الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعيش الإسلام خريفه؟

محمد موجاني

2019 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مع الانتشار الواسع لوسائل التكنولوجيا، وسهولة الولوج إلى المعلومة ، لا شك، أن طريقة التفكير و التعامل مع المعتقد قد تغيرت كثيرا، فمثلا سمعة الدين إلاسلامي قد تراجعت وبشكل كبير في هذه الآونة الأخيرة، بل قد ظهرت عيوبه أمام تقدم عجلة التاريخ ، وظهر كذلك وجهه الدرامي المأساوي ، بل إن صورته قد دنست إلى حد الكره، عند البعض، رغم الجهود المبذولة لإنقاذ وجهه وتلميع صورته بل وتبرئته من كل الأحداث ، وهكذا كثرت موجات الخروج من الدين، في أوساط الشباب ، والخوف حتى من المتدينين، وذلك راجع إلى مجموعة من الجرائم المأساوية التي عرفتها الساحة العالمية، والأفعال المشينة، التي كان أبطالها أناس مسلمين ، و حاملي لتعاليم الإسلامية على وجه الخصوص .

بالفعل، ليس من المنطق بل هو من العبث أن نحكم على أي فكر أو دين انطلاقا من تصرفات الممارسين له ، كما لا يجب أن نحكم على المسيحية واليهودية انطلاقا من تصرفات المؤمنين بهذه الديانات، وهكذا دواليك.
لكن المشكل هو عندما ينفرد أناس يدينون بنفس الدين ويؤمنون بنفس العقيدة بأفعال إرهابية ويدمرون الأوطان نصرة لله ولرسوله - رغم اختلاف شاسع في الثقافة والبعد الجغرافي والأوضاع الاجتماعية - مما يجعلنا نقول لماذا وحدهم المسلمين يفعلونها ؟ ما الذي يجمع إنسان شمال أفريقيا و جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط ؟ أليس الدين وحده هو نقطة تقاطع بين هؤلاء والعنصر الوحيد المشترك ؟ أليس هو السبب إذن ؟

إن محتوى الخطب التي تلقى كل يوم الجمعة والأدعية المليئة بالكراهية والحقد لليهود والنصارى والتاركين للدين والتي ترهق مسامع المصلين في كل مناسبة لابد أن تعطى أكلها بغض النظر عن الأمد والزمان والمكان.
فعندما يحضر إنسان مسلم دو معرفة متواضعة جدا إلى المسجد راجيا أن يتقرب من الخالق وبه يخطب عليه خطيب أن القتل والجهاد من " الفرائض المنسية والمغيبة" التي على المسلمين أن يلتزم بها، ليكتمل إمانهم ، خاصة بعد أن يجعل منه إنسان مهزوم على مستوى جميع المجالات الحياة ، فالنتيجة الحتمية هي ارتكاب مجازر وجرائم ومحاولة الانتقام طنا منه أن الكفار هم السبب المباشر لمعاناته .
صحيح الجرائم بدافع الوصول إلى السلطة أو المصالح والأموال أو بأسباب المخدرات أو تصفيات لحسابات بين العصابات أو الحروب الأهلية والاستعمار .... قديمة وترتكب في كل مكان على مر تاريخ البشرية ، الآخرون يفعلونها ، ولهم مبررات لأفعالهم الهمجية، هم يجروا وراء أهداف بطرق مشروعة وغير مشروعة، لكن كيف لرسالة السماوية التي تهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإصلاح أحوال البشر، وتنظيم العلاقات بينهم أن تكون المحرض على العنف ، اللهم إن كان ذلك في سياق سابق .
إن الجريمة بتشريع إلهي والقتل والإعتداء على الغير باسم الله ومن أجله هي أخطر الأفعال شناعة، ومن يقتل باسم الله، فكأنما يقتل الله نفسه في أذهان ووجدان البشر ويجعل منه سفاك الدماء لا يستحق أن يعبد ، ويجعل الآخرون يتركون الدين أفواجا أفواجا، رغم أن هذه الأفعال تتعارض مع الخطاب القرآني في هذه الآية الصريحة المغفلة التي يتجهالها مرتكبي هذه الجرائم :
" مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ---  " وقد صدق الفيلسوف الألماني عندما قال " وحده إله جديد قادر على إنقادنا " .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وما البديل ؟
مازن مراد ( 2019 / 8 / 28 - 21:01 )

