الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلامٌ في الحبّ من منظورٍ علميّ

محمد ماجد ديُوب

2019 / 8 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ممّا لايمكن إغفاله أنّ أغلبيّة البشر السّاحقة تنظر إلى الحبّ وكأنّه شيءٌ معنويٌّ فقط يرتبط بالشّعور الإنسانيّ الذي تظنّه هذه الغالبيّة أيضاً أنّه حالةٌ فوق ماديّة
يعود ذلك كلّه إلى أنّ هذه الغالبيّة من البشر لاتعرف شيئاً عن فيزياء الكمّ
تقول فيزياء الكمّ ببساطةٍ شديدةٍ أن كلّ مافي الوجود هو حالةّ موجيّة كهرطيسيّة ولاشيء غير ذلك .بمعنى أنا . أنت . الحجرة . الشّجرة كلّ شيءٍ هو صرّةٌ من الأمواج تآلفت مع بعضها البعض وكوّنت أنا .أنت .الحجرة . الشّجرة إلخ .......
فأنا عبارةٌ عن مجموعةٍ هائلةٍ من الأمواج تجمّعها أعطاني شكلي الذي تراه
ومالتّفكير أيضاً سوى حالةٍ كهرطيسيّةٍ تحدث في الدّماغ سببها فكرةُ أو صورةٌ تراءت لهذا الدّماغ وتمّ زرعها في القرين
إنّ الشّعور بالحبّ هو حالةٌ ناتجةّ عن تأثير موجاتٍ صادرة ٍ من شخصٍ ما وهذه الموجات هي مانسمّيه الطّيف غير المرئي تحمل إلينا معلوماتٍ تتطابق إلى حدّ بعيدٍ مع صورةٍ قياسيّة لشريكٍ محتملٍ نرغب أن يكون لنا ومعنا
فمثلاً وبعيداً عن الحبّ لكي نفهم الأمر بشكلٍ بسيطٍ حاسّة الذّوق عند الكائن الحيّ ماإن تستشعر بكثافةٍ لموجاتٍ ما مخرّبة كما الفلفل الحارّ جدّاً حتى تبدأ ترسل إلى الدّماغ معلوماتٍ بأنّ شيئاً كثيفاً أكثر من اللازم يهاجم الفمّ فيقوم الدّماغ بإرسال إشاراتٍ لمركز الألم فيه الذي يتحرّك بسرعةٍ موحياً للعقل الواعي أن يتصرّف بسرعةٍ فترانا نقذف بهذا الطّعام الحارّ جدّاً خارج فمنا أو إن كنّا ممن نستسيغه نبلعه مع القليل من التّأفف
وهذا مايحدث في الحبّ ما إن نلتقي شخصاً مواصفاته تتوافق مع الصّورة الرّقميّة المختزنة في القرين حتّى يبدأ هذا القرين بإرسال شاراته المتسارعة الكثيفة عبر الغدّة الصنوبريّة إلى القلب الذي ياخذ بالتّسارع ليستطيع التّجاوب مع هذا السّيل المفاجىء من الموجات التي يرسلها القرين والتي تقول لنا هذا هو الشّخص المطلوب فيبدأ وعينا بالإرتياح لهذا الشّخص وهذا الإرتياح هو مانسميه : الحبّ
لماذا ننجح بالحبّ ؟
ومع البحث عمّا يثبت لنا أنّ الشّريك خائنٌ بطبعه نتصرّف بطريقةٍ نبني فيها صورةً للخيانة المحتملة للشّريك ونبدأ بالعمل على إثبات صحّتها فنبدأ بالتّحايل والبحث والإستقصاء والتّنقيب خلف هذا الشّريك ونبدأ نفسرّ أيّ تصرّفٍ له معنا إن كان مثلاً بعض إهمالٍ بدون قصد بسبب الإنشغال أو بسبب التّعب النّفسي أوالجسدي أو ............
وعندها سنبدأ بتجميع هذه الأوهام ونوحي للقرين على أنّها حقائق وبسبب إستمرار البحث والتّجميع تتراكم في القرين صورةٌ مناقضةٌ للشّخص الذي قال لنا عنه سابقاً : هذا هو
ويبدأ القرين بإرسال شاراتٍ إلى القلب عبر الغدّة الصّنوبريّة أنّ هذا الشّخص هو مثله مثل الآخرين خائنٌ وسنبدأ بالنّفور منه ونتصرّف بشكلٍ يوحي له أي لهذا الشّخص أن إرحل عن عالمنا فأنت لست فيه ولا منه وبذلك نكون قد أثبتنا لأنفسنا أنّنا كنّا على حقّ : كلّ الشّركاء خونةٌ (كلّكم متل بعض ) وتستمرّ المأساة التي نعيشها ولا سبب لها إلا خيانتنا نحن لأنفسنا بسبب فكرة الخيانة التي زرعت في القرين ولم نفكّر بتغييرها أبداً
كم من النّساء تعّرضن لمحاولات إغتصابٍ في سنٍّ مبكّرةٍ ومن بعدها لا ينظرن إلى الجنس على أنّه سوى محاولة إغتصابٍ حتّى لوكانت ممارسته مع حبيب ؟
دائماً السّؤال الذي علينا أن نطرحه على أنفسنا هل نحن فعلً منصفون في تفكيرنا بطبيعة آخر وهل حقّاً نريد شريكاً في الحبّ قبل أن نوّرط أحداً معنا في علاقةٍ قد نؤذيه عميقاً فيها ؟
إنّ بحثنا عن أدلّة تثبت خيانة الشّريك ماهو في الوقع سوى بحثٍ لنبرّرفيها خيانتنا له أو في أحسن الأحوال لنثبت لأنفسنا أنّ فكرة الخيانة التي زُرعت في القرين هي فكرةٌ صحيحةٌ بالمطلق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا