الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخيرًا وجدتُ طريقًا ومدرسةً وانتماءً؟

محمد كشكار

2019 / 8 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اليومَ فقط وفي سِنّ 67 عام، عرفتُ أن لي طريقٌ ومدرسةٌ وانتماءٌ.
أول ما غيّرتُ، غيّرتُ إمضائي فأصبحتُ، ومنذ اليوم، أصبحتُ أمضي كالآتي: مواطن العالَم، غاندي الهوى ومؤمن بِـمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" (La spiritualité à l’échelle individuelle).
انتمائي السابق "اليساري غير الماركسي" ضاق بي ذَرْعًا وضِقتُ به - أنا أيضًا - ذَرْعًا، أي ضَعُفَتْ عنده طاقةُ احتمالِ أمثالي وضَعُفَتْ عندي - أنا أيضًا - طاقةُ احتمالِ أمثاله.
منذ اليوم، أعلِنُ انتمائي إلى مدرسةِ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" (La spiritualité à l’échelle individuelle).
مدرسةٌ مفتوحةٌ أبوابُها على مِصراعَيها لكل مؤمن بنظامها الداخلي الذي يشترطُ على المريدِ أن لا يكذبَ، لا يسرقَ، لا يخونَ، لا يغدرَ، لا يُدمنَ، لا يتكبّرَ، لا يتذللَ إلا للخالقِ، لا يستغلَّ الآخرَ، لا يظلمَ نفسَه ولا غيرَه وإذا ظُلِمَ لا يردَّ الظلمَ بظلمٍ مثله أو أقل أو أكثر منه، بل يَصبرَ على ما ابتُلِيَ به، ولا يمشيَ على الأرضِ مرحًا، وأن يكونَ حرًّا غيرَ متعصّبٍ لأي إيديولوجية، حرًّا كطيفِ النسيمِ!
مدرسةُ الرضا بالقدر، حلوه ومرّه، صحته وسقمه، ستره وعورته، مجده ونقيضه.
مدرسةٌ فرديةٌ-ذاتيةٌ-روحانيةٌ-صوفيةٌ-عَلمانيةٌ-ربّانيةٌ (أنا أعي جيدًا أنني بصدد الخلطِ بين المفاهيم، خلطٌ أراه أنا معقولاً، أنا حرٌّ، لكنه خلطٌ لذيذٌ، خلطٌ لم ولن أدعوَ له أحدًا ولا ألزِمُ به أحدًا غيري).
مدرسةٌ عاليةٌ ومديرُها العالي الذي لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ (غفوة ) وَلَا نَوْمٌ.
مدرسةٌ، حقُّ الانتسابِ إليها مُتاحٌ لكل مؤمنٍ بأخلاقياتها مهما كان دينهُ أو مذهبُه أو حزبُه أو جمعيتُه أو جامعتُه أو إيديولوجيتُه أو جنسيتُه أو عِرقُه أو قوميتُه أو طائفتُه أو جنسُه أو لونُه. التسجيلُ فيها يقعُ عن بُعْدٍ، والتحصيلُ أيضًا يحصُلُ فيها عن بُعْدٍ، بُعْدٍ لا يُقاسُ بالمتر ولا الكلم، بُعْدٍ لا تطالُه أمواجُ الأثيرِ ولا ذبذباتُ الأنترنات.
مدرسةٌ موصَدَةٌ أبوابُها بـ"الضبّة" والمفتاح في وجه الفاسدينْ ("الضبّة"، قِطْعَةٌ مِنَ الْحَدِيدِ أَوِ الخَشَبِ تُسْتَعْمَلُ لِإِغْلاَقِ البَابِ، كالمِغلاق إِلا أَنه يفتح باليد، والمغلاق لا يفتح إلا بالمفتاح)، الفاسدينْ من تجار الحقوق والعلم والطب والأدوية والدينْ، أضِفْ إليهم الرأسماليين الجشِعِينْ، حتى ولو كانوا من المتصدّقين بعُشرِ ثرواتهم، وذلك لأن ثرواتهم، هُمُ سارقوها وليسوا هُمُ صانعوها، مهما بالقانون سَرِقاتَهم غطّوها وبالشرع زيّنوها.

إمضائي (مواطن العالَم، غاندي الهوى ومؤمن بِـمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" -La spiritualité à l’échelle individuelle): لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى وعلى كل مقالٍ سيءٍ نرد بِـمقالٍ جيدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 أوت 2019.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-