الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغدير

عماد نوير

2019 / 8 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



يوم ٌ لا كالأيام، ذكرى و ليست عابرة، إنها مرحلة جديدة في تاريخ الأمة، وثّقها النّبيُّ صلى الله عليه و آله عملا ملموسا و واقعا مشهودا، لتعرف الأمة رموزها الأصلاء، حفظة الدين و حملته و حماته و ولاة الأمر و أوصياء نبي الله.
هل تبالغ طائفة من المسلمين بالاحتفال لهذا اليوم؟ هل تغالي في تعظيم شخصية ما، و تميّزها على من هم في مقامها سواء؟
هل هناك في حديث الغدير و حديث المنزلة ماهو تحيّز لعلي؟
هو هو افتتان بعلي ابن أبي طالب و ما كان رسول الله قاصدا غير النّاصر و الحبيب في اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه؟
هل الموالاة حب و نصرة لا تولية لأمر و لا خلافة سياسية بعد الرسول؟
أمواج تاريخنا علت على أشرعة قواربنا و مزّقت صوارينا، حتى لكأن الصراع في فهم الدين هو كيف تعشق شخصية دون غيرها، ثم تروّج لها و تثني لها وسائد التاريخ و تفعّل لها وقائعه، و كل يحوز لإلهه السبق و الإشادة و التعظيم و التّبجيل!
نبي لأمّة مهمّش، و ما وراءه معظّم، الحقّ مغيّب و الزيف سيّد، و الصراع سياسي و الثوب ديني، المنفعة مادية و شكلها فقهي، الحّكام ظلمة و وعّاظهم يعتمرون عمامة الرسول و قداصطف في جيش علي و نصره، و الآخر اصطف في جيش أيّا كان فقط ليخالف بلا احترام شرف الاختلاف.
علي مولى كل مؤمن و مؤمنة، عند البعض حب و انتصار لدين الله، و البعض يذهب لأعمق من ذلك فيرى توليته على أمور المسلمين و صاحب الخلافة الأولى بلا منازع!
السلف الأول شهد قول رسول الله و بايع عليا، لكنه لم يمتثل للمعنى الذي غاب عنه، و الخلف تمسّك بما يخدم الفكر الذي ورثه دون إجهاد نفسه قليلا في تفكير يرضي رسول الله و علي صلوات ربي عليهما و على آلهما.
حتى و إن كان سمعنا لحديث المنزلة و التنصيب رهين تفسير السامعين للحدث في حينه، فالدّليل على الفهم مُلزم لكل طرف، فمن يرى الولاية حب و عاطفة، و لم يقدم دليلا سوى مفهوم عموم اللغة، عليه أن لا ينفي فهم ما لم يستطع فهمه القاصر أن يفهمه، أو فهمه فدلّس عليه، فالحق يفضح من يتخبّط في دروب الضلال، فقد نجده في مواضع متأخرة يطيح بقوله في مواضع متقدمة، فيجيز مناداة الملوك بالولاية كونها تحمل معنى غير الحب و النصرة، فهي حتما تفيد تولية الأمور...
حينها ندرك أننا سمعنا جيدا و فهمنا صحيحا و والينا أهل الحق، و يعود صاحب الفهم السّطحي للمماحكة من جديد.!

فهمت منك يا رسول الله أن زمن و جو الرسالة في ذلك الوقت يقصد الولاية بالمفهوم الأعمق لا حب و نصرة فقط... اللهم أني بايعتُ عليا، بلا تعصّب و لا تمذهب و لا تطرّف، و لكن و بوعي و تعقّل و شفافية لأن الرسول صادق و علي أحق بالولاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي