الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول الحراك الجزائري راهنه و مستقبله (1)

حمزة بلحاج صالح

2019 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سنخصص سلسلة من المقالات المقتضبة كمقاربة ظاهراتية لمشهد الحراك الشعبي السلمي في الجزائر...

و لمختلف التفاعلات من جذب و نفور و صراع و تدافع سياسي تشهدها الساحة السياسية في الجزائر ...

لا أنفي على الجناح الحاكم اليوم محاولته استغلال نقاط ضعف الحراك الشعبي و خلخلة تماسكه و محاولة الايقاع بين مختلف فصائله ...

لكن لا أنفي على الحراك نفسه قابليته لهذا الإنقسام و التشرذم و الصراع و الانحباس في سجن الخلافات الموجودة فعلا و التي فعلها النظام و حركها..

لا النظام باديسي نوفمبري و لا هذه العناوين و الشعارات تتعدى كونها شعارات ..

و لا اعرف للتيار الاسلامي و العروبي مشروعا للحكم و نظامه اكثر من أخلقة الحياة و ممارسة الحكم ..

و هذا لا يصمد امام ضرورة مشروع كامل يحرر البلد من التخلف و الكولونيالية بمفهومها الواسع الذي يتعدى انهاء الوصاية الفرنسية و غيرها من الشعارات الجوفاء ..

و لا اعرف ان للنخب التي تدعو لدولة مدنية و التي يغازلها بعض النشطاء الاسلاميين مثل زيطوط و دهينة و تيار الجزأرة مشروعا سوى علمنة الدولة و نظام التعليم و تحييد الدين و تقزيمه ...

و التراجع عن جملة من المكتسبات مثل قولهم بان الدولة ليس لها دين و من ثمة فساد مقولة و دستورية المادة " الاسلام دين الدولة " ...

و تظن بعض هذه النخب بان صراع الهوية لا قيمة له و خرافة و فيه ملهاة عن معركة التنمية و الاقتصاد و العلم و التنوير و الحرية و الديمقراطية و مكافحة الاستبداد و منهم الناشط فضيل بومالة ...

و بعضها من دعاة الهوية بمسحة الامازيغية مثل كريم طابو و بعضها ممن يحاول ان يقف بين بين لكن لا يخفي تارة و يخفي اخرى علمانيته مثل بوشاشي و من جهة السلطة ربما كريم يونس من لجنة الحوار الحالية و هو علماني رغم انتسابه لحزب جبهة التحرير الوطني و بعضهم يبحث عن موقع له مع هذه التناقضات كلها مثل الناشط بلعربي ..

ان هذه الصراعات تفضح النخب انفسها و التيارات بمختلف مواقعهم و تكشف مستورهم و تلاعباتهم و عبثيتهم و عدم مصارحتهم الشعب ..

و ركوبهم عنوة الحراك لمركزية العاصمة و الاعلام الذي لعب دورا ليس في تفجير الطاقات بل في التسويق لأسماء و حجب أخرى و محاصرتها و تهميش نخب لامعة في ربوع الوطن او اختيار النشاز منها ديكورا..

و لا اظن ان الامر يخلو من تورط السلطة و الدوائر الاعلامية التابعة لها و ايضا لتحيز الاعلام و تورط من طرف هذه الاسماء و الخيارات و التيارات ..

و هل ننتظر من الجناح الحاكم امام هذه الهشاشة السياسية و الثقافية و الانزلاق الحاد بين مختلف الخيارات ان يقف مكتوف الايدي و لا يوظفها لصالحه سيكون هذا غباء منه لو فعل..

ان قابلية التشرذم بدأت من تباعد المسافات بين من احتلوا بحكم قربهم من العاصمة واجهة مشهد الحراك في الجزائر ليقصوا جزائر عميقة لا تنتسب الى الاصوات النشاز..

و يكفيك ظهور فكرة المجلس التأسيسي التي تكشف عن محاولة ابعاد الجزائر العميقة و ممارسة دكتاتورية الاقلية و من يسمون نخبة للتفكير مكان الشعب ...

و يقللون خفية من دور الشعب بل يخافون من عمق انتماءه و تمسكه بهويته ان يقف لهم عثرة من جهة ..

و بين الجزائر العميقة لا الدولة العميقة في جهة مقابلة ..

ان من يسمون نخبا باعتمادهم خطابين واحد جلي و الثاني مختبىء في الكواليس ساهمت في حالة الهشاشة و التشرذم و الإنقسام و هيئت ظروفا مناسبة لجناح النظام الحاكم استغلها طبعا لصالحه..

ما يعاب على النظام الحاكم اليوم هو مسلكه و تصرفه مع الحراك و اصراره على ان تكون مخرجات الانتخابات من غير شك لصالحه ..

كان يمكن لقوى وسطية و نخب قديرة ان تتفاعل مع ارادة سياسية جادة من الجناح الحاكم ان تلعب دورا فاعلا في انبثاق طريق اخر للحل الذي يطمئن قوى الجيش و يحفظ هوية الوطن و خيارات الشعب و حقوق الأقلية التي تريد ان تتحول الى اكثرية من غير صندوق ...

لكن انبثاق خلاص وسطي ضامن و تمثيلي ليس على طريقة زيطوط و ضماناته التي يمنحها للجيش ان صدق في تعامله كما قال مع الحراك ...

ترى من هو زيطوط مثلا لا حصرا و غيره من الزعماء ليتحدث هذا الاخير مانحا ضمانات و بهذه اللغة الوصائية و المدعية التمثيل و التي لا تلزمه الا هو كفرد و لا تلزم حتى كثير من المتابعين ...

و مع اعتماد صندوق الاقتراع بعد ايجاد حل لمعضلة الأسلاك غير المدنية وكيف تشارك في الاقتراع ...

و مراكز الاقتراع المتنقلة و مراقبة سيرها و سير بقية المراكز و ضمان عدم تدخل الادارة نهائيا في العملية الانتخابية ...

و من ثمة استحالة انتخابات قريبة بلا مرحلة انتقالية تعكس و ترمز و تكون مراة للشعب في عمق تجذره الاجتماعي- الثقافي ...

ناهيك عن قانون الانتخابات الذي يقف عائقا و هو الموضوع من طرف نظام بوتفليقة السابق.. - يتبع -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا