الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية غير عادية إلى ناوم تشومسكي

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 5 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تبدو المقاومة الآن تهمة يسعى المتهمون بها للتبرؤ منها، بعد أن صارت، وحسب الرواية الأميركية- وهي رواية موثوقة ويعتد بها المعتدون- المقاومة تساوي الإرهاب، ويبدو المقاوم أياً يكن لونه أو طعمه أو رائحته مهيئاً في لحظة جنون أميركية للاقتياد، حيث يحتويه قبو مظلم يشبه بوكا وأبو غريب أو زنزانة في أقصى الأرض في مكان يدعى غوانتانامو، وربما ضمه سجن سري من سجون أوروبا التي جعلت المخابرات الأميركية غاباتها ووديانها معتقلات لمن تسميهم إدارة الصقور (إرهابيين).
بالأمس وعلى مرمى حجر من خط النار وقف عالم الألسنيات المبدع المفكر اليهودي الأميركي ناوم تشومسكي متحدياً ببراعة فكره الحر إرادة العالم كله، ليطلّ بابتسامته المشرقة من إحدى زنازين معتقل الخيام، وليقول دون مواربة إن كل ما تفعله أميركا في العالم من سياسة احتلال وتدمير هو خطأ كبير، وأن كل المعتقلين في العالم ينبغي أن يكونوا أحراراً في العراق وأفغانستان وغوانتانامو والسجون السرية.
في العام 2000 وعقب تحرير الجنوب اللبناني جاء المفكر الراحل إدوارد سعيد ليرمي حجراً عبر معبر فاطمة باتجاه جنود الاحتلال الإسرائيلي، في لحظة مقاومة فذة أطلقها مفكّر ظل طيلة سنوات عمره يقاوم بقلمه، ويبث في العالم فكراً حراً... لحظة إدوارد سعيد تلك لم تمر دون عقاب ففي منتصف كانون الثاني من عام 2001م قررت مؤسسة فرويد النمساوية إلغاء محاضرة لإدوارد سعيد كان من المقرر أن يقدمها في أيار 2002م، ولم يتأخر كثيراً ظهور سبب الإلغاء فقد كان مرافقاً له، إنَّهُ احتجاج على رميه الحجارة على الجنود الصهاينة. وقد أعلن رئيس المؤسسة يوهان شوبلان للصحافة أن الأعضاء اليهود في المؤسسة قَدْ احتجوا على مشاركة إدوارد سعيد في الندوة السنوية للمؤسسة بعد أن ظهرت صورته وهو يرمي جنود الاحتلال على غلاف مجلة نيويورك تايمز في شهر تموز من عام 2000م.‏
وإن يكن تشومسكي وإدوارد سعيد قد ارتبطا وعلى مدى سنوات طويلة بصداقة وعهد، وقلّما جرى الحديث عن أحدهما دون أن تستعاد ذكرى الآخر، فإن المفكّر الأميركي لم يرغب أن تكون زيارته إلى لبنان لإلقاء محاضرة في الجامعة الأميركية زيارةً لا تتضمن فعل مقاومة متميزاً يضاف إلى نص محاضرته التي عرّى فيها الإدارة الأميركية واعتبرها شبيهة بفكر بن لادن، فهُما وكما قال تشومسكي قرّرا معاقبة شعوب العالم، ولذلك فقد سعى لزيارة معتقل الخيام، في فعل مقاومة يشبه ما قام به الراحل إدوارد سعيد ليس سيراً على نهج اختطه سعيد، بل إيماناً منه بضرورة المقاومة فِعلاً.
لا يشبه ناوم تشومسكي حسب ظني، وبعض الظن إثم، أياً من مفكرينا المعاصرين، فهو لم يكلف نفسه عناء نحت مفردات ومصطلحات للتعبير عن مقدار الهيمنة الأميركية على العالم، ولم يشتم إسرائيل ليبين عنجهيتها، بل قال كلماته مبتسماً بسخرية وثقة، دونما ارتباك أو تشنج.

ناوم تشومسكي شكراً...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة