الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يشبه عملية ارهابية بشكل مصغر جدا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2019 / 8 / 15
التربية والتعليم والبحث العلمي


حرية – مساواة – أخوة

يمكننا أن نعرف ما يفكر فيه الأفراد أو ما يعتبرونه قناعات فقط من خلال ملاحظة خطاباتهم و سلوكاتهم و حركاتهم و سكناتهم وخاصة اليوم مع وجود الكمبيوتر .

هذه علوم من العلوم الحديثة التي لا توجد في تلك العلوم التي يحصونها كحبات الرمل والتي في الواقع هي خاصة فقط باللغة و معرفة الكلام القديم مثل ما تزخر بذلك تلك الكتب الصفراء التي تأتي من الخليج لشمال افريقيا و التي تكون في غالبيتها كلها سرقات أدبية مثل كتاب "لا تحزن" لسارقه عائض القرني الداعية السعودي الذي هو في الأصل كتاب لكاتبة سعودية بعنوان "لاتيأس" ...

مثلا إذا كانت الطرقات مليئة بمياه الأمطار و أحدهم يمر بسيارته بسرعة و يرش المارة الراجلين بالماء دون اكثرات لما يحصل من تبليل لملابسهم و لا لتلك اللعنات التي تتبع ذلك ، فإن القناعة التي في دماغ ذلك الشخص هي ببساطة "ليمر هو و من ورائه ليأت الطوفان " ..

بينما إذا وجدنا شخصا يمر بسيارته و يتأنى ببطء كي لا يصيب الآخرين من المارة بالماء ، فمعنى ذلك أنه يعترف بوجود الآخرين و يحترمهم و يقدر الظروف التي هم فيها "

هذه مسألة تربية صالحة من عدمها تتدخل فيها الاسرة والمجتمع و المدرسة ...

و هنا يمكننا ان نعرف من خلال السلوك ما يفكر به الاخرون ...

قبل يومين اي في ثاني ايام عيد الاضحى مساء كنت مارا في مركز المدينة قرب سوق مغلوق بسبب العطلة ...و لكن بعض الباعة المتجولين كانوا يبيعون الفواكه كعادتهم قرب السوق .و الناس متجمهرون حولهم ..و لما تجاوزت بائعي الفواكه مغادرا المكان بنحو 70 متر تقريبا ، سمعت فرقعات ألعاب نارية متتالية و قوية قرب الباعة والجمهور الذي كان هناك طاق طاق طاق طاق طاق طاق طاق طاق ...

لما استدرت نحو الباعة سمعت لعنات الناس خاصة النساء لأحدهم كان يبدو فارا من الجمع الذي كان هناك..

الفرقعات حسب الصوت الذي احدثته يمكن ان يكون ناتجا عن إنفجار علبة كاملة أو عدد كبير من المفرقعات الصينية الصغيرة التي لا يتجاوز طولها 3 سنتمترات و تكون مشدودة إلى بعضها عن طريق الفتائل التي فيها حينما تشتعل واحدة تنتشر النار إلى الكل فينفجر تباعا ..

لحسن الحظ أنه لم تكن هناك اي إمرأة حامل أو ما شابه و لا اي خسائر او اضرار ..فقط مفاجأة الناس و ردود افعالهم بعد الازعاج المفاجئ الذي احدثته الفرقعات ..

إذ تأملنا هذا الحدث الصغير جدا يمكن طرح أسئلة من قبيل :

ألا يشبه هذا عمليات القاعدة الارهابية و لكن هنا بشكل مصغر جدا رغم كون السلطات في المغرب قد منعت منذ مدة طويلة استعمال هذه المفرقعات ؟

ما الذي كان يفكر فيه ذلك الشاب الذي اشعل فتائل المفرقعات في غفلة من الناس بعدما اختار مكانا فيه أناس اكبر منه سنا و عقلاء متجمهرون يشترون الفواكه ؟

هل هذا السلوك المزعج هو نوع من الانتقام اللاشعوري من المجتمع كأن يكون ذلك الشاب ابن زنى مثلا ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية