الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا صاروا ملحدين

هديل خزري

2019 / 8 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إ طلعت مؤخرا على مجموعة من المواد الاعلامية المعروضة عبر شبكة الانترنات لفئة نخبوية من الملحدين و بالرغم من فخري بإنتمائي لدين الاسلام إلا أني وجدت في ما يعرضونه مادة علمية و إنسانية دسمة يحلو لي أن أبسطها لا لحث القراء على تغيير مواقفهم من الديانات التي يعتنقونها و الانخراط في الالحاد كتيار لا ديني أخذ يحتل حيزاً هاما من عالمنا و إنما ليعمد البعض إلى تحيين سلوكهم الاجتماعي كي تحصل الإفادة على الصعيدين القيمي و المعرفي فأن تكون مؤمنا بأنبياء لم يسبق لك الإلتقاء بهم أو التعرف عليهم لا يمنحك صلاحية إجبار الجميع على توخي ذات المنهج و إتباع ملة قد لا يكون إعتقادك في صحتها مبعثه التفكير الحر و الاقتناع و إنما رجوعا للمناخ الثقافي الذي ألقتك في غياهبه الصدفة البحتة و الانتماء الجغرافي لا غير :
قال احدهم أنه صار لا يعترف بالدين لانه ترعرع في مجتمع لا يعتقد أن الله تجسيم لكل ما هو روحي و عقائدي و إنما تجسيد فعلي لفكرة القمع و الحيف التي يمارسها ذلك التجمع المستضعف إقتصاديا و معرفيا على الضعيف فالاضعف ، لا يعترف بالدين لأن الذي درسهم الحساب في المرحلة الإبتدائية كان يهينهم و يشتمهم باستمرار دون أن تنجح فكرة الدين في كف أذاه عنهم و الأدهى أنه كان يعتقد أنه يحق له أن يعاملهم على ذلك النحو اللا إنساني ليكفر في أخر حياته عن ما مارسه من شرور من خلال طقوس عبادة ستجرده من أخطائه دون أن يعتذر لمن ظلمهم على ما بدر منه من عنف و ما يضمره من حقد .
و صرح ٱخر أنه لا ينتمي إلى أية ديانة على الاطلاق بما أن الخالق لم يتدخل عندما كان يعامل بطريقة شديدة الغرابة من قبل من يفوقونه سنا و سلطة و لم يحاول أيضاً حمايته عندما كان الرجل الذي يقدم له دروس التدارك يدس يده في جيوبه للسطو على مخزون الشوكولاطة و البسكويت ليتناوله برفقة زوجته الشريرة و لو أبدى شيئا من الاعتراض كان سيأول النص الديني بأسلوب أشد تطرفاً من شيوخ داعش و الفكر الوهابي لانه تصرف نشكل صحي و حاول إبداء الاعتراض على ما يبثه في روحه النقية من سموم الجبن و الإضطهاد كتركة عادلة تقسم بين جميع الأجيال دون أي ضرب من ضروب اللاعدل و اللا مساواة !!
و صرحت إحدى اللا دينيات إحتجاجا على الوضع المزعج و السائد " عدد هام من الاشخاص الذين تذرعوا بالدين كانت حياتهم في الواقع عبارة عن عربدة مستمرة و و جنس خمر لكنهم يغلفون أفعالهم بالكثير من التقوى و الورع للفرار من سطوة العنف المجتمعي و سطوة الاحكام المسبقة التي تطال ضعيفي الحجة رقيقي المعرفة كلما جاهروا برفضهم للعرف و الناموس الأخلاقوي المتوارث ؛ فهل يشكل هذا النموذج الاجتماعي المهترئ اسوة يجب أن اقتدي بها كلما نقد سلوكي لاسباب لا زلت إلى حد الآن اجهلها ؛ أينبغي أن أساير هؤلاء الجبناء للتخفيف من وطأة الضغط المسلط على فكري و معتقداتي الدينية منذ أعلنت إلحادي "

و باحت أخيرة بالكثير من الغضب و الوجع " أصبحت ملحدة لأن ألدين أصبح يمثل لي مجموعة من الأفكار المسبقة و الذكريات السيئة التي أفضل أن أتخلص منها لأعيش بسلام بسويسرا البلد الذي طلبت له اللجو ء السياسي منذ ما يزيد عن سنتين و لأتعاطى بانفتاح مع زملائي المسيحيين و اليهود دون وجود حاجز نفسي يصنفني على انني أفضل منهم إتيقياً و دينياً كوني أتيت من فضاء حضاري كان يجبر أهل الذمة على دفع الخراج كضريبة تجعلهم في أمن من العنف الذي يمارس على سواهم إذا ما ثبت عدم إنتمائهم إلى العقيدة الاسلامية التي كانت تمثل الحصان الرابح في تلك الفترة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما شاء الله كاتبة جديدة وخبيرة بالموقع
متابع بصمت ( 2019 / 8 / 11 - 22:23 )
لا تعليق


2 - هذا هو عين الصواب
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 8 / 12 - 12:24 )
نعم ايتها الاخت الكريمة. كلنا ورثنا ادياننا من البئة التي خلقنا فيها لذالك من العبث الادعاء ان ديني هو الحق ودين غيري هو الباطل وانا لم اعش في زمن اصحاب الرسالات وليس لي دليل على صحة وجودهم وان وجدوا لا دليل لدي على صدق وحيه اليهم او نقلوه عنهم .من هو الظامن لي بان ما جائنا بعد 1400 سنة لم تنله يد التزوير لان الواقع يثبت بان التزوير هو الحقيقة والا كيف تختلف الاديان التي تسى سماية في المصدر وهو الالاه. هل الاه التوراة وشعبه المختار هو الاه الانجيل واحباؤه هم اتباع ابنه والاه المسلمين الذين هم خير امة اخرجت الناس؟؟. كما ان صفاته بين هذه الاديان غير محل توافق بين الجميع. الانسان حر فيما يعتقد بدون اكراه واحترام الانسانية هو دين الجميع.


3 - انه قانون الحياه
على سالم ( 2019 / 8 / 16 - 16:56 )
الاديان عموما ودين الاسلام خاصه فى مأزق كبير , الان وبعد اكثر من الف وربعمائه عام كان الاسلام يتمتع بقدسيه خرافيه واحترام مبجل وشيوخ لايتم التحقق من اكاذيبهم وفسادهم وتدليسهم , الى ان تم اختراع الانتيرنيت والسوشيال ميديا والقنوات الفضائيه العابره للقارات وتم تشريح القرأن ومحمده واياته واحاديثه وتراثه على مائده الفضاء اللانهائى بصدق وحياديه وبعيدا عن هراوه الدين وشيوخه والحكومات الفاسده السارقه الناهبه الكاذبه , اخيرا عرفنا الاسلام الحقيقى والذى تم انتشاره بواسطه الغزو واجتياح الدول بالسطو المسلح والاجبار والبلطجه والوحشيه والاجرام والاغتصاب والاستعباد ودفع الجزيه , هذا اكيد وقت فارق ومميز ورائع , لقد خدعتمونا ايها الشيوخ الكذبه المضللين المرتشين اللصوص انتم والرؤساء والملوك الفاسدين القمعيين المجرمين

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah