الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراعات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية-

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2019 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعلم من لا يعلم‎:
‎- ‎المسيحيون حتى الآن ورغم مرور 2000 عام، مازالوا غير متفقين على طبيعة الإله الملغز الذي يعبدونه‎.
‎- ‎منذ البداية وعلى مدى التاريخ، اختلف آباء الكنيسة صراعاً على النفوذ والثروة، وألبسوا صراعهم دوماً ستارة خلاف ‏لاهوتي، كفروا أو هرطقوا به بعضهم بعضاً. ولم "يقبلوا بعضهم بعضاً" كما تقول صلاة القداس‎.
‎- ‎يحدثنا "العهد الجديد" أن الصراع بين رجال الله المتمحور حول ذواتهم بدأ منذ اللحظات الأولى للعهد الجديد، بداية من ‏تلاميذ يسوع، الذين تنافسوا من يكون عن يمينه ويساره متى‎ ‎تحقق له الملك، ثم صراعات ومهاترات بولس الرسول مع ‏بقية الرسل، وممتد حتى يومنا هذا‎.
‎- ‎يخبرنا تاريخ المعارك اللاهوتية منذ البدايات، أن قوة السلطان والقرب من الإمبراطور، والقدرة على حبك المؤامرات ‏وعمل التحالفات، كل هذا هو ما حدد العقيدة اللاهوتية المسيحية المنتصرة والمقدسة اليوم‎.
‎- ‎نستطيع بقدر يسير من إعمال العقل، أن نلحظ أن الأفكار التي حُرِم أصحابها وحُكم عليهم بالقطع والهرطقة، هي ‏أكثر الأفكار عقلانية نسبية. حيث قال بها رجال أذكياء شجعان، تحملوا التشريد والتكفير وأحياناً القتل من أجل ما ‏يعتقدون في صحته‎.
‎- ‎صراعات الكنيسة القائمة الآن هي بين فريقين‎:
الأول من يمكن تسميتهم بالحرس القديم، الذي يدافع عن سلطانه وثرواته، وهؤلاء مدعومون بما ينفقونه بسخاء في ‏حروبهم الدون كيشوتية، وبالحشود الهائلة من البسطاء الذين يخوفونهم على ما يسمونه "إيمانهم المستقيم‎".
والثاني أفراد ومجموعات من الذين يستهدفون التوفيق ما بين المسيحية وكتابها والمقدس، وبين العقل والعلم الحديث. ‏وهؤلاء لا سند لهم إلا قوة منطقهم النسبي، وقلة قليلة من المسيحيين المستنيرين القادرين إعمال العقل، والراغبين في ‏تجديد الفكر الديني المناقض للعلم والمتخلف عن العصر‎.
‎- ‎من وجهة نظر كاتب هذه السطور كلا الفريقين يسبحان في مياه راكدة لا جدوى من التجديف فيها، ولن ينتج عن ‏صراعهم سوى غبار و"قعقة بلا طحين‎".‎
الأب/ موسى فايق غبريال
الذي تدور رحى الحرب عليه الآن، لم أشاهد له حتى الآن سوى فيديو واحد، يعد مدخلاً ابتدائياً لفكره. مقدمته هذه أراها ‏الأكثر غباء. فهو القادم إلينا بفكر جديد على الكنيسة، بدلاً من تبني حرية الفكر التي تفتح باباً ليستمع الناس إليه، ‏ينتهج خطاباً سلطوياً مهيمناً ولا أسوأ. يجعل العقل في الفكر اللاهوتي في الدرجة الثالثة، بعد التقوى والتوبة وما يسميه ‏الاختبار مع الله.‏
ومن الجلي أن هذا تمهيد هروبي من الاحتكام للعقل والمنطق، المفترض أنه سلاحه الوحيد في مواجهة من ينبحون ‏عليه.‏
ثم هو أيضاً يحذر الإنسان (غير المقدس مثلي) من إعمال العقل والاستناد لمرجعية "الكتاب المقدس"، بذات الادعاء ‏المأفون المستفز، بأن الكتاب المقدس رسالة موجهة لآباء الكنيسة وليس لعامة الناس، وبالتالي لا يحق للعامة قراءة ‏الكتاب وبناء أفكارهم على أساسه، وإنما عليهم الأخذ بما تقوله لهم الكنيسة. متجاهلاً تاريخ تمزيق دهاقنة الكنيسة ‏لثياب وأجساد بعضهم بعضاً، تقاتلاً على "الحق المسلم لهم من الإله".‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح


.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص




.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن