الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصداقة قيمة اخلاقية مركزية

حواس محمود

2019 / 8 / 16
المجتمع المدني



الصداقة قيمة اخلاقية مركزية
تأليف وترجمة / ميشيل حنا متياس

يعتبر كتاب " الصداقة قيمة اخلاقية مركزية " لمؤلفه ميشيل حنا متياس ( الكويت - عالم المعرفة يناير 2017 - 300 صفحة ق متوسط ) دراسة تحليلية نقدية للصداقة بوصفها قيمة اخلاقية مركزية وللدور الذي ادته في النظرية الاخلاقية في العصور الكلاسيكية والوسطى والحديثة والمعاصرة .
يرى المؤلف ان تصور النموذج الاخلاقي افرز معيارا لتقييم كفاءة النظرية الاخلاقية ، لكي تكون النظرية الاخلاقية وافية عليها ان تأخذ بعين الاعتبار جميع القيم الاخلاقية الكامنة في الرؤية الاخلاقية للجماعة .
ويشير المؤلف الى الحاجة الى الصداقة - بحسب ارسطو - باعتبارها مطلب كامن في الطبيعة الانسانية ، اي ان الانسان لديه ميل طبيعي الى ان يحب الانسان الآخر وإلى ان يتلقى محبة الآخر وأخيرا لأن الصداقة من الوئام فهي تشكل الرباط الذي يوحد أعضاء المجتمع وفقا لشروط التعاون والسلام والود ونبذ العداوة والتعصب والفوضى ، لهذا السبب يحاول مشرعو القانون خلق جو من الوئام بين افراد الشعب لأنه مرغوب اكثر من العدالة
وفيما يتعلق بالصداقة كأحد عناصر السعادة يقول المؤلف ان الصداقة الحقيقية مغروسة في المحبة المتبادلة والثقة والعطاء ومواصلة التحقق الذاتي ، ويمكن ان نغامر بالقول انها حاجة ميتافيزيقية وانها عامل جوهري في نمو الفرد وسعادته ، كما ان الحاجة الى صديق عكس الحاجة الى اشياء مادية ونفسية ، حاجة الى اكمال الذات ، فالذات الانسانية سوف تبقى ناقصة ومنعزلة ان لم تتحد برباط المحبة وتصبح كاملة مع ذات اخرى ، الصديق الحقيقي هو " الذات الاخرى " اي " صديقان بنفس واحدة " اذن لا يمكن تأمين حاجات الاصدقاء بواسطة ذات واحدة فقط ، ولكن والانسان اجتماعي بطبعه فهو يميل الى ان يكون مع اخوته في الانسانية أو الى ان يصادقهم ، اذ ان الحياة الانعزالية تتناقض مع طبيعة الانسان وقد يفضل الناس الاحتفاظ بكل الاشياء الجيدة التي يحصلون عليها في حياتهم ولكنهم في المقابل يرغبون في مشاركة اعمالهم الصالحة مع الآخرين ، لأنهم بالطبع يميلون الى الحياة الاجتماعية ، والحاجة الى الصداقة تنبثق عن حقيقة ان الصداقة علاقة نشطة ومثمرة ، فهي ليست مجرد عاطفة أو مجرد فعل ، بل عملية نمو مستمرة - بحسب المؤلف - تتطور بالمشاركة والعطاء والسعي وراء الغايات القيمة
ويستند المؤلف الى شيشرون في التمييز بين نوعين من الصداقة :
الأول يرتكز على المنفعة والثاني الى الفضيلة او الخير ، ويعتبر الاول غير حقيقي والثاني حقيقيا .
أولا: الصداقة المبنية على المنفعة هي صداقة عابرة ومشروطة هي صداقة لا تدوم لأن المنفعة التي هي اساسها ودافعها المصلحة الخاصة لا تدوم ، واعتمادها على الحظ والظرف اكثر من اعتمادها على الادارة او المبدأ .
ثانيا : العلاقة في هذا النوع من الصداقة هي علاقة خارجية لا باطنية اي لا انسانية لأن العنصر الوحيد الذي يربط الصديق بصديقه هو المنفعة وبكلمات اخرى لا يوجد رباط روحي او انساني بينهما على الرغم من ان هذا الرابط هو ينبوع الصداقة الحقيقية ، الصداقة نوع من المحبة ولهذا السبب فهي علاقة روحية ، عاطفة المحبة هي التي تولد رابط الصداقة بين الاصدقاء ، لذا فهؤلاء الذين يشكلون صداقاتهم على أساس المنفعة لا على أساس هذه العاطفة ، يلغون الرابطة الأكثر حميمية وهذه الرابطة وليست المنفعة هي مصدر البهجة التي ننشدها من الصداقة ، وبالتالي فإن ما يصدر عن الصديق يكون مصدراً للبهجة فقط ان صدر عن محبة عميقة .
بينما الفضيلة ليست أساس الصداقة ودافعها فقط ، ولكنها أيضا مصدرها، لهذا السبب لا يمكن للصداقة أن توجد الا بين الناس الصالحين ، ولكن اذا كانت الصداقة علاقة تحول انسانين الى اصدقاء ، فيما هي طبيعة هذا الرابط ، يتكون هذا الرابط من عاطفة محبة متبادلة ، ولأنها متبادلة فهي تولد وحدة بينهما ، فمصدر الوحدة هو تبادلية المحبة ، في المحبة الحقيقية نحب الإنسان الآخر ، وهو جدير بالمحبة لأنه فاضل ، فالفضيلة جديرة بالمحبة وهي مصدر الجاذبية الدائمة بين الاصدقاء ، وكما يشير المؤلف فقد احسن احدهم قولا عندما اشار الى صديقه بقوله " لقد كان نصف نفسي "
يحاول المؤلف تحديد بعض الميزات الجوهرية للشخصية الفاضلة بأنها تتميز بالصدق ، العمل الصالح ، المودة واللطف ، التواضع ، التعاطف ، العقلانية ، الثقة ، الشجاعة ، الرضى
عرض / حواس محمود
...........................................................................
الكتاب صادر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب