الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن والعلم

محمد ماجد ديُوب

2019 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيراً مايقحم كثيرٌ من المؤمنين أنفسهم في نقاشاتٍ الغاية منهاإثبات علميّة القرآن حتّى ليبدو للمتابع وكأنّهم يريدون إثبات أنّ القرآن هو كتابٌ علميٌّ فيه علوم من تقدّموا وعلوم من تأخّروا
لكنّ المشكلة الأكبر التي يواجها هؤلاء المؤمنون بالقرآن على أنّه كتابٌ فيه العلوم كلّها تكمن في إدخالنا للمنطق الرّياضيّ في مناقشته حيث يعلم كلّنا أنّ الرّياضيّات هي لغة العلوم المحكمة البناء الصّارمة في أحكامها الحاسمة لكلّ جدلٍ لما فيها من منطقٍ عقليٍّ صارمٍ لايتخلّله أيّ خللٍ فهي لغة أنتجها العقل البشريّ بكلّ فخرٍ ويُشهد لها قدرتها على التّنبؤ كما حدث عند إكتشاف كواكب جديدةٍ في مجموعتنا الشّمسيّة لم يكن يعرفها الأقدمون سابقاً كنبتون وبلوتو....
يقول علي بن أبي طالبٍ : القرآن حمّالُ أوجهٍ والقرآن كتابٌ مسطورٌ بين دفّتين ينطق بما ينطق به الرّجال
هل هذا القول لعليٍّ هو إثبات على وجود تناقضاتٍ كثيرةٍ في القرآن بما لايليق بكتابٍ من قول الله ...؟
يقول القرآن في سورة آل عمران : هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
عندما نعود إلى قراءة هذه الآيات بتمعّنٍ كبيرٍ نجد أنّ القرآن وضع الفتنة والتّأويل في صفّ تكافؤٍ واحدٍ بقوله إبتغاء الفتنة وإبتغاء التّأويل وهو مطلب من في قلوبهم زيغٌ أي أنّ الفتنة والتّأويل متكافئآن ولايجوز الأخذ بأحدهما وترك الآخر
ثمّ يعود للقول ومايعلم تأويله إلا الله والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا ومايذّكّر إلا أولو الألباب
أي أنّ التّأويل لايعرفه إلا الله أمّا الراسخون في العلم فيقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا أي لايعلمون تأويله لكنهم آمنوا به لأنّه كلّه من عند الله
ومع ذلك نجد أنّ الإختلافات التي وصلت حتى إستخدام السّيف وإعماله في الرّقاب كان بسبب إقحام شيوخ المسلمين وأئمتهم أنفسهم لتباين مصالح حكّامهم ميدان التّأويل الممنوع من الله لأنه مكافىءٌ للفتنة
فهل حدثت الفتنة التي قال بها القرآن ...؟ نعم حدثت والسّبب هو الدّخول في معركة التّويل
القرآن فيه تناقضٌ تمّ الخروج منه عبر ماسّمي النّاسخ والمنسوخ وهو حركةٌ مرافقةٌ لتطوّر الأحوال في مجتمع شبه جزيرة العرب كما قال القرآن أيضاً في سورة البقرة : مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
أيّ أنّ النّسخ والنّسيان من صفّ تكافؤٍ واحدٍ أيضاً أي لهما الدّور ذاته والمعنى ذاته دون التّطابق في شكلي الكلمتين
نعود بعد كلّ ذلك لنسأل هل ها كتابٌ محكمةٌ آياته كما قال القرآن ...؟
في العلم نجد قوانين نيوتن واضحةٌ لالبس فيها و لاتأويل فيزيائياً لهاغيرالذي تقصده بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ
كما هي نظريّة النّسبيّة أيضاً كما هي اليوم نظريّة فيزياء الكمّ كلّها تتمّتع بالصّرامة الواضحة والمباشرة ودون تأويلٍ لها فلامبرّر لأيّ تأويلٍ لكلّ هذه النّظريّات ولاتلغي النّظريّات الأحدث النّظريّات الأقدم أي لاتنسخها بل تحافظ عليها وتحفظ لها الوضع الزّمكاني لتحقّقها وتساعدنا على توسيع دائرة فهمنا للكون دون إلغاء لأيّة نظريّةٍ منها
إنّ الطّبيعة أعطتنا الفيزياء والعقل أعطانا الرياضيّات لغة العلوم وهذان المعطيان فتحا لنا أبواب السّيطرة على الطّبيعة بفهمها وإبتكار وسائل راحتنا أكثر فأكثر
فهل كان القرآن هكذا .....؟
هل أعطانا القرآن نظريّةً خاليةً من التّناقضات ....؟
العلم قال لنا بالكون غير المنتهي وغير المحدود والقرآن قال لنا بالكون المحدود وبجعل الأرض مكافئةً للسّماء حيث كانتا رتقاً ففتقناهما أيعقل كونٌ نصف قطره المرئيّ اليوم يعادل 48 مليار سنةٍ ضوئيّةٍ كان رتقاً مع أرضٍ هي في أبعادهاأقلّ من رتبة الكوارك بمليارات المرّات بالنّسبة إلى الكون المرئيّ فقط فكيف بذلك الكون اللامرئيّ واللامنتهي واللامحدود ......؟
القرآن أعطانا سماءاً زيّناها بنجومٍ والكون أعطانا مجرّاتٍ يُقدّر عددها بالمليارات
القرآن أعطانا سماءاً أمسكناها لكي لاتقع والعلم أعطانا أن لاسماء في هذا الكون الأحدب إذا نُظر إليه من خارجه وهذا هو المستحيل بعينه ومقعّرأً عندما ننظر إليه من الدّاخل الذي نحن فيه
القرآن أعطانا مفهومي ال فوق وال تحت المطلقين والعلم أعطانا أن لافوق بالمطلق ولا تحت بالمطلق والأهم من كلّ ذلك القرآن أعطانا مفهوم الخطّ المستقيم والعلم أعطانا أن لامستقيم في هذا الكون المقعّر كما نراه ونحن في داخله
وفي رأيي أخيراً إنّ القرآن أعطانا مفهوم الله ومفهوم الشّيطان والعلم أعطانا المفهوم الأكثر أهميّةً في تاريخ البشريّة الذي هو مفهوم اللاوعي الذي هو الله إن أردنا وهو الشّيطان أيضاً إن أردنا
ملحوظة : ماقيل عن القرآن هو نفسه الذي يُقال عن الفكر الدّينيّ كلّه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب