الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ما قبل الاسلام جاهلية ، ام ماذا ؟!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 9 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد انتصار الاسلام على ما يسمون كفار قريش و انتشاره ، بدء تاريخ جديد يؤرخ لحضارة جديدة ، على انقاض اخرى امتدت لقرون طويلة ، متجاهلين ما فيها من ثقافة و ادب و شعر و سيير … الخ . فقاموا بشطبها بجرة قلم ، و ردموها باكوام من التراب فتحولت الى نسيا منسيا ، و لم يكتفوا بذلك بل شوهوا سمعتها و اسقطوها تماما و غيبوها عن الوعي العربي ، الا ما ندر منها و الذي فرض نفسه لجودته ، و لا تجده الا في دواليب الباحثين و عقولهم كالشعر و النثر و الخطابة … الخ … و وسموها بالجاهلية دون وجه حق ، و مسخوا كل الشخصيات البارزة في ذلك الوقت و لصقوا بهم القاب و صفات لا لشئ الا لان اصحابها رفضوا الدين الجديد الذي لا يقبل الاختلاف او الخلاف ، اسلم تسلم . اما من مشى مع التيار من الانتهازيين فقد اصبح من الصحابة و مبشر بالجنة و رضي اللة عنه و من دخل بيته فهو امن و اصبحوا ملوكا … الخ و هذا ديدن المسلمون الجدد في اذلال اعدائهم و من ينهزمون امام سنابك خيولهم ، و بالرغم من كل ذلك فقد كتب العديد من الكتاب الاسلاميين عن هذه الحقبة من تاريخ العرب و اشادوا بما كانت تزخر به من قيم راقية قل وجودها في الحقب اللاحقه بالرغم من انتشار الاسلام و نشر قيمه السماوية السمحة !!
كان الضرب على وتر وأد البنات و عبادة الاصنام في حين ان الامر الاول كان محصور في اضيق نطاق لدى بعض القبائل المعدمه ، اما الثاني فقد فرضته الظروف السائدة انذاك و توارث العرب بموجبه عبادة الاوثان اب عن جد ، كما نتوارث الاسلام هذه الايام اب عن جد ، علما بان العرب قبل الاسلام كانوا احنافا يؤمنون باللة على دين ابراهيم ، و لكن عمرو بن لحي الخزاعي و هو من سادات العرب جلب الاوثان من الشام لتعبد في الجزيرة العربية ، و هو أول من غير دين إبراهيم الحنيفية الذي يقوم على التوحيد .
ناتي الان الى حياة العرب قبل الاسلام و كيف كانت ، النص الاتي مقتبس من موقع اسلامي لاحظوا التناقض في قول الكاتب و ايضا لاحظوا ، تكراره كلمتي جاهليه و جاهلي بالرغم من مدحه و اعجابه بما كان العرب عليه من ثقافة و ادب و شعر و اهتمام بعلم التنجيم ، بسبب تشبعه بثقافة التحريف التي مارسها الشيوخ على مدى قرون و لحد الان : ( الجانب الثقافي : كان العرب في الجاهلية يهتمون كثيرًا بالثقافة والأدب، ولا زال الأدب الجاهلي حيًا إلى اليوم، كما أن الشعراء في العصر الجاهلي من أكثر الشعراء تمكنًا في قول الشعر، لهذا شهد العرب حركة أدبية نشطة في العصر الجاهلي، وكان في كلّ قبيلة شعراء وخطباء مميزين، يُدافعون عن القبيلة وخصوصًا في أوقات الحروب، إذ عُرف عن العرب الفراسة والبلاغة في الأدب، كما كانوا يهتمون بالكهانة وعلم التنجيم . ) …
اكد المؤرخون بان العرب قبل الاسلام كانوا اصحاب قيم رفيعة قل نظيرها في الحقب اللاحقة ! منها : الشجاعة ، الكرم ، الفروسية ، الوفاء و الصدق ، الاباء و رفض الضيم ، المروءة و النخوة ، الذكاء و الفطنة ، الايفاء بالعهود ، الجلد وتحمل الضيم ، السماحة ، حسن الجوار … الخ و اذا اردنا ان نفصل في كل واحدة منها نحتاج الى مجلدات ، و لكننا سنستعرض بعضا منها في عجالة و من المصادر الاسلامية نفسها و بلغة الشعر :
الكرم : وهيَ إحدى الصفات المُتأصِّلة عند العرب قَبل الإسلام ، فقد كانوا يُكرمونَ الضيف بحُسن الاستقبال ، والطعام ، و يُوقِدونَ النار في الليل ليستدلَّ المسافرونَ بهاعلى بيوتهم ، و يطلقون عليها اسم "نار الضيافة"، ومن أشهر الشخصيّات العربيّة التي ارتبطَ اسمها بالكرم حاتم الطائيّ .
قال الشاعر الحطيئة :
فنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره إذا الريح هبت والمكان جديب
الشجاعة ورفض الذل :
كقول عنتره :
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كاس الحنظل
او قوله :
يا عبل أين من المنية مهربي إن كان ربي في السماء قضاها
حُسن الجِوار : كانَ العرب يُؤدّونَ حقّ الجار كجزءٍ من خِصالهم النبيلة التي كانوا يحرصونَ عليها، فكانوا يُقدِّمون الحماية ، والإغاثة لجيرانهم ، ويَعدّونه جزءاً من شَرَفهم ، كقول عنتره :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
و قول مسكين الدارمي :
ناري ونار الجار واحدة واليه قبلي تنزل القدر
اعمى اذا جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر
المروءه : فمن كان يستجير بشخص فعليه ان يجيره ، كما استجار الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عائد من الطائف الى مكه بالمطعم بن عدي ، وهو مشرك وقد اجاره ، وقيل ان بدويا اجار ذئبا جريحا وقتل احد ابناء عشيرته دفاعا عنه .
السماحه :
مثل قول عنتره :
اني امرؤ سمح الخليقة ماجد لا اتبع النفس اللجوج هواها
حتى الصعاليك ، عندهم قيم و شهامة وهم اول من ارسىوا قيم الاشتراكية بمفهومها البسيط ، اذ كان زعيمهم الشاعر عروة بن الورد من اسرة ميسورة و لكنه ترك العز من اجل مساعدة الفقراء ، فكانوا يغيرون على الاغنياء و يوزعون الغنائم على المحتاجين و هذه ابيات من قصيدة لعروة ابن الورد :
اني امرؤ عافى إنائي شركة وانت امرئ عافى انائك واحد
أتهزأ مني ان سمنت وأن ترى بوجهي شحوب الحق و الحق جاهد
افرق جسمي في جسوم كثيرة و احسو قراح الماء و الماء بارد
أمّا المرأة : ان اهتمام العرب قبل الإسلام بالمرأة استثنائيا بين الأمم، فاهتموا بحفظ كرامتها وسترها، فكان للنساء خدر في المسكن ، وفي الخارج كانت النساء تلبس مايسترها وتركب في الهودج عند السفر حتى لا يطلع عليها الغرباء. كان من النساء قبل الإسلام الطبيبة كاشفاء بنت عمرو وسيدة الأعمال كخديجة بنت خويلد. ووصلت المرأة إلى مراتب عليا كما هو حال بلقيس ملكة سبأ، وزنوبيا ملكة تدمر، وزبيبة وشمسي ملكات قيدار، ومناصب كبيرة لا سيما عند الأنباط وقد سجلت لنا المصادر التاريخية نساء كثيرات بنَيْنَ لأنفسهن قصص نجاح مميزة، أو تميّزن بالشخصية القوية أو برجاحة العقل، فزرقاء اليمامة مثلاً كانت تستشرف بذكائها ما وراء الأفق، وجهيزة قطعت ببلاغتها قول كل خطيب، وخديجة بنت خويلد كانت تجارتها تعادل ثلث تجارة مكة بأكملها، وفيلة الانمارية كانت تاجرة مهمة تبيع وتشتري بنفسها، وخالدة بنت عبد مناف، وصحر بنت النعمان اشتهرتا بالحكمة والذكاء والكمال، وكانت العرب تتحاكم عندهن في المشاجرات والأنساب، وهنالك خولة بنت الأزور الفارسة الشجاعة، والخنساء الشاعرة المخضرمة ، ولم يقتصر دورها في الحياة الاجتماعية بل وفي صلب الحياة السياسية . وبالإجمال يمكن القول أن وضع المرأة لم يكن بالصورة السيئة التي يحاول البعض رسمها، ولم تكن شخصيتها مستلبة تماما، فمثلا كانت المرأة تتمتع بحرية اختيار زوجها، وأن تشترط على زوجها أن تملك أمرها ولا يتزوج عليها . و كانت تحافظ على نفسها، كما كانت تتَّصف بعِزّة النفس.
هذا غيض من فيض ، اليست هذه من اعظم القيم التي فطر اللة بها البشر ؟ اين هذه القيم مما فعله المسلمون بعد ذلك مع سبايا اوطاس من
المحصنات ، و ما فعله خالد ابن الوليد مع مالك ابن نويرة و زوجته …
يؤكد المؤرخون بان العرب قبل الاسلام لم تقع في زمنهم حروبا دينية طاحنه و السبب يرجع الى ان الديانه الوثنية كانت ديانة محلية ، بمعنى ان كل قبيلة لها الاهها و صنمها الذي تعبد ( ود بني كلب ، اللات بني ثقيف ، مناه الاوس و الخزرج ، العزى قبائل بني سليم و غطفان و جشم … الخ ) و لا تفرض قبيلة على اخرى ان يعبدوا الاهها او صنمها و لا تنتظر من القبائل الاخرى ان تفعل ذات الشئ معها ، و لم يكن عندهم التكفير و لا الحدود ولا الجزية ، ولم تدعي قبيلة من القبائل بانها وحدها تستحق الحياة و بقية القبائل يجب ان تموت ، بل كانوا يعيشون بتوافق و تسامح ديني ، فكانت عندهم ما تسمى اليوم بالحرية الدينية ، بدليل ان النبي و ابو بكر و بعض الصحابة كانوا يعتنقون الحنيفية وهي ديانه توحيدية ابراهيميه كما كانت هناك في الجزيرة العربية ديانات اخرى منتشرة كالمسيحية و اليهودية و الصابئية المندائية وهي كلها ديانات تختلف عن ديانة اهل قريش ، سادة مكة ، بل تتناقض معها و لكن مع هذا لم يفرض ( كفار قريش ) على احد ديانتهم او يفرضوا الجزية او يقيمون الحد … اما الاسلام فيعتبر من الديانات الشمولية والقائمة على فكرة الحاكمية ، اي الحكم لله وحده بمعنى ان يكون الله لكل البشر ، فالاسلام لا يعترف بالديانات الاخرى ( انما الدين عند اللة الاسلام ) فيجب و الحال هذه ان يتحول كل البشر الى الاسلام و يخيرون بين ثلاث : الاسلام او الجزية او القتال .
اخيرا من ينتصر يكتب التاريخ و من ينهزم تبتلعه الظلمة …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق على المقال
صلاح البصري ( 2019 / 9 / 1 - 22:07 )
الإسلام دين استبدادي شمولي ديكتاتوري لأنه يريد العزة والسيادة له وحده والهيمنة على كل الاديان الأخرى، ينقضها ويلغيها ويلغي كتبها المقدسة ، والا فالسيف جاهز لكل معترض ، قانون الإسلام استند الى ثلاث،
فرض الإسلام بالقوة
او القتال عندما يكون المسلمون أقوياء ضد من لا يقبل الاسلام
او فرض الجزية على أهل الكتاب الرافضين الخضوع للإسلام .
اين دين السماحة الذي صدعونا به ؟
الإسلام دين يفرض شروطه على العدو المستباح ولا يعرف السماحة، بدليل احتلاله اراضي شعوب غير مسلمة منها العراق وبلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا وتوسع شرقا بدء من العراق وبلاد فارس حتى الصين والهند وحول شعوبها الى الدين الاسلامي بقوة السيف .
بحجة نشر دين الله لكن الغاية الصلية هي السلب والغنائم واستعباد البشر و التجارة بالنساء و استملاك الامات والجواري للاغتصاب الجنسي و المتاجرة باسواق النخاسة .