اذا كنت ترى ان الاسلام يعيش خريفه .. فما هو البديل الذى يحفظ على تلك الشعوب البدائية حياتها ونظامها ويحميها من التفكك والتمزق ؟

انت أثرت بكلامك عن ذلك الخريف مسألة خطيرة

معلوم ان معظم الشعوب التى تدين بالاسلام تحيا انظمة ديكتاتورية مستبدة وحياتهم ليس فيها أى احترام لسيادة القانون . ولا يحمى حياة الناس فى تلك الشعوب الا بقية من القيم والتعاليم التى يستمدونها من الدين تعينهم على مصارعة الفقر والمرض والتخلف الذى يحيونه

فإذا نزعت منهم تلك القيم والتعاليم وتركتهم دون بديل صار كل شىء مباح وفى غياب الحكم الرشيد يتعرض المجتمع لهزات عنيفة تحتاج منذ الآن وعلى أعلى مستوى للكثير من الدراسة والمناقشات تحسبا لقرب وقوع تلك النهاية الكارثية .. ولقد بينت التجربة على أرض الواقع ان الموجات الأولى للمرتدين عن الاسلام من الشباب اتجهت كلها تقريبا للإلحاد كبديل سهل ومتاح مدعومين بمباركة كبار المفكرين والعلماء الأجانب . ولأن معظم هؤلاء الشباب متعلمون جامعيون فإنهم يجيدون التخفى والتصرف بحساب . لكن عندما يستشرى الأمر بين العامة ستكون العاقبة ولا شك غير محمودة - لهذا لابد من توفير البديل الحضارى للاسلام


2 - انه القانون
على سالم ( 2019 / 8 / 28 - 21:12 )
نعم هذا من المؤكد هو قانون الحياه , دوام الحال من المحال , على مدار تقريبا خمسه عشر قرنا من الزمان وتمتع الاسلام بالقدسيه الزائده والانتشار العابر للقارت والداخلين الى الاسلام حتى ولو لم يعرفوا لغه القرأن ولاتجد من يسأل او يشكك فى مصداقيه الايات او حواديت الصحابه البدو , الان المعادله تغيرت تماما بسبب ثوره المعلومات والتواصل الاجتماعى والانتيرنيت والقنوات الفضائيه وتواصل الناس مع بعضهم وسهوله الحصول على المعلومه من على النت , لاول مره نسمع حملات قويه لنقد ايات القرأن لتضاربها وتفنيد التراث الاسلامى بل وتعريه من كانوا يسمون انفسهم بالصحابه بل والرسول نفسه , هذا اكيد وقت فارق ومتميز ومن المؤكد ان هذه الحملات سوف تشتد وتقوى مستقبلا ازاء صمت الشيوخ ونفاقهم وتدليسهم , يبدو ان زلازل عنيفه مستقبلا سوف تزلزل عقيده الاسلام من الاساس , لابد ان تظهر الحقيقه مهما قاومها الكذبه المجرمين


3 - نعم
ابو حسين الخزاعي ( 2019 / 8 / 28 - 21:18 )
أعتقد جازما ذلك


4 - الى المعلق رقم 1
صلاح البصري ( 2019 / 8 / 28 - 23:07 )
من يتقاتل مع بعضه البعض اليوم اليس المسلمون المتدينون او مدعي الدين سنة وشيعة ؟
من يقتل من في ليبيا وسوريا و العراق و مصر و باكستان وافغانستان واليمن و الصومال ؟
اليسوا كلهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله و يتوظؤون بدماء اخوته المسلمين ؟


5 - صلاح البصرى
مازن مراد ( 2019 / 8 / 29 - 00:13 )

لاشك أن هناك مجتمعات منكوبة بجماعات الاسلام السياسى المتناحرة المتقاتلة .. لكنى أتكلم عن الأغلبية الساحقة من الشعوب المسلمة - وهم المسالمون الودعاء الذين لا ناقة لهم ولا جمل بأمور السياسة والحرب وليس من هم يشغلهم سوى تأمين حياة أبنائهم والوصول بهم الى بر الأمان .. هؤلاء يشكلون الجزء الأعظم من شعوب البلدان الاسلامية التى تجد فى ظل تعاليم الاسلام وطقوسه وفرائضه الأمل والرجاء وطمأنينة القلوب .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب

اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با