الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدمير اثار مصر

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2019 / 8 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مصر تحتوى على اثار يقال انها سدس اثار العالم وهذه تبدو حقيقة ساطعة لانها لايتم تقليب حجر على حجر فى مصر الا وتظهر هذه الاثار عوضا عما يتم تدميره فى الخفاء

وفضلا عن الاثار المصريه القديمه تتضمن ربوع البلاد المئات من القصور والفيلات والابنيه الرائعة والتى لايمكن تعويضها بحال

وقسم كبير من هذه الابنيه يحمل طرزا معماريه مميزة او ينتمى لعصور تاريخيه او يخص شخصيات اثرت فى تاريخ مصر كثير
ا
وعلى مدار الستون عاما الماضية تهدت الاف القصور والابنيه التاريخيه رغم ان الكثير منها مسجل اثر

واغلب الابنيه والقصور يتم هدمها بفعل فاعل او يتركها الورثة لعوامل الزمن والاهمال فتنهدم من تلقاء نفسها او بمعاونه بسيطة وخفيه منهم

ويبدو من السخف ان نوكل حماية مبانينا وقصورنا الاثريه الى الورثة ملاكها من خلال تسجيل المبنى اثر او ذا قيمة معمارية مميزة وانه لايجوز هدمها

فهذا التسجيل لايساوى الحبر الذى كتب به والعقاب الذى يتم انزاله بالورثة ملاك العقار او البناء المحظور هدمه حال ثبوت مسؤلية احدهم لايساوى الملايين التى تعود عليهم من عملية البيع للعقار المهدوم وبيعه ارض هو والحديقة المحيطه به فى الاغلب

وهكذ يتحول القصر او الفيلا الى بناية مسخ شاهقه وتخسر مصر تاريخها ، وفى كل الاحوال فان العقاب لايعيد المبنى على الاطلاق ولا يشكل اى رادع

اذا ما هو الحل امام هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد بفناء كل ثروة مصر العقاريه فى غضون اعوام قليله ؟

فى اعتقادى علينا ان ننظر الى تجارب العالم فى هذا الصدد لان العالم عرف انه من الحماقه ان يطلب من مواطنه الذى يحيا يالكاد ان يكون ملاكا ويحافظ على تراث اجداده وامته وهو يعلم انه بهدمه للعقار او القصر المورث له سوف يتحول الى ملتى مليونير بين عشيه وضحاها

لم يكن من سبيل امام حكومات العالم المتحضر للحفاظ على اثارها من سبيل سوى احد من امور ثلاثه
الاول شراء المبنى الاثرى او التراثى من الورثه بالسعر العادل فى السوق وضمه الى تراث الدوله والاستفادة منه بالشكل المناسب للمبنى سواء متحف او اثر او غير ذلك

الحل الثانى ايجار المبنى من الورثه باعلى ايجار ممكن وبما يعادل قيمته الحقيقية واستخدامه بشكل اقتصادى لتحقيق الهدف من باعتباره اثر او مبنى عريق وبذلك تضمن الحفاظ عليه وصيانته بشكل دورى

الحل الاخير فى حال المبانى التى لايجدى فيها الترميم يتم الحفاظ على واجهاتها المعمارية واعادة تاهيلها لتكون اماكن اثريه او ترفيهية او غير ذلك بحيث يكون المبنى فى الداخل قمة فى الحداثة وعوامل الامان واساليب المعيشة ويمكن ان يتم ذلك من خلال تاجير الدولة ذاتها هذه المبانى لشركات متخصصه بشرط الحفاظ عليه

نكرر على الدولة دور هام فى حماية مبانيها وقصورها وفيلاتها وكل ما هو ماس بذاكرة الامة ولايجب على الدولة ان تتخلى عن دورها فى ذلك فهذا هو سبب وجود الدولة ذاته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA