الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوباريين

رستم محمد حسن

2019 / 8 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وورد اسمهم بصيغة ((سوبار- سوبير- شوبير- شوبور…)) واطلق على موطن السوباريين اسم بلاد سوبارتو والتي تعني المناطق الشمالية التي تقع خارج بلاد سومر.
-لغتهم :
يعتقد ان اللغة السوبارية تنتمي الى مجموعة اللغات القوقازية وكانت اللغة السوبارية هي احدى أقدم اللغات وكذلك كتابتها المسمارية، حيث أن الحضارة السوبارية نافست الحضارة السومرية حتى في ظهور الكتابة بل وفي تدشين العصور التأريخية، حيث أن هناك الكثير من المفردات السومرية المأخوذة من اللغة السوبارية.
معتقداتهم :
- كانت الشمس هي الإله الأول للسوباريين ومن ثم تأتي الكواكب الأخرى وخاصةً كوكب الزهرة والقمر، بعد الشمس في القدسية و العبادة. كما كان السوباريين يحترمون الأديان الأخرى، الى جانب إحتفاظهم بمعتقداتهم الدينية و كانوا يمنعون التطرف والعنف. وكان السوباريون و الأقوام الزاگروسية القديمة الأخرى يجعلون مقابر موتاهم بإتجاه شروق الشمس نتيجة تقديسهم لإله الشمس ويعتقد قسم من الباحثين أن السوبارتيين كانت لهم ديانة خاصة تعتقد بوجود حياة أخرى بعد الموت وكانوا يكرمون الموتى بوضع أشياء الميت معه في القبر من سلاح ومؤن، ويستند الباحثون بذلك إلى القبور والكهوف القديمة التي اكتشفت في مناطق انتشار السوبارتيين ولعل الهوريين قد اخذوا الصليب المتوازي الاضلاع من هذه الحضارة العريقة وعثر علماء الآثار ايضا على بعض الأدعية الدينية، التي تُشير الى أنه كانت للمرأة مكانة مرموقة في المجتمع السوباري، حيث كانت المرأة متمتعةً بحريتها و إستقلاليتها في كثير من الأمور. والآثار المكتشفة تدل أيضاً على أن المرأة كانت تؤدي الأعمال الكتابية في الدواوين وكانوا قوة عسكرية كبيرة حيث كان يحيط بالملك السوبارتي حوالي خمسة آلاف جندي، كما كانوا أغنياء جداً حيث كان قصر ملكهم مزيناً بالذهب والفضة والعقيق، وأن ملكهم كان يجلس على كرسي يغطيه قماش فخم ويضع قدميه على طاولة من ذهب
ومن الاكتشافات الاثرية المهمة إكتشف علماء الآثار في "زيبار" أنقاض مدرسة لتعليم الاطفال تعود تاريخها ل "4000 عام" حيث تم العثور فيها على قرميدات عليها دروس للأطفال والشباب في علوم الحساب وجداول الضرب والمعاجم. كما تم إكتشاف كُتب عديدة و رسائل التي كانت عبارة عن صكوك وقيود ومسائل رياضية وفلكية و نصوص تأريخية
ومن المدن الشهيرة لهم مدينة "شريش" حيث دافع عنها السوباريون دفاعاً مستميتاً عندما حاصرها الملك الآشوري تيجلات بلاسر الاول، كما أن مدن كركوك وكفري وخورماتو وآمد من المدن السوبارية القديمة الباقية الى يومنا هذا
والجدير بذكره ان هناك لغط حول انتماء الاشوريين لهذه الحضارة العظيمة ولكن التاريخ والمكتشفات الحديثة تؤكد ان الاشوريـون هاجروا فـي اواخـر الالـف الثالث ق.م الـى جنوب بلاد سوبارتو وتاثروا بحضارة السوباريين من لغة ودين وعبادة الالهة واقتبسوا منهم الطقوس الدينية واسماء بعض المواقع .غير أن علاقة السوباريين مع الاشوريين لم تكن جيدة فما ان إزداد الاشوريون قوة حتى قاموا بازاحـة السوبارييـن عـن المناطـق السهليـة ودفعوهـم باتجـاه الجبـال واستولـوا علـى اراضيهم وحلوا محلهم ولم يقف السوباريون مكتوفي الايدي إزاء الضغط الآشوري بل كانوا يستغلون فترات الضعف التي مرت بها الدولة الاشورية وشنوا عليها الهجمات، وردّ الاشوريون على تلك الهجمات وذلك من خلال الحملات العسكرية ضد السوباريين وبلاد سوبارتو واصبح اسم السوباريين مرادفا لاسم الاشوريين في السجلات البابليين رغم ذلك التنافس والتناحر بينهما وتأثر الآشوريون بالسوبارتيين في النواحي القومية واللغوية والدينية حتى إن بعض الآلهة السوبارتية بقيت في عبادتهم لذلك أطلقوا على أنفسهم اسم الآشوريين نسبة إلى إلههم القومي آشور الذي كان يتعبد به من قبل السوبارتيين في قلعة الشرقاط بدل الاسم الأصلي الأقدم وهو سوبارتو (شوبارتو) أو سوبر ، كما أطلقوا على عاصمتهم الأولى اسم آشور (مدينة الشرقاط حالياً)، ثم عمَّ اسم إلههم القومي آشور فأطلقوه على باقي البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف