الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة كأسلوب حياة[2]: الأسئلة التي ينبغي طرحها

إبراهيم جركس

2019 / 9 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



يجب أن ندرس جميع الأسئلة المتعلقة بمسائل الإيمان، والريبية، والمعرفة، والخير والشر، وحرية الإرادة والجبرية، الموت وما بعده، وجود الله، ومعنى الحياة.
لابُدّ أن نمسّ معظم مجالات الفلسفة الرئيسية كالأبستمولوجيا والأخلاق والميتافيزيقا، وفلسفة الدين. ونستشهد بأعظم وألمع الفلاسفة عبر التاريخ.
• هنا لابد أن ندرس احتمال وجود إجابات عن الأسئلة التالية:
_كيف نعرف أي شيء؟
_ما أهمية العقل ومكانته في الحياة؟
_ماذا تعني كلمة "الخير" حقاً؟
_هل الأخلاق مسألة وجهة نظر ورأي، أم أنّ الأحكام والقيم الأخلاقية الموضوعية موجودة ومُلزِمَة لكل شيء؟
_لماذا يجب أن نكون أخلاقيين؟
_لماذا يختلف الناس كثيراً حول الأخلاق والمبادئ الأخلاقية؟
_هل الناس أحرار فعلاً؟ أم أنّ أفعالنا كلها مقرّرة بالوراثة والبيئة؟
_هل يمكن لأحد أن يتنبّأ بالمستقبل، وبالتفصيل؟
_ما الفرق بين الكائن البشري والرجل الآلي؟
_هل للبشر أرواح، أم أنّنا مجرّد آلات ميكانيكة معقّدة؟
_ما الموت؟
_لماذا يخشى أغلب الناس الموت؟
_هل نستمر بالبقاء بعد موتنا؟
_من أين يأتي مفهوم الله؟
_هل الله موجود؟
_لماذا الشّرّ مُتَفَشٍّ لهذه الدرجة في العالم؟
_أيُمكن لأحدٍ إثبات أنّ الحقائق أمور مطلقة، أم أنّ علينا القبول بها كمسائل إيمانية؟
_ما الإيمان إذن؟
_ما هو معنى الحياة؟
_كيف يمكن للناس أن يكونوا سعداء؟
((من الأفضل طرح بعض الأسئلة، على أن تعرف جميع الإجابات)) [جيمس ثوربر].

#الفلسفة كنشاط
--------------
((الفلسفة ليست مجرد نظرية... بل نشاط)) [لودفيغ فتغنشتاين 1889-1951]
إنّ الفلسفة في أحسن الأحوال نشاط فعّال أكثر من مجرّد كونها مجموعة من المعارف، وبالمعنى التقليدي القديم، لو مُورِسَت بشكل حكيمٍ وصحيح، لكان لها دوراً هاماً في العلاج، فهي فَنّ الشفاء. إنّها أحد الفنون القتالة الفكرية. إنّها نوعٌ من العلاج النفساني. لكنّها أكثر من ذلك بكثير. الفلسفة أداة لرسم خرائط الروح، دليل رحلة الإنسان. إنّها أداة مِلاحة بالغة الأهمية كم أجل الحياة مازال أغلب الناس في العصر الحديث يعيشون من دونها ويقضون حياتهم في التيه والضياع. حسب قول الإمام علي بن أبي طالب ((الناس نيامٌ، فإذا ماتوا انتبهوا))
يمكن أن تكون الفلسفة أشبه بالحَدّ الخارجي للعقل. إنّها علم المغاور والكهوف العقلية، وتسلق الصخور الفكرية الشاهقة، والصراع الإدراكي، والتجديف واستكشاف أدغال الذهن. في بعض الأحيان قد تبدو الفلسفة كأنّها نسخة مفاهيمية من ألعاب القوى.
في تلك الأوقات التي ندفع فيها بالتحقيق الفلسفي إلى حدود وجهات نظرنا إلى العالم، نجد أنفسنا أننا تخلّينا مؤقتاً عن افتراضاتنا ومعتقداتنا المعتادة، وسقطنا سقوطا فكرياً حراً، على أمل أن يُفتَحَ المزلاق عند حاجتنا إله. وعندما نفعل ذلك، الهدف من ذلك هو اختبار الحدود الخارجية لمعتقداتنا العادية، لفهم حالة افتراضاتنا الأكثر أهمية، تلك القناعات التي تدعم وتعزّز وجهات النظر والقرارات التي تحكم حياتنا وأعمالنا الاعتيادية اليومية، والتي عادةً ما نتّخذها كمسلّمات.
نحن نُسائِل الأشياء بأقصى ما نستطيع، من أجل فهم أكبر قدرٍ ممكن من العمق. والهدف النهائي هو أن نقبض أكثر على ماهيتنا ونفهم مكانتنا في هذا العالم.
ولكن أغلب الأحيان، يمكن اعتبار الفلسفة كمجموعة من مهارات البقاء الوجودية، فضلاً عن التطبيق المُصَمّم لتلك المهارات خلال نوعٍ من مهمات البحث وإنقاذ الأرواح. الفلسفة ليست مجرّد لعبة أو تسلية. إنّها ليست مجرد رياضة ذهنية، إنّما هي خوض في مجاهل الحياة واستكشاف أغوارها وقممها لعيشٍ أفضل وأهنأ وأكثر اكتمالاً وتحقّقاً.

# استكشاف الطريق نحو الأمام
-----------------------------
إنّ استشارة المفكرين العظماء السالفين، أثناء وضعنا لخرائطنا الفلسفية الخاصة بالحاضر والمستقبل، يشبه إيقاف سيارة أجرة أو شرطي مرور لسؤاله عن الاتجاهات، بدلاً من التجوّل حول المكان تيهاً كالضائع. هذا يعني الحصول على مشورة أولئك الذين يعرفون الطريق والاتجاهات، والذين قَطَنوا قبلنا في الحي ويعرفونه كراحة أيديهم. طبعاً نحن نقوم بعملية البحث والاستكشاف من تلقاء أنفسنا، ولكن لابأس ببعض النصائح والمساعدة.
خلال أي بعثة استكشافية إلى أي أرض أو منطقة مجهولة، يجدر أن يرافقها مرافق من السكان الأصليين كدليل لإرشادها على الطريق بين الأدغال، لكننا نحن من يجدر بنا أن نتحمّل أثقالنا ونرفع أحمالنا بأنفسنا على التل. نحن نتشارك مع المفكرين العظماء الذين مضوا قبلنا، ونحاول _بمساعدة منهم_ شق طريقنا واستكشاف حقائقنا الخاصة.
كتب المفكّر والفلسوف الأمريكي الشهير رالف والدو إيمرسون أنّ الشبّان والوُدَعاء ينشأون ف المكتبات، معتقدين أنّ من واجبهم تقبّل الآراء التي يقدّمها كلٌ من شيشرون، ولوك، وبيكون، ابن رشد، وابن سينا والفارابي، لكنّهم ينسون أنّ هؤلاء كانوا أيضاً شُبّاناً وُدَعاء نشأوا في مكتبات عندما صاغوا آراؤهم وقدّموا أفكارهم وكتبوا كتبهم.
قد يقول ايٌ منا ((لكن مَنْ أنا لأفكّر بهذه الأفكار؟)). حسناً، مَن كان يظنّ نفسه سقراط عندما صاغ أفكارها ونشرها بين تلاميذه؟ مَن كان أفلاطون؟. كتب الفيلسوف والخطيب سينيكا في القرن الأول: ((الفلسفة لم تأتِ وتجد أفلاطون إنساناً مجيداً، بل هي من جعلته كذلك)).
إنّ عملنا الأساسي ينحصر في طرح هذه الأسئلة كما كان عملهم كذلك. إنّه شأننا كما كان ذلك شأنهم. لكن لأنهم كانوا أول مَنْ طرحوا هذه الأسئلة وشرعوا في العمليية، فبإمكاننا الاستفادة والإفادة من أفكارهم.
((مَن يُخالِط الحكيم يغدو حكيماً)) [ميناندر]

#كلمة لابد منها
--------------
نحن نسترشد بكتابات فلاسفة قدماء أمواتاً ليس بحثاً عن كلمات أخيرة ختامية أو إجابات نهائية جاهزة، ولكن نطرحها لكي تساعدنا على الانطلاق في مشروعنا الاستكشافي الخاص بنا، مستفيدين من الأفكار والدروس العِبَر التي مَرّ بها هؤلاء واختبروها واستكشفوها، هؤلاء الذن شرعوا في الرحلة قبلنا. كتب الفيلسوف وليام رالف إنج في بداية هذا القرن: ((إنّ موضوع دراسة الفلسفة هو معرفة المرء لعقله، وليس عقول الآخرين)).
لذا عندما نمارس الفلسفة ونعيشها كأسلوب حياة وفنّ للعيش، فإنّنا نلجأ لكتب الفلاسفة والمفكرين الماضين لالكي نجرّد ونختبر آرائهم، أو نجمع الإجابات التي نريد استخلاصها منهم، بل نطلب المساعدة والإلهام اللذين نحتاجهما منهم لتأدية دورنا كفلاسفة ومفكرين على أكمل وجه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب
نور الحرية ( 2019 / 9 / 1 - 21:41 )
الناس نيام فاذا تفلسفوا أي استعملوا عقولهم انتبهوا هكذا يجب أن نقول لا كما قال علي فمن أدراه أن بعد الموت من حياة وانتباه


2 - نور الحرية
إبراهيم جركس ( 2019 / 9 / 2 - 09:35 )
أقول لك صدقت
نعم الناس إذا تفلسفوا استيقظوا

دمت بخير

اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة