الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا وعلاقتها مع الشريك الكردي

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 9 / 4
القضية الكردية


كتبت منذ يومين مقالاً قلت فيه بما معناه؛ بأن "الأمريكان يعلمون بالعلاقة بين قيادات روجآفا وقنديل ومع ذلك فهم يقولون لتركيا بأن لا علاقة بين الطرفين"، كون مصالحها تتطلب ذلك وعلينا -وأقصد هنا قيادات الإدارة الذاتية وليس الأفراد والمؤيدين للمنظومة العمالية- أن لا يكذبوا الحليف الأمريكي بتقديم الأدلة لتركيا بأنهم جزء من قمديل وذلك توضيحاً لما قيل بأن تم سحب الرخصة من قناة تلفزيونية بسبب قيام أحد ضيوفها بشتم قيادية في العمال الكردستاني -مع رفضنا وإدانتنا التامة لها طبعاً- لكن تبقى تلك القيادية ليست شأناً روجآفاوياً لتحاسب القناة وإدارتها ولنقول لتركيا؛ نحن جزء من قنديل وقد سببت المقالة بعدد من الردود والتوضيحات وكانت إحداها للأستاذ بسام صقر عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية لممثلية واشنطن حيث كتب يقول:

"ليست الأمور بتلك البساطة التي تتفضل بها ، نعم الامريكان شبه مقتنعين بانه لاعلاقة لقيادات سوريا بقنديل ، وهم يعملون بشكل جدي لكي لايكون لهم علاقة بقنديل ، ما تتفضل به ليس دقيقا لهذه الدرجة ،معروف ماذا يريد الامريكان واعتقد ان الرفاق يعرفون ذلك تماما ، وهنا تكمن السياسة هل يتجاوبون معهم ويضعون البيض كله في سلة واحدة ام انهم سيبحثون عن خطط احتياطية ، استاذ بير اللعبة السياسية هي هل انت مستعد للتخلي عن عقائدك وأطروحاتك وهل انت مستعد لتلقي الأوامر (طبعا هذه ليست لعبة سياسية وإنما تغيير في العقيدة والمنهج )، تركيا لن تستكين ان قلت ذلك او لم تقل ستبقى تهدد ومن المحتمل ان تعتدي ولا اعتقد ان الناتو سيقتلون بعضهم في اي حال من الأحوال ، هناك فريقان ورؤيتان في امريكا بهذا الخصوص وتحديدا مع تركيا هناك البنتاغون والبعض من الشيوخ محتقنين من رعونة والتصرفات التركية ان كان تمردهم على امريكا ودعمها للارهاب والعلاقة مع روسيا وإيران كلها ملفات ستجعل هذا الفريق يضغط على الادارة الامريكية ، برأيي الوقت ليس لصالحنا ،الرهان برأيي على هذا الفريق وهو الأضعف للعلم وليس صاحب القرار". إن رد الأستاذ بسام صقر دفعني لكتابة الرد التالي:

أستاذ بسام .. إنني لم أقل بأن السياسة وإدارة الملفات بتلك البساطة، لكن الأمريكان ليسوا سذجاً لدرجة يصدقون؛ بأن لا علاقة لقيادات روجآفا مع قنديل -مع أنهم يحاولون الفصل- ولذلك لا داعي لنوهم أنفسنا وأعتقد من يفكر بهذه العقلية هو الذي يبسط الأمور بطريقة غير معقولة، أما بخصوص تهديدات تركيا فأعرف إنها جدية وبأنها ستحاول دائماً القضاء على أي مكسب كردي وهذه ليست قراءة وتحليل سياسي، كون تركيا تعلنها مراراً وتكراراً، لكن ما يردعها هي السياسات الأوربية والأمريكية -بعكس ما أنت مقتنع به مع قناعتنا أن لا شيء ثابت بالسياسة- وذلك على الرغم من الظاهر الذي يوحي بالعلاقات الطيبة ضمن حلف واحد، لكن ذاك الدعم الحقيقي إنتهى مع تغول أردوغان ومشروعه الإخواني الذي وجد فيه الأمريكان تهديداً لإستراتيجياتهم بالمنطقة فكان التصدي له وكانت أقوى الانهيارات بالعلاقة بين الطرفين هو الدعم الأمريكي للسعودية باسقاط حكومة مرسي الإخوانية بمصر وما زالت إنهيارات المشروع التركي تتلاحق.. طبعاً لا أقول؛ بأن الأمريكان جاؤوا لتدمير تركيا وإقامة كيانات كردية، لكن من مصلحتهم دعم طرف جديد يجدون فيه إمكانية الاعتماد عليه لحفظ مصالحهم بالمنطقة ووجود حليفان متنافسان أفضل من حليف واحد وبصدد ما تفضلت به من "تغيير العقيدة والمنهج" أعتقد أن ذاك جزء من تطور أي تجربة سياسية لم تنضج بعد ولست من أصحاب العقائد الجامدة.

وأخيراً: إنني لم أطلب يوماً "وضع كل البيض بسلة واحدة"، بل كنت -وما زلت- أطالب دائماً؛ بأن تكون علاقات الإدارة الذاتية متشعبة ومع كل الأطراف، بما فيها الروس والنظام السوري وحتى المعارضة -أو على الأقل بعض أطيافها- ناهيكم عن البحث عن علاقات دولية مع دول أوربية وشرق آسيوية لها وزنها السياسي وبالأخير يبقى لكل منا قراءته ورؤيته السياسية التي ينظر فيها للأمور والقضايا المختلفة مع التقدير لرأيك وشخصك الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت