوم تلك الاضحية من طرف من اشتروها حيث تغلق امكنة بيع اللحوم في تلك البلدان لاكثر من شهر بعد الاضحى ؟


في هذه الحالة ألا يكون شراء و استهلاك اللحوم الغنمية نظريا و عمليا ليس هديا بمفهوم الحج الاسلامي الذي يحدث في السعودية إلا أن يكون مفهوما منه أنه نوع من السلوك الرمزي لتبعية البلدان الاسلامية البعيدة عن مكان الحج لنفوذ السعودية الديني المرتبط بالغزو و الاحتلال العربي القديم ؟


و بما أن الحج كان ، قبل نشر الاسلام بالقوة العسكرية المتخلفة القديمة في شمال افريقيا، في شبه الجزيرة العربية فقط لمن استطاع اليه سبيلا في ذلك الزمان حيث المواصلات لم تكن مثل اليوم ، ألا يمكن القول أن الحج لم يكن مفروضا على من لا يستطيعونه سواء بالبعد عن الحج في شبه الجزيرة العربية نفسها أو لاي سبب من الاسباب بما في ذلك عدم الاستطاعة المادية لشراء الهدي مثلا ؟


أليس معنى ذلك ان من لم يكونوا يقومون بالحج آنذاك و هم من سكان شبه الجزيرة العربية ، لم يكونوا يشترون اي اضاحي مثل الآن ؟


و اذن اذا كان هذا هو الحال في شبه الجزيرة العربية في بداية الاسلام ، ألا يمكن الاستنتاج أن شراء الهدي ليس فرضا على سكان شمال افريقيا أو غيرها لأنهم ليسوا معنيين بالحج و لا يقومون به أثناء مراسيم الحج في السعودية رغم فدلقات شيوخ الضلال التي تسمي تلك الحيوانات التي يتم اعدامها اضاحي وليست هديا ؟


و إستنتاجا من ذلك أليس الواجب المنطقي هو التفكير بجدية في ابطال عادة إعدام الحيوانات بذلك الشكل المقرف والبربري barbare في منازل الناس مستقبلا و التي تخيف الأطفال في الدول البعيدة عن مكان الحج لازالة العادة الاجتماعية المؤدية للاحراج بالنسبة لمن لا يستطيعون إليها سبيلا من الفقراء و المساكين و ما اكثرهم و ما أكثر تكاثرهم مع مرور الزمان و ارتفاع الاسعار و ارتفاع معدل البطالة وتزايد النمو الديموغرافي و تفاقم مشاكل الماء و التلوث البيئي و تزايد العجز في الميزان التجاري و الديون الخارجية للدولة التي لو وُجِّهت تلك الاغنام للتصدير الخارجي لجلبت عملة صعبة مهمة توازنها بها ..؟


و بهذا ألا يكون اجتهاد الملك الراحل الحسن الثاني حين قام بإبطال شراء الخرفان هو اجتهاد صائب وناجح صب في مصلحة الشعب المغربي مؤقتا أنذاك بل في مصلحة كل الشعوب الاسلامية التي لا تكون في حالة حج و خاصة الذين لا يستطيعون اليها سبيلا لو طبقوها على الدوام و تدخل ايضا ضمن اطار لا اكراه في الدين .... ؟


هذه أسئلة طرحناها على مؤسسة الأزهر المصرية المعروفة بنشاطها الدؤوب المتمثل في تجديد الخطاب و السلوك الدينيين و محاربة الإرهاب قصد استعمال بعض من المنطق لإصدار اجتهاد مشابه للإجتهاد المغربي المشار إليه أعلاه خاصة مع التزايد السكاني في مصر الذي يفوق 80 مليون نسمة و تفشي الفقر و البطالة لإزالة الإحراج عن الجميع و خاصة الفقراء ..


أتمنى للجميع أينما كانوا طيبة المقام و حسن الأحوال و لمؤسسة الأزهر التحرر من الأغلال.


آمين.










أ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقدبم الاضاحي فرض وثني اينما كان.
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 8 / 10 - 08:08 )
الاضاحي مفروضة على الحجاج فقط وليس على الغير والمسامون في الخليج بل في جل البلدان الاسلامية لا يمارسون هذه العادة والسؤآل: هذه الاضاحي لمن؟؟. هل هي لله وما حاجته في ازهاق ارواح بريئة بلا اي مرددود وهو غني كل هذه المجازر. اخي الكريم حتى اضاحي الحج وذبح حيوانات بريئة ونسبتها الى الله الغني المطلق كانت عادة وثية واقرها الاسلام ترغيبا للدخول فيه وتجارة رابحة لاهل مكة آنذاك بل لدولة المدينة. اما في زماننا وبعد ان تفككت الدولة الاسلامية الى دويلات اصبح الحج برمته تجارة يستفيد منها تجار وامراء الدولة المستضيفة لذى يجب الغائه او جعله وقفا للفقرآء عامة واعتباره سياحة رياضية لانه شعآئره هي شعآئر وثية وليس فيها اي فائدة روحية ومن يقول غير ذالك يثبت لنا بالدليل. اما الادعاء بان الحج يغفر الذنوب هو ادعاء دعائي للترغيب لدفع الاموال للدولة المستضيفة ولا شيء غير ذالك. الا يعلم المسلمون اين تذهب بعض اموال الحج؟؟. اذا لم يعلموا فتلك كارثة وان كانو يعلموا فعلى عقولهم السلام والسلام على اهل العقول النيرة.

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